كنت أجهز مقالا سياسيا للنشر... لكن تجلي فيروس الموت أكثر فأكثر ، وتزايد ضحاياه من مئات الى آلاف ،وسيطرته على كل شيء في العالم ..يتصدر نشرات الأخبار ويشل الاقتصاد ..والمال.. والسياحة بما تضم من فنادق ومطاعم ومنتجعات .. و يغلق المدارس والجامعات حتى الرياضة أصيبت بالضربة القاضية فلا دوريات ولا ملاعب ولاجمهور ولا ريل ولابرشلونة ولا بطولات ! حتى بدت شوارع باريس خاوية كما شوارع غزة !
هذا إضطرني أن أتوقف ..وأكتب مقالا ثانيا عن هذا البلاء الذي نشر الخوف اأكثر من الموت !
قبل اسابيع كتبت في شهر شباط الخباط (اللي ماعليه رباط) وكان الفيروس اللعين يتمطع ويتفشى في الصين.. مع بدايات خجولة للتفشي في إيران وإيطاليا .. وكان الكل وأنا منهم يتصور أن كورونا مثله مثل سائر الفيروسات والميكروبات سيعربد علينا فترة ويأخذ حصته من دمنا ويرحل ! كما فعل المدعوان سارس وايبولا من قبل.
اليوم أكتب عن كورونا لاحبا بل رعبا في شهر آذار شهر (الربيع والجو بديع قفل لي على كل المواضيع) الذي ذهلنا عنه وتسلح العدو السفاح ب مارس إله الحرب ليستفحل ويتعملق ويتوسع في كل مكان في العالم تقريبا وها هو يقترب من المحجورة غزة وربما إقترب وتسرب إلى مزاريبها ونحن لا ندري!
هناك من تقتله العدوى .. وهنا من يقتله الخوف وهو ينتظر الموت رغم الإرشادات و المطهرات والوصفات ولسان حاله يقول اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه .. وبدندن مع اسمهان .. يا مرحبا يا مرحبا....كورو إبن عمي عندنا .. أجاك الموت يا تارك الصلا..!
قبل ايام ذهبت الى عيادة أسنان .. ففوجئت بالكاتب يلبس بالطو أبيض وجوانتي طبي ويضع كمامة ويشير الى زجاجة (كلور جل) اآمرا .. توضأ!
ثم دخلت على الطبيب وممرضته المكممين كذلك.. وقلت ساخرا :أ إلى هذه الدرجة أصابكم الهلع ..؟! ياااا ناس ألم تسمعوا بالآية (قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا )
وبدأ الطبيب المهذب مشكورا يقرعني مستغلا فتح فمي ع الآخر بإرشادات وتوجيهات ومعلومات يبدو انه يقولها لكل مراجع .. (اذا شعرت بشيء إتصل فورا على 103 وهناك من سيأخذك فورا الى حجر صحي) فقلت في نفسي: فال الله ولا فالك ! واكمل وكأني مصاب فعلا .. الكورونا تصيب صغار السن وكبار السن مثلك! فقلت في نفسي ثانية : الله يبشرك بالخير.. وهمست له اكتب اسم العبد الفقير على جوجل سترى عجبا!
مع توالي الايام ..يأتيك بالأخبار من لم تزود .. والبركة في فضائحية الجزيرة وأخواتها والمواقع الاخبارية وكل السوشيال ميديا والواتش والانستجرام والفيس وما ادراك ما الفيس..!
لا شغلة ولا مشغلة الا الشبح كورونا .. وكلها تروس في آلة الرعب المخطط !
ظهر الفيروس أكثر تفشيا و بشاعة وبدت الحقيقة من بعد الاشاعة ونجم الموت السوبر ستارفي طريقة لحصد أكثر من 5 آلاف ضحية في عالم متغطرس شبه عاجز !
ومما زاد الخوف خوفا تصريحات جونسون بريطانيا وماكرون فرنسا أن من المتوقع أن يصيب المرض من 60ىالى 80% من السكان .. يعني ضحايا بالملايين !
تصلبت في عيني صور الايرانيين يتساقطون في الشوارع.. وذلك المسن الذي يحتضر على قارعة الطريق ولا أحد يقترب منه هلعا!
ومما يثير الضحك والرثاء معا وسط حالة الإرتباك التي نعيش.. أن نجد كثيرا من المشايخ النص كم والمدعين والمتفذ لكين قد تحولوا الى أطباء ينصحوننا بوصفات وخلطات لدحر العدو وهي في معظمها ليمون وثوم وزيت زيتون وكأن المشكلة صحن فول!
وإشرب ينسون... وهم ينسون أن علماء الأوبئة ياعينيه لم يرسموا بعد خارطة الفيروس المحروس الجينية !
في حين أسخسخ وأقع على قفاي من سؤال.. جاري الفحل عن خوفه من إمكانية وجود (حجر جنسي) في حال تفاقمت الامور!
إحنا في ايش وإنت في ايش ياااراجل ...!
هذا الوباء الرزيل حول العالم بأسره الى سجن كبير باسم ( الحجرالصحي) ..حجر دولي ..حجر معابر..حجر مدن ..حجر أسري ..حجر يدمر العلاقات
تخيلوا أن أبا لأسرة مصابا والبقية لا يقتربون منه ..يعتبرونه نسخة من عزرائيل ويقدمون له الطعام من وراء حائل ويطهرون ما لمست يداه وكأنه أجرب أو مجذوم !
أاليس هذا أقسى على النفس من الموت ذاته؟!
قلبي على العائدين من مصر وقد حجروا في مدرسة (مرمرة ) وبصدق بدون مسخرة سمعت وقرأت أن حالهم بالويل وعيشتهم مرمرة !
مع كل هذا..الحمد لله ثم الحمد لله ..نحن هنا في بحبوحة عندنا كل أنواع الحجر .. حجر انساني من 13سنة ...حجر عقلي.. . حجر أخلاقي ..وحجر ديني..و حجر رأي....! يعني كلمة (غير شكل) ع العام واللا ع الخاص ..ممكن تركبك الباص!
وحكمة اليوم: صم بم دقن أبوك في الخم..!
إن التدقيق في تفاصيل الصورة المحدثة المفزعة يؤكد:
*أن أمريكا وراء كل علة وهي وراء تخليق الفيروس في اطار حرب اقتصادية لسيادة العالم دون منازع وبالتالي عليه دفع الجزية ! وما اعلان ترامب فجأة ودون سابق انذار عن ظهور لقاح ناجع! وفي نفس الوقت يأمر ميركل المانيا ان تسلمه اااخر ماوصلت اليه مختبراتها مقابل مليار دولار وهي ترد :ألمانيا ليست للبيع يافوهرر!
* أن العالم المتحضر أجهل من أن يعي تماما الخطر الذي يحدق به وأن الأمر أخطر من سلاح مدمريبتكره ويتباهى به أو غزوة لكوكب المريخ يتفاخر بها ..
هذا الموت الجماعي الذي لا يعرف واسطة لا نفوذا لا يفرق بين حاكم ومحكوم أوظالم ومظلوم .. ربما يكون فرصة قد لاتتكررلكل فرعون كبيرا كان ام كبير أن يفيق من غيه ويتقي الله في الخلق وفينا ..!
في النهاية.. أسال الله جلت قدرته ..وعظمت حكمته.. أن يرحمنا برحمته .. ويعيذنا مما لا طاقة لنا به ..ونسأله السلامة للبشر أجمعين !
توفيق الحاج
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت