الثامن من آذار (مارس)، يصادف الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد المقاتلين الجبهاويين فارس ووسام شابط، أبناء كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اللذين استشهدا معاً في عملية اقتحام بطولية لموقع عسكري إسرائيلي بالقرب من معبر بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة.
حيث ولد الشهيدان في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وأبصر الشهيد فارس عزات شابط النور بتاريخ 19 كانون ثاني (يناير) 1977، فيما ولد الشهيد وسام سليمان شابط بتاريخ 14 آيار (مايو) 1982، وتربيا على عشق الوطن والفداء في أحضان عائلتهما الفلسطينية المناضلة التي قاومت الاحتلال وقارعته كباقي العائلات الفلسطينية المناضلة.
للشهيدين حكاية تختلف عن غيرهما من الشهداء كونهما تربطهما علاقة الدم والقرابة، والصداقة، وصلابة الانتماء للوطن وللجبهة الديمقراطية، ومقاومة جيش الاحتلال جنباً إلى جنب.
وتميز الشهيدان بأخلاقهما الحسنة، وعطائهما اللامحدود، فكانا مقاتلين شديدين، وبذلا جل وقتهما لتأدية واجبهما النضالي والوطني ، وشاركا في مقارعة قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال «انتفاضة الأقصى» منذ اندلاعها في عام 2000، بالحجر والمقلاع وقنابل المولوتوف، خاصة على مفترق الشهداء، المقابل لمستوطنة «نتساريم» التي اندحر منها الاحتلال في العام 2005.
انتميا إلى الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية في العام 2000، بعد اعادة تشكيله في بداية الانتفاضة المجيدة، وشاركا في كافة الانشطة والأعمال العسكرية لكتائب المقاومة الوطنية على كافة المحاور حينذاك، وعملا مع رفاقهما في مواجهة عدوان الاحتلال والتصدي للاجتياحات والتوغلات الإسرائيلية المتكررة، خاصة في مسقط رأسهما في حي الزيتون، فكان العمل شاقاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خاصة أن المقاومة كانت تعاني قلة الامكانيات العسكرية واللوجستية حينذاك، مقارنةً بإمكانياتها وقدراتها اليوم.
وطالب الشهيدان على الدوام بأن يكونا في ميادين ومحاور قتالية متقدمة والاعداد والتجهيز لتنفيذ عملية نوعية ضد الاحتلال، وانغرسا في العمل المقاوم إلى أن تم اختيارهما من قبل قيادة الكتائب لتنفيذ عملية اقتحام جديدة على خطى عمليات الاقتحام النوعية لمواقع الاحتلال التي نفذتها الكتائب في قطاع غزة والضفة الفلسطينية المحتلة.
وفي صباح الثامن من آذار (مارس) 2002، سطر المقاتلان العنيدان بدمائهما أروع ملاحم البطولة والتضحية، وانطلقا معاً لتنفيذ هجوم مسلح على موقع عسكري اسرائيلي في بلدة بيت حانون شمال القطاع، واشتبكا مع جنود الاحتلال، مستخدمين سلاحيهما من نوع كلاشنكوف وقنابل يدوية، ما أدى إلى استشهادهما جراء استهدافهما بقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات المروحية، بعد خوضهم معركة ضارية وبطولية اوقعت عدد من الإصابات في صفوف الجنود الاسرائيليين باعتراف الاحتلال.
وأكد «قاسم» عضو المجلس العسكري لكتائب المقاومة الوطنية، أن الكتائب ستبقى وفية لدماء الشهيدين وسام وفارس شابط في ذكراهم الخالدة، بالسير على خطاهم وخطى الشهداء جميعاً في مقاومة الاحتلال والدفاع عن أبناء شعبنا، وأن دمائهما ستبقى وقوداً للمقاومة والنضال في الميدان ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى تتحقق الاهداف الوطنية الفلسطينية.
وقال «قاسم» في تصريحات خاصة لـ «الحرية»، أن هذه العملية جاءت بينما كانت أجهزة الأمن الاسرائيلية تتخبط بعد الاختراق الأول الذي حققته كتائب المقاومة الوطنية من خلال تنفيذ عملية اقتحام «حصن مرغنيت» في رفح جنوبي القطاع، والتي كانت فاتحة للعمليات البطولية، واختراق لمنظومته الأمنية، وشكلت أعلى درجات الإهانة لجيشه.
وأضاف «قاسم»: العمليات البطولية التي تنتهجها كتائب المقاومة الوطنية، هي نتاج طبيعي وحق مشروع لشعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي رداً على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا.
تامر عوض الله
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت