تأتى ذكرى تحرير أخر جزء من سيناء وهى مدنية طابا الإستراتيجية,حيث تم رفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس عام 1989 ,بعد صدور قرار التحكيم بوقوع طابا ضمن الاراضى المصرية,بعد أن حاولت إسرائيل بكل الطرق التمسك بها لموقعها الاستراتيجيى على خليج العقبة وطبيعتها الساحرة ,وقد لجأ الطرفان المصرى والاسرائيلى بعد التنازع حولها الى التحكيم الدولى وفقا لما نصت عليه المادة 7 من إتفاقية السلام الموقعه بين الطرفان عام 1979 ,وبالفعل سعى الطرفان الى تقديم أدلة حول وضع طابا,وبذلت القيادة المصرية جهودا كبيرة في جمع الأدلة التى تثبت أحقية مصر لطابا ومنها جمع خرائط قديمة من بريطانيا وتركيا,وصور التقطها الضباط الإنجليز عند العلامة 91 والتى اثبتت بما لا يدع مجالا للشك كون طابا جزء لا يتجزء من سيناء المصرية ,واحتفلت مصر مع قيادتها السياسية برفع العلم المصرى عليها لتعود الى أحضان الوطن وسيناء العزيزة التى شهدت رمالها تضحيات المصريين من ابناء القوات المسلحة وابناء سيناء والشعب المصرى العظيم, وتأتى أهمية طابا الاستراتيجية والتاريخية من كونها أخر نقطة حدودية تشرف على حدود أربع دول مع مصر,وتضم العديد من الآثار القديمة ومنها قلعة صلاح الدين الايوبى فى جزيرة فرعون التى تبعد 10 كيلو متر عن مدينة العقبة الاردنية ,وتعود نشأة طابا الى القائد صلاح الدين عام 567 هجرية و1171 ميلادية لصد غارات الصليبيين على مصر وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء ولعبت دورا هاما فى ذلك من خلال القلعة التي تحوى منشآت دفاعية من اسوار وابراج وفرن لتصنيع الاسلحة وقاعات إجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف جنود وخزانات مياه ومسجد ,كما تمتاز المدينة برياضة الغوص فى جزيرة فرعون,وهى من أجمل مناطق الجذب لسياحة الغوص ,إضافة الى رحلات السفارى وغيرها,ومن هنا فإن لطابا أهمية تاريخية وسياحية كبيرة ,كما أن المعركة القانونية التى خاضتها مصر بعد خوضها المعارك العسكرية إنما تعبر عن عقيدة مصرية فحواها أن مصر لا تتخلى عن حقوقها مهما طال الزمن ولا تفرط فى أى ذرة من تراب الوطن الغالى مهما صغر حجمها ومهما بلغت التضحيات,فعزيمة المصريين تبلغ من الصلابة ما يحطم الصعاب ويبلغ الآمال.
بقلم/محمد الفرماوى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت