آذار في زمن "الكورونا"

بقلم: حلا محمد

الكاتبه حلا محمد

يعرف ان فصل الربيع تتفتح فيه الأزهار في بلادي الجميلة فلسطين، لكن هذا العام جاء في زمن انتشار فيروس " الكورونا " الذي غطى على جمال هذا المشهد.

في آذار تنضج المرأة وتحتفل بها المجتمعات مرتين في يوم المرأة ويوم الأم فتكون لها مساحة كبيرة لتعيد ترتيب انجازاتها وتفتخر بنفسها، لكن هذه السنة اذار صار مختلفا فبدل ان نبحث عن وردة تليق بهذه العظيمة أصبحنا نبحث عن كمامة لنحمي أنفسنا ومن نحب .

كل شيء تغير في وقت قصير أصبحت أمنياتنا ان نبقى بخير مع من نحب ان تنعم بلادنا بالهدوء الذي لم يكن يعجبنا ، وبدأنا نشتاق لصوت بائع يروج لما يملكه ، أدركنا ان أجراس الكنائس والمدارس هي موسيقى الحياة ، وأن ازدحام الشوارع لم يكن سيئا ولعب الأطفال امام منزلهم يعني شعورهم بالأمان ، وان الذهاب للعمل باكرا كان يولد فينا الأمل ويقتل الروتين وانه المتعة الحقيقية، ادركنا ان الصلاة في المسجد تطهر النفوس وتذهب هم الحياة ، وان لمّة العائلة في المنزل رغم آثارها المدمرة من بقايا معارك الأطفال هي أجمل المكتسبات وأوقاتها اثمن الأوقات ، وان هناك فائضٌ من القُبَلِ التي فات موعدُها لا زال الأبناء في انتظارها وهي تعني لهم الكثير، إنَّ حضنك لعائلتك يشعركَ انه ما زال هناك خير وأمل وقوة للبقاء.

في وقت قصير تغيّرت الأرض، نشعر برغبتها في القصاص منّا ، لأننا نسينا نعمة وجودنا عليها فضعنا في غياهب التشرد والتوهان ، أصبح عزاؤنا صامت وبكاؤنا لا يواسي احدا ولا يجلب لنا الشفقة من أحد، افراحنا لم يعد لها معنى، اليوم نخاف ان نذهب للاطمئنان على مريض غال علينا ، حريتنا أصبحت مقيدة جدا حتى حديثنا اسير لفيروس صغير علم العالم كله انه مهما بلغت قوته فهو لا شيء أمام إرادة الله وجبروته.

سينتهي هذا الكابوس اللعين الذي شعرنا بوجوده الثقيل ماذا تعني نعمة الحرية ، ما نعني أن نتأدب في دروب حياتنا ، لنطهرَ عقولنا وقلوبنا لنعود الى الألفة المطرودة من قلوبنا لنقترب أكثر الى الله، ربما لن تكون لنا فرصة غيرها لنعيد انعاش أنفسنا من تكنولوجيا الحياة المقيتة

بقلم الكاتبة : حلا محمد.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت