استطاع الفلسطينيون في "اسرائيل" من تحقيق خطوة نوعية كبيرة، عندما توحدوا في انتخابات الكنيست التشريعية الأخيرة، والتي جرت عملية اعادة لها للمرة الثالثة في الثاني من آذار/مارس 2020، ففاز منهم 15 عضواً تحت مُسمى القائمة العربية المشتركة، واصبحوا بذلك الكتلة البرلمانية الثالثة بعد حزب الليكود وقائمة (كاحول/لافان) (ازرق/أبيض).
والمهم ايضاً، الحضور النسائي الفلسطيني في القائمة العربية المشتركة. اذا فازت اربعة نسوة في القائمة العربية : ايمان الخطيب ياسين، وسندس صالح، وهبة يزبك، وعايدة سليمان توما. حتى نالت المرأة في القائمة العربية المشتركة حصة مرموقة من خلال ثلث مقاعد الكتلة العربية، وهو مالم يحصل مع كل الكتل والأحزاب اليهودية التي شاركت بالإنتخابات. فلأول مرة تدخل أربع نساء عربيات دفعة واحدة ضمن القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي بالإضافة إلى امرأة عربية فلسطينية خامسة ضمن قائمة (أزرق/أبيض) المُسماة بقائمة (كحول/لافان) السيدة غدير مريح. بينما بلغت اعداد النسوة في الكنيست ككل ثلاثين امرأة من بين 120 نائباً في الإجمال، وبذا تكون نسبة النسوة هي الأكبر في القائمة العربية المشتركة عنها في ا] قائمة من قوائم الكنيست واحزابها.
القائمة العربية المشتركة، تضم مواطنين فلسطينيين من حملة الجنسية "الإسرائيلية"، ومن تلاوين فكرية أيديولوجية مُختلفة، فمنهم شيوعيين، وقوميين، وإسلاميين، وليبراليين. وهنا سر القوة في جوهرها. حيث الإتفاق العربي عل مواجهة سياسة الإحتلال من داخل الكنيست وعبر الطرق والأساليب النضالية الممكنة والمشروعة بعيداً عن العنف.
إن ما أغضب بعض الغلاة من الأحزاب "الإسرائيلية" وجود العربية الفلسطينية إيمان الخطيب في الكنيست ونجاحها ضمن القائمة العربية، وهي التي ترتدي الحجاب، فجرى التركيز على حجابها مقابل تجاهل معارفها ومواهبها وامكانياتها العلمية التراكمية، ودورها في المجتمع المحلي الفلسطيني في "اسرائيل" بين المواطنين العرب، فجعلوا الحجاب حاجزاً، ولم ينظروا إلى قدرات صاحبة هذه الحجاب والأخلاق والعمل والمهارات والتوجهات، وهو مادفع بالسيدة ايمان الخطيب ياسين لمخاطبة هؤلاء من اصحاب الرؤية القاصرة من غلاة المتطرفين الإسرائيليين : "يجب التعامل مع الإنسان أولا كإنسان وأن لا ننظر إلى مظهره الخارجي... هناك يهوديات متدينات كثيرات في الكنيست لم نسمع أي تعليق بشأنهن". وأوضحت أنها ستطرح في الكنيست "قضايا الأرض والمسكن والفقر وتهميش المرأة والعنف في المجتمع والعنف ضد النساء، وهي قضية حاضرة بقوة، وموضوع القرى البدوية غير المعترف فيها بالنقب". وإيمان الخطيب ياسين (54 عاما) متزوجة وأم لأربعة أولاد، حصلت على ماجستير في موضوع الخدمة الاجتماعية بتخصص النساء والنوع من جامعة تل أبيب.
كذا الحال مع الفائزة العربية سندس صالح (34 عاماً) والتي تُعَدّ أصغر عضو كنيست حالياً، والمتفوقة في مجالات عملها، حيث أنهت دراسة البكالوريوس في موضوع البيولوجيا والماجستير في موضوع العلوم والتكنولوجيا. والفائزة هبة يزبك، وبرزت من بينهم ايضاً الفائزة عايدة سليمان توما توما، الناشطة في جمعيات نسوية عربية عدة في اسرائيل، والتي عملت لسنوات طويلة دفاعا عن قضايا المرأة، والمعروفة بتجربتها السياسيةـ وافقها المفتوح، والداعية لسلام الشرعية الدولية، والمؤمنة بحل الدولتين. وقد كانت ضمن الوفد الخاص من القائمة العربية الذي فاوض قائمة (أزرق/أبيض) برفقة ممثلين عن احزاب القائمة العربية المشتركة.
لانا بدوان
دراسات عليا في القانون الدولي
جامعة موسكو
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت