دعا رئيس تحالف "ازرق ابيض"، بيني غانتس، يوم الإثنين، إلى تشكيل حكومة وطنية واسعة، وذلك بعد تكليفه من الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بمهمة تشكيل الحكومة، عقب حصوله على توصية 61 من أعضاء الكنيست، وبضمنهم نواب القائمة المشتركة.
ويأتي هذا التكليف مع بدء المراسم الاحتفالية، حيث يؤدي أعضاء الكنيست الـ23،الإثنين، اليمين القانونية، من خلال 40 جولة، يؤدي في كل واحدة ثلاثة أعضاء كنيست القسم، بموجب القيود التي يفرضها فيروس كورونا المستجد وتعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية.
وسيلقي رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، وريفلين خطابيهما أمام غانتس ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فقط.
وأوضح غانتس في خطابه عقب تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة أن البلاد تمر بأزمة لم تعهدها من قبل، قائلا "إسرائيل تتواجد في بداية أزمة عميقة، حيث تتواجد مئات آلاف العائلات في حجر وعزل بمنازلها، وهي قلقة حيال إمكانية تفشي فيروس كورونا في البلاد".
وحيال هذا الوضع قال غانتس "في مثل هذه الأيام نحن بحاجة إلى قيادة تضع جانبا الاعتبارات الشخصية، وعليه أعدكم بأنني سأعمل جاهدا من أجل تشكيل حكومة وطنية واسعة خلال أيام، حكومة من خلالها سأخدم الجميع من مصوتي ازرق ابيض، والليكود وجميع الأحزاب من معسكر اليمين واليسار".
وأضاف غانتس "منذ انتشار فيروس كورونا التزمت الصمت وامتنعت عن توجيه الانتقادات لرئيس الحكومة،نتنياهو، وذلك على الرغم من الانتقادات التي وجهت ضدي من قبل الليكود والوزراء في الحكومة ونتنياهو".
وأوضح غانتس أن الجمهور الإسرائيلي ضاق ذرعا من الحقد والكراهية وتعميق الشرخ وعدم الوضوح، لافتا إلى أن الجمهور يتوقع منه أن يخرج البلاد من حالة الشلل والعمل على توحيد الصفوف.
وتطرق إلى التصريحات والإجراءات التي رافقت عملية المشاورات للتوصية عليه لتشكيل الحكومة، بالقول "رافق ذلك تصريحات عنصرية صعبة، وتهديدات ما ينذر بإمكانية انهيار أسس الديموقراطية الإسرائيلية".
وأضاف "كما رافق ذلك محاولات غير شرعية من قبل رئيس الحكومة الحالي التنصل من إجراءات القضاء والمحاكمة، ومحاولة تقويض الجهاز القضائي، فلا يوجد أي شخص فوق القانون، ولا يوجد أي شخص أهم من المشروع الإسرائيلي الصهيوني".
من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي في خطابه "القانون يمنحك 28 يوما للبدء منذ يوم الثلاثاء، في مهمة تشكيل الحكومة، لربما الوقت قصير، لكن في ظل حالة الطوارئ في البلاد والعالم، فهذه الفترة تعتبر طويلة".
وأضاف "التحديات التي تواجهنا تلزمنا تشكيل حكومة لخدمة جميع المواطنين في إسرائيل، لذا تقع على جميع الأحزاب مسؤولية المشاركة في تشكيل الحكومة بظل الأزمة التي نواجهها".
وتابع الرئيس الإسرائيلي "كما أسلفت في السابق، لربما تشكيل حكومة على وجه من السرعة سيكون منوطا بترتيبات مؤقتة لشهرين، لكن دون شك هذا ما يتوقعه الجمهور من قياداته، إذ أن انتخابات رابعة غير ممكنة بهذه الظروف، وعليه إمكانية تشكيل الحكومة موجودة لدى غانتس، ولدى جميع قيادات الأحزاب".
وعقب تكليفه بتشكيل الحكومة، بادر غانتس إلى الاتصال برئيس كتلة أحزاب اليمين "يمينا"، الوزير نفتالي بينيت، ودعاه لجلسة مشاورات لتشكيل حكومة واسعة، فيما رفض بينت دعوة غانتس للجلوس واشترط أن يتنصل "ازرق ابيض" من دعم المشتركة لغانتس الذي لم يجري اتصالات بقيادة المشتركة ولم يوجه لها دعوة رسمية لإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة.
كما أجرى غانتس اتصالا برئيس "يهدوت هتوراة"، الوزير يعقوب ليتسمان، ودعاه إلى جلسة مشاورات، بيد أن الأخير رفض ذلك، وهو الموقف الذي عبر عنه رئيس "شاس"أرييه درعي، الذي رفض دعوة غانتس للقاء وإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة.
وفي المقابل، أعلن رؤساء أحزاب "كتلة اليمين" أنهم سيرفضون مرة أخرى الجلوس مع غانتس في حال وجه إليهم دعوة لجلسة مشاورات، وأكدوا بأن طاقم مفاوضات "كتلة اليمين"، هو من يدير أي مفاوضات الائتلافية.
وسبق ذلك، أن اتفق غانتس مع كل من رئيس "يسرائيل بيتنو"، أفيغدور ليبرمان، ورئيس تحالف "العمل-غيشر-ميرتس"، عمير بيرتس، لعقد جلسة أولى لإطلاق مفاوضات رسمية لتشكيل الحكومة.