ان أدخال القوات الأمريكية قافلة جديدة من الشاحنات، وهى تحمل تعزيزات عسكرية ومواد لوجستية إلى الأراضي السورية قادمة من شمال العراق، يعتبر انتهاكآ خطيرآ للقانون الدولى ، وقد سبق أن ادخلت القوات الامريكية اثنان وستون قافلة محملة بعتاد عسكري ومواد لوجستية ترافقها احدى عشرة سيارة عسكرية من نوع همر قادمة من شمال العراق إلى سوريا عبر معبر الوليد غير الشرعي، وذلك لتعزيز نقاط وقواعد احتلالها في منطقة الجزيرة السورية العربية، للأستيلاء على النفط وسرقة الثروات السورية والمحاصيل الرئيسة فيها ،وكانت القوات الأمريكية قد أدخلت ايضآ وتحديدا في السابع من الشهر الجاري عشرة شاحنات أخرة إلى الأراضي السورية قادمة من العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى قاعدتها اللاشرعية في مطار خراب الجير بمنطقة المالكية بريف القامشلي دون اذن او موافقة من الدولة السورية.
وان هذا التصرف و الدخول عنوة للأراضى السوريا دون علم وموافقة من القيادة السورية يعتبر انتهاك خطير للقانون الدولى، وتهدد للسلم والامن الدوليين ، بل ويشكل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية ،وأن هذا التعديات المتكررة والمتعددة من القوات الامريكية للاراضى العربية السورية يتطلب تحمل المجتمع الدولى المسؤلية الدولية عن هذه التعديات والانتهاكات الخطيرة التى تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية بجيشها، وبقرار من الادارة الامريكية وعلى رأسها الرئيس ترامب.
ان هذا الاحتلال الامريكى الجديد لهذه الاراضى العربية والتغول فى المنطقة العربية، والسعى الى تقسيم الدولة السورية وتنفيذ مخطط الشرق اوسط الجديد فى المنطقة العربية، سيكون هذا الاحتلال الامريكى مقدمة الى التوسع الاحتلالي للكيان الصهيونى فى الاراضى السورية، وتسليمها للكيان الصهيونى فى اقرب وقت يناسبهما ككيانات احتلالية ضاربين بعرض الحائط القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، وهذا من اجل ان يتمكن قادة الاحتلال الصهيونى من اقامة حلمهم الكبير من نهر النيل الى نهر الفرات، فهل من تحرك عربى فورى وسريع وجدى لوضع حد الى هذه الانتهاكات الخطيرة للامن القومى العربى، والى الامن الاقتصادى القومى وان هذه التعديات والانتهاكات تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية ضد الامة العربية والاراضى السورية، وهذا يعتبر بمثابة انتهاك خطير للقانون الدولى الانسانى وخرق فاضح لميثاق الامم المتحدة الذى جاء مؤكدآ على ان هدف انشاء الامم المتحدة هو تحقيق الامن والسلم الدوليين .
بقلم د.عبدالكريم شبير الخبير فى القانون الدولى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت