في غمرة التفشي العالمي لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، اجتمع خبراء صينيون لتقديم إفادة صحفية عبر دائرة الفيديو لمشاركة العالم الخبرات والدروس من معركة مكافحة الوباء.
وشدد الخبراء، وهم أعضاء فريق طبي وطني أرسله مستشفى كلية بكين الطبية المتحدة، إلى مدينة ووهان التي كانت الأشد تضررا بالوباء في مقاطعة هوبي، شددوا على أهمية التحرك المبكر لمواجهة المرض.
قال دو بين، مدير وحدة الرعاية المركزة بالمستشفى، إن تدابير الوقاية والسيطرة تعد الأمر الأهم في المعركة، إذ أن العلاج أمر ثانوي فقط، بينما تكون لتدابير الوقاية والسيطرة تأثيرات أساسية.
وأوضح "يجب أن تكون لديك خطط، والإخفاق في الإعداد يمثل مقدمة للفشل"، مضيفا أنه حتى مع تسجيل حالات إصابة جديدة أقل في ووهان حاليا، إلا أنه يتعين البقاء في حالة تأهب وحذر.
ولدى سؤاله عن تدابير محددة للوقاية والسيطرة، شدد دو ببساطة على "الاختبار ثم الاختبار ثم الاختبار".
وقال "بدون الاختبار، ليست لدي فكرة كيف يمكنك تحديد الحالات المشتبه بها وكيف يمكن القيام بالحجر الصحي للمخالطين عن قرب"، مضيفا أن نقطة التحول لتفشي الوباء في ووهان حدثت فقط عندما تم عزل جميع المرضى المشتبه بهم والمخالطين لهم.
من جانبه أكد يان شياو وي، خبير الطب الباطني بمستشفى كلية بكين الطبية المتحدة، على أهمية توفير رعاية جيدة للعاملين الطبيين، موضحا أن هذا يعد شرطا أساسيا لتوفير رعاية جيدة للمرضى ولحماية زملائهم وأفراد أسرهم.
وأوضح يان أنه يجب كذلك القيام بالمزيد من توعية العامة بشأن سبل الوقاية مثل غسل الأيدي وارتداء كمامات الوجه، والتي بدونها سيتفشى كوفيد-19 في مرافق الرعاية الصحية.
وقوبلت كلمات يان بتأييد من وو دونغ، أستاذ الجهاز الهضمي المساعد في مستشفى كلية بكين الطبية المتحدة، الذي طالب الجماهير بتطبيق الإجراءات الضرورية بشكل جاد، وتغيير سلوكياتهم والتحلي بالمسؤولية.
وعلاوة على ذلك، قال وو إنه علم بشكل مباشر أن البيئة في وحدة الرعاية المركزة قد تكون مرهقة للغاية أثناء الوباء، وإن فقدان مرضى قد ينال بسهولة من معنويات العاملين بوحدة الرعاية المركزة.
وقال وو لنظرائه الأجانب "الراحة والاسترخاء مهمان للغاية، ويجب أن تعتنوا بأنفسكم بشكل كبير".
وقال دو "رغم أنها فرصة بالنسبة لزملائي ولي لتبادل خبراتنا مع المجتمع الدولي، إلا أن النهج الصيني للسيطرة على الوباء ربما لا يمثل الأسلوب الوحيد".
وأضاف أنهم، على سبيل المثال، تعلموا من تجارب دول مثل سنغافورة واليابان، مشيرا إلى أنه مع اختلاف أرقام الحالات المصابة وأنظمة الدعم المجتمعي، يمكن للدول اعتماد أساليب مختلفة تحقق نجاحا مماثلا في السيطرة على الوباء.
وأردف دو "إنها فرصة بالنسبة لنا لنتعلم من بعضنا، تماما كما هو الأمر مع الطب الصيني التقليدي والطب الغربي"، مضيفا أن "جمال العالم يكمن في التنوع".
وقال وو إن دافعه للانضمام إلى معركة مكافحة كوفيد-19 على الخط الأمامي، لا يتعلق بالمهنية والمسؤولية فحسب، بل بالحب أيضا.
واستطرد قائلا "البشر يفنون، لكن الحب لا يفنى، وأنا أحب ابنتي ومرضاي وبلدي والبشرية".
وأوضح "كوننا بشرا، فنحن جميعا في هذا (الوضع) معا، وسنتجاوزه معا".