قيل لنا ذات يوم من الأيام أن الإنسان بدأ حياته على وجه الأرض يخاف من الطبيعة لأنه كان يجهل قواعدها وقوانينها ، ومع العلم والتعلم والتطور المستمر تمكن الإنسان من فهم الطبيعة وكشف آليات عملها ، فتمت له "السيطرة عليها" ، وظن هذا الإنسان أنه أصبح أميراً على هذه الأرض .
ولكن مع ظهور وباء كورونا الذي أرعب العالم كله وأوقف أنشطته التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وأدخل كل دول العالم تحت الدول المتقدمة تحت الحجر الصحي ، عاد هذا الإنسان إلى النقطة التي بدأ منها ، والمتمثلة في ظاهرة الخوف من الطبيعة.
غير أن الفارق هذه المرة أننا لسنا أمام أسرار الطبيعة المرئية في ظواهرها الكبرى كالأمطار والرعود والمنخفضات والبراكين والزلازل والكواكب ، ولكننا أمام اللامرئي من الطبيعة ، أي أصغر وأضعف ما فيها من الكائنات ، إنها الفيروسات !
تلك الكائنات التي تكون التي لا ترى بالعين المجردة ، فتدخل في جسم الإنسان وتشل نظام المناعة في كل الجسم وتؤدي به إلى الموت.
وفيروس كورونا ليس حدثاً مستحيلًا ، فهناك فيروسات قبله ، مثل الإنفلونزا التي قتلتت عشرات الملايين من البشر ،
و "أيبولا" ، و"إنفلونزا الطيور" ، و" إنفلونزا الخنازير" وغيرها.
نعم ، لم يكن شيئًا سهلاً ظهور فيروس "كورونا" ، وانتشاره مثل الهواء ، قد قلب كل قوانين القوى رأساً على عقب ، بل إنه غير كل الموازين والنظريات والقوانين والأنظمة عندما جعل قوة هذا العالم تخضع لكائن صغير ضعيف مجهول " لا يرى بالعين المجردة " اسمه فيروس " كورونا" جديد العهد ، وصغير الحجم ، وضعيف القوة في ذاته ، فهو جعل الإنسان حتى في الدول التي تعد نفسها متطورة وقوية ، يشعر بحدوث نهاية العالم .
وصدق أصدق الصادقين حينما قال :
"وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى" صدق الله العظيم.
بقلم : علاء عدنان عفانة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت