في العاصمة الأردنية، عمان، وصباح اليوم الرابع من نيسان/ابريل 2020، توقف عن الخفقان قلب المناضل الوطني والقومي، العروبي الأصيل، ضافي الجمعاني (أبو موسى) القائد والأمين العام الأول لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة) التي تأسست منتصف العام 1967. ونائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية زمن المحنة الأردنية. وعضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي. رفيق المرحلة التي جمعته مع خيرة مناضلي الداخل الفلسطيني في ذلك الزمن : عبد الله نعواس، عبد الله الريماوي، حسني الخفش، الشهيد خالد اليشرطي، الشهيد كمال ناصر، بهجت أبو غربية، بسام الشكعة، حمدي عبد المجيد، وليد عبد الهادي، سليمان الحديدي، روحي الزمر، بهجت الساكت، يوسف البرجي، فريد غنام، الشهيد زهير محسن ...الخ.
ضافي الجمعاني، العربي الأردني، ابن بلاد الشام، مواليد مدينة (مأدبا) الأردنية عام 1926، وصل الى رتبة لواء في الجيش الأردني، قبل التحاقه بالعمل الفدائي ضد العدو "الإسرائيلي"، حين تأسست منظمة الصاعقة، التي اوجعت بعملياتها الفدائية جيش الإحتلال من أغوار الأردن الى الجولان الى جنوب لبنان.
لم أكن اعرفه عن قرب، لسببٍ بسيط، يتعلق بفارق العمر الزمني بيننا، لكن سيرته العطرة، وعلى لسان رفاقه كانت دائمة الحضور في مجالس الرجال الشجعان من الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وعلى رأسهم المرحوم يوسف جمعة (البرجي) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان يزورني في المكتب باستمرار بعد العام 1995، وطالما حدثني عن المرحوم ضافي الجمعاني (أبو موسى).
وازعم أنني شاهدته لمرة واحدة، في قيادته في معسكر كفر سوسة الذي اشرف على تحصينه وبناءه واشادته، كونه مقر القيادة العسكرية لمنظمة الصاعقة. وكان ذلك عند ذهابي مع قريب لي، وهو ضابط فلسطيني في الجيش العربي السوري كان في حُكم الإعارة (الندب) للصاعقة، الى المعسكر اياه.
كان الراحل ضافي الجمعاني (أبو موسى)، رجل الميدان، في البدايات الكفاحية للثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي مراحلها الأولى التي إمتلأت بالتعقيدات، وخاصة زمن المحنة الأردنية عام 1970. فكان من خيرة الرجال والمناضلين، الذين التزموا بمسار المقاومة والثورة الفلسطينية. رحمه الله، واسكنه فسيح جناته.
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت