بسم الله الرحمن الرحيم
فايروس كورونا المستجد يغزو العالم بشكل مخيف ، لا يفرق بين أحد ، فايروس يمثل العدالة فلا يفرق بين غني وفقير بين حاكم ومحكوم بين مواطن بسيط ووزير أو رئيس ، يوصل رسالة لهذا العالم المتقدم أنه أضعف من الضعف ، وان كل التكنولوجيا الحديثة والتقدم العلمي الذي وصلت له البشرية مجرد وهم أمام هذا الفايروس ، فكل الأسلحة والتكنولوجيا الذي توصلتم لها لقتل بعضكم البعض وتنفيذ أطماعكم لم تستطيع أن تحميكم من فايروس صغير ، أدخل الرعب فيكم وحاصركم وشل حياتكم ، فهل تتعظون ؟؟؟!!!
فايروس كورونا سيزول وسينتهي كما انتهي ما سبقه من أوبئة مرت علي البشرية ، ولكن الأخطر من كورونا هو فايروس الفساد والحكم ، فايروس الكذب علي الشعوب واستغلالهم وارهاقهم ، الأخطر هو كورونا السياسيين والقادة ، كل الأوبئة ستنتهي ولكن وباء السياسيين والحكام والمسئولين كيف سينتهي وهو الأشد فتكاً بنا ، فما قتلتموه من بعضكم في حروبكم يفوق ملايين مما سيُقتل من فايروس ووباء كورونا وغيره ، فأنتم الوباء الحقيقي ، فالسياسيين هم الوباء الأخطر والأشد قتلاً وفتكاً بالشعوب ، فأعيدوا حساباتكم ستجدون أنكم فيروسات وجراثيم خطيرة تُنهك في جسم الشعوب بلا رحمة ، شكراً فايروس كورونا ، شكرا لك وأنت تطبق العدالة وتقتل فايروس السياسيين وتوزع الألم والمعاناة والموت والوجع بلا فرق بين غني وفقير ورئيس ومواطن ، ووزير وغفير ، فالفقراء والبسطاء من الشعوب المصابون علي مر الأزمنة بوباء ظلم وفساد الحكومات لا يهمهم شيء ، فأنتم لم تبقوا لهم شيئاً ليخسروه ، سرقتم قوتهم ومزقتم أشلاؤهم وأرهقتموهم فقراً وظلماً، وكورونا أرحم وأعدل منكم ، فأنتم الأخطر من كل الأوبئة والفايروسات ، سهل أن تتعافى الشعوب من الأمراض والأوبئة مهما بلغت خطورتها ،
ولكن من الصعب أن تتعافي من وباء السياسيين وفسادهم ، فكورونا الفساد ، وطاعون الظلم ، وكوليرا الديكتاتورية ، ووباء دجل السياسيين ، هو الخطر الحقيقي القاتل للشعوب والوطن ، فشكراً لكورونا لأنه استطاع أن يربك السياسيين ويحجر عليهم ويقيد تحركاتهم ويمنعهم من التنزه والسفر والسياحة ، ومنعهم من التمتع بالفنادق والمطاعم والمنتجعات ، شكراً كورونا فأنت كشفت هشاشة وضعف تلك الأنظمة السياسية التي تفتري وتقمع الشعوب ، أنت من أسقطت زيفهم وكشفت كذب شعاراتهم ، الفقراء والبسطاء لا يخافون فهم يموتون في اليوم ألف مرة من ظلم الحكام وبطشهم ، ولا يبكون علي هذه الدنيا ولم يرهبهم الموت ، الفقراء والبسطاء مؤمنون بنصيبهم وقدرهم ، أما أنتم أيها الحكام والرؤساء والوزراء والمتنفذين ترتعبون قلقاً وخوفاً ولهذا كورونا يستحق الشكر ، نتمنى السلامة التامة للجميع باستثناء السياسيين والمتنفذين وسارقي مقدرات الشعوب وسماسرة وتجار الحروب ، نتمنى السلامة والمعافاة لكل الفقراء والمستضعفين بالأرض ولكل الشعوب باستثناء سماسرة السياسة وأوغاد التجارة والظالمين ، شكراً كورونا ، شكراً كورونا
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected] 16-3-2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت