اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير محمد نعمان جلال، أن التجربة الصينية في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) رائدة، مؤكدا أن الصين "قادت معركة كورونا بنجاح حتى الآن".
وقال جلال، وهو سفير مصر الأسبق في بكين، في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" الصينية إن الإجراءات التي اتخذتها الصين للتصدي لفيروس كورونا المستجد "قوية وسريعة ومنظمة"، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس شي جين بينغ، إلى مدينة ووهان بؤرة تفشي المرض في الصين مثلت قوة دفع وزادت الثقة في النفس للعمل على مواجهة الفيروس.
وأضاف جلال، وهو عضو منتدى الفكر العربي، أن "قيادة الحزب الشيوعي الصيني نجحت في التصدي لأزمة كورونا حتى الآن، خاصة أنها كانت أمام تحدي ظهور الفيروس في الصين أولا".
وأكد الدبلوماسي المصري، الذي كان عضوا في مؤسسة كونفوشيوس الدولية حتى العام 2019، أنه "لا نستطيع أن نلوم الصين على انتشار الفيروس، ورد فعل الصين السريع لمواجهته أمر إيجابي، لأنه مكنها من السيطرة لحد كبير على الفيروس في أراضيها، وهذا يذكر ويحمد للقيادة السياسية والحزب الشيوعي في الصين".
ورأى أن "باقي الدول يمكن أن تتعلم من خبرات الصين في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، الذي أصبح وباء عالميا، ولابد للمجتمع الدولي أن يتعاون جميعا في مواجهته، خاصة أن ما أصاب دولة يصيب الدول الأخرى سواء أرادت أم لا".
وأردف أن "التجربة الصينية رائدة، لأن أول ما ظهر الفيروس تصدت له القيادة الصينية، وهذا النموذج هو نموذج تقليدي للمجتمع الصيني، الذي دائما لديه استراتيجية لمواجهة أية مشكلة، وهي استراتيجية مرسومة من قبل القيادة السياسية للتصدي للمشكلات بسرعة، خلافا للعديد من الدول الأخرى التي تنتظر حتى تقع المشاكل ثم تبدأ في البحث عن كيفية مواجهتها".
وواصل أن "أحد ملامح التجربة الصينية وجود رؤية مسبقة ليتم تنفيذها في اللحظة المناسبة، ووجود تعاون بين قوى المجتمع الصيني، من القيادة السياسية والحزب الشيوعي والجيش والمتخصصين والمثقفين، وهذا نموذج من حيث الشكل الفعلي جدير بالاحترام وجدير بأن يستفيد منه الآخرون".
وعن تقييمه لمدى تعاون الصين مع دول العالم في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، قال جلال إن تعاون الصين مع العالم في الأزمة إيجابي، لأن السلطات الصينية تتبادل المعلومات بشأن الفيروس، وأرسلت خبراء إلى عدة دول للمساعدة في التصدي للفيروس.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، أعلن في مؤتمر صحفي الخميس الماضي أن بلاده أرسلت إلى إيطاليا فريقا من الخبراء، وبرفقته معدات عناية مركزة ومعدات طبية وقائية، لمساعدتها في احتواء فيروس كورونا.
ويعد هذا ثالث فريق خبراء ترسله الصين إلى الخارج، بعد فريقين إلى إيران والعراق، حسب قنغ، الذي أكد أيضا أن التعاون بين الصين وأوروبا وثيق منذ تفشي المرض.
وأشاد جلال بإعلان الصين عن التوصل إلى دواء لعلاج فيروس كورونا المستجد، قائلا إنه "أمر إيجابي".
وأثنى على التواصل المستمر والتفاعل بين الصين ومنظمة الصحة العالمية في الأزمة، خاصة أن المنظمة قدمت مقترحات وأفكارا للتعامل مع المرض.
وأشار جلال، وهو عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى التعاون بين مصر والصين في أزمة فيروس كورونا المستجد، حيث أرسلت القاهرة مساعدات للصين، كما زارت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، بكين "لكي تتشاور وتستفيد من التجربة الصينية".
ورأى أن التعاون المصري - الصيني في أزمة فيروس كورونا "جيد جدا"، خاصة أن العلاقات بين البلدين وثيقة.
وقال إن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، لذلك "هناك جانب ودي وعاطفي وعقلي في علاقات البلدين".
ورد بالإيجاب على سؤال حول ما إذا كان التعاون في مجال الصحة في إطار مبادرة "الحزام والطريق" يمكن أن يزيد التنسيق بين الدول الأعضاء في المبادرة، لاسيما أن الأخيرة تقوم على فلسفة التعاون مع دول الجوار والدول الأخرى التي تبدى استعداداها للمشاركة والتعاون.
وأضاف أن "التعاون في إطار المبادرة ضروري وإيجابي"، وأشار إلى أن "الحزام والطريق" ساهمت في تنمية الكثير من الدول الأعضاء مثل بعض دول آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وحتى بعض الدول الأوروبية.
وأشار إلى أن المبادرة قامت بدور رئيسي في التنمية في مصر، لاسيما أن مصر منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، قيادة الدولة تقوم بمبادرات كثيرة وتتعاون كثيرا مع الصين.
وقال إن هناك مشاركة صينية كبيرة في التنمية في مصر، مثل ما يحدث في العاصمة الإدارية الجديدة.
وشدد الدبلوماسي المصري، على أن العلاقات المصرية الصينية "ممتازة سياسيا، ونمت اقتصاديا، كما أن الاستثمارات الصينية في مصر زادت عن السابق".