بالأمس إتصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية برئيس الوزراء د.محمد اشتيه , وذلك لبحث تداعيات وباء كورونا , وقال هنية خلال الإتصال أننا في خندق واحد!! ورد عليه اشتيه قائلاً: إن الحكومة تبذل كل ما بوسعها من أجل تقديم كل ما تحتاجه غزة من خدمات , وذلك في كل القطاعات , وبالمساواة بينها وبين الضفة!! ووصفت المكالمة بحسب وسائل الإعلام بالمكالمة الدافئة..
بصراحة فإن كل مل قيل في المكالمة الغرامية بين حكومتين الضفة وغزة هو صحيح , بالفعل فإن الحكومتين في خندق واحد في واجهة كورونا كما قال هنية , من حيث أن المساعدات الخارجية والدعم والذي يقدر بالملايين , لم يأت لحكومة دون الأخرى , فالحكومتان مكلفتان واقعياً بمهام إستلام الدعم والمساعدات الخارجية الممنوحة بإسم الشعب الفلسطيني , والتي زادت في ظل وباء كورونا , وذلك لشراء كل ما يلزم للشعب من علاجات , وتعويضه عن أيام الإنقطاع عن العمل والجلوس بالبيت بسبب الكورونا..
أما ما قاله اشتيه رداً على جملة الخندق الواحد في المكالمة الغرامية فهو صحيح , بالفعل هناك تنسيق كامل بين الحكومتين بما يخص المشاريع العمرانية والتنموية والتشغيلية وكل ما يلزم من بنى تحتية وموازنات ناتجة عن الدعم الخارجي , فحكومة د. محمد اشتيه وبكل صراحة لا تفرق بين غزة والضفة من حيث الموازنة المصاريف , وذلك بإستثناء رواتب موظفين السلطة فقط , فهي بغزة 70% , والضفة 100% , ورغم أن رواتب الموظفين من ضمن الموازنة العامة للحكومة والتي تأتي من مصدران رئيسيان , وهما "الضرائب والدعم الخارجي" إلا أن هذه الرواتب هي الظاهرة الوحيدة التي تعبر عن تصفية حسابات سياسية كما يقال..
يجتمع الغرام والإنقسام سوياً عند الساسة لأن الفاتورة في كلا الحالتين مدفوعة من جيب الموطن , فإذا إتفقوا الساسة فهم يتفقون على كيفية حكمهم للشعب , وإذا إختلفوا الساسة فهم يختلفون على كيفية حكمهم للشعب , ومن هنا فإن علة الخلاف بينهما وهي "الحكم" لا تطفو على السطح إلا في حال الدخول في التفاصيل التي تخدم المواطن , فمثلاً نجد دائما الخلاف في حوارات إنهاء الإنقسام تتركز على نقاط محددة لها علاقة مباشرة بالموطن , وهي نقاط دمج الموظفين ببعضهم البعض والتي تقتصر مهماهم بالأصل على خدمة المواطنين بعيداً عن الإنتماء الحزبي , وأيضاً تسليم الضرائب في غزة للحكومة المكلفة بإدارة شأن المواطن بحسب ما قيل , والتي هي بالأصل من جيب المواطن , وطالما أن الخلافات بين الساسة تنحسر في كيفية الحكم , فإن الإنقسام غير مكلف بالنسبة لهم , لأنهم يحكمون بالفعل , فغزة لها حكومة والضفة لها حكومة , ولذلك نجد الساسة يتبادلون المفردات الدافئة فيما بينهم في المكالمات الغرامية وفي كل المناسبات..
دعوة لإنهاء الإنقسام.. أقولها مجدداً وعبر هذا المقال , ولكل سياسي أو مسؤول يتصفح ويقرأ الأخبار , ويتابع وسائل الإعلام في كل صباح , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصيب دماً حراماً" حديث صحيح , ويعني هذا الحديث إجمالياً أنه لا توبة بعد فوات الأوان.. ويجب أن يعلم السياسي أيضاً أنه لا زال في فسحة من منصبه ما لم يفوق الشعب ويقول كلمته.. ولذلك يجب إنهاء الإنقسام بعد فوات الأوان .
اشرف صالح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت