(نص مقتطع من السيرة الذاتية)
سؤال استفزازي، وقد يعتبر البعض في الساحة الفلسطينية، أن الإجابة عليه واضحة محسومة، وأن مُجرد طرحه فهو السذاجة بعينها ..... ففي احدى تلك الدورات التثقيفية، وقف أحد أعضاء اللجنة المركزية ليرد على جملة من العناوين التي تم طرحها، ليقول :
"إنَّ شعار حركة القوميين العرب، كما قال كلوفيس مقصود، لم يكن سوى شاورما : دم ... حديد ... نار ... ثار ...". مضيفاً قوله "لذلك كانت قيادة الحركة مُتخلفة، وجاء مؤتمر عام الحركة نيسان/إبريل عام 1963 ليُحدث الإنعطافة الفكرية في مسارها على يد الذين كشفوا الجذور والسياق الفكري اليميني القومي التقليدي، في تنظيم يقوم على التعيين من القمة إلى القاعدة وعلى مبدأ نفذ ثم ناقش.
ماطرحه عضو اللجنة المركزية، رد عليه واحد من الرفاق الحضور حين قال نقلاً عن نص للدكتور جورج حبش "إن الحركة عاشت مرحلة تطور، أو عملية تطور متصلة في اتجاه اليسار. فقد بدأت الحركة بطرح شعار (وحدة، تحرر، ثار) وتصاعد التطور إلى حد وضع وثيقة تموز عام 1967 التي هي في التقدير وثيقة (نظرية) وضعتنا على أبواب تنظيم ثوري جذري، بحيث أصبحت الحركة الآن جزءً أساسياً من اليسار العربي الثوري"، وأضاف نقلاً عن النص ذاته "ومن خلال هذا التطور الفكري والسياسي لدى حركة القوميين العرب تعززت علاقتها مع الحركة الناصرية خاصة بعد تبلور الفكر القومي والوحدوي والاشتراكي لدى عبد الناصر الذي ترجم عمليا بقيام الوحدة بين مصر وسوريا، في شباط 1958 وبعد أن رفع عبد الناصر شعار (الحرية الاشتراكية الوحدة). فطورت الحركة شعارها عام 1959 ليصبح الوحدة، التحرر، الاشتراكية، وأضافت عليه استرداد فلسطين".
أما الرفيق (|أبو| |س| |السيلاوي|)، الأشقر الطويل، عريض المنكبين، وصاحب العينين الزرقاوين، وفي الدورة ذاتها، فاستذكر نقلاً عن موجهه الأعلى، أنَّ الدكتور جورج حبش كان في دواخله "قومجياً يمينياً" على حد تعبيره، وأضاف أن حبش اقترح على ميشيل عفلق الإنضمام للبعث، وأن تكون كتائب الفداء العربي التي شكّلتها حركة القوميين العرب اوائل الخمسينيات من القرن الماضي ذراعاً عسكرياً للبعث، غير أنَّ ميشيل عفلق رفض التعامل مع كتائب الفداء العربي كمنظمة بل كأفراد، ولم يشأ عفلق يومئذ أن يوافق على "أسنان للبعث لا تنبت من لثته ومن حليبه الأول"، وذلك على حد تعبيره أو على حد مانقل اليه من موجهه الأعلى.
قضايا نظرية، تم التلاعب بها، وبمصطلحاتها، ومفرداتها، خدمة لسياسات تبريرية، أوصلت حال اليسار الفلسطيني الى ماهو عليه، من تفكك، وعزوف لغالبية منتسبيه وأنصاره، الذين وضعوا انفسهم في إطار التيار الوطني العريض، البعيد عن الحرتقات والآلاعيب.
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت