كشفت مصادر من حركة حماس، أن الحركة ستدرس عدة مقترحات برزت داخليًا من أجل إمكانية الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي بعد مبادرة رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، واستجابة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لتلك المبادرة بتصريحات أبدى فيها استعداد حكومته للتفاوض عبر الوسطاء حول قضية جنوده الذين أعلنت حماس سابقًا عن أسرهم.
وأطلق السنوار منذ أيام عبر فضائية الأقصى التابعة لحماس مبادرة تهدف للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المرضى وكبار السن كبادرة إنسانية منعًا لإصابتهم بفيروس كورونا، مقابل أن تقدم حركته تنازلاً إيجابيًا في ملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، دون أن يوضح حينها العرض الذي يمكن أن يتم تقديمه لإسرائيل مقابل ذلك.
وقالت المصادر لصحيفة "القدس" الفلسطينية، إن الحركة وبمشاركة قيادة كتائب القسام ستدرس مقترحات لتحديد شروطها الواضحة لبدء مفاوضات غير مباشرة من أجل إتمام هذه الصفقة بناءً على المبادرة الإنسانية الحالية المطروحة.
ووفقًا للمصادر، فإن قيادة جهاز المخابرات المصرية تحركت منذ البداية في الملف وأبلغت مئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي استعداد الجهاز للتدخل مجددًا من أجل الوساطة، مشيرةً إلى أن المخابرات أطلعت قيادة حماس على اتصالاتها مع الإسرائيليين بهذا الشأن.
ورجحت المصادر أن يتم وضع مقترحات داخل حماس بشأن شكل ومضمون الصفقة القائمة على المبادرة الإنسانية، من خلال إمكانية تقديم الحركة معلومات واضحة عن وضع الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وأرون شاؤول، والإفصاح عن الحالة الطبية للأسير افراهام منغستو، إلى جانب تقديم معلومات عن بقايا جثث جنود قتلوا في عدوان 2014 واحتفظت بهم حماس.
ومن بين المقترحات التي ستدرسها حماس، إمكانية الإفراج عن إفراهام منغستو أو هشام السيد، إلى جانب تقديم فيديو قصير جدًا يظهر أن أحد الجنود أحياء وقد يكون فقط لهدار غولدن باعتبار أن حماس لم تعلن لحظة مهاجمة القوة العسكرية الإسرائيلية التي كان من ضمنها خلال الهجوم ضدهم في رفح إبان عدوان عام 2014 بأنه أسَرَته، وقالت حينها أنه فُقد، ولكنها ألمحت لاحقًا لوجوده أسير حي، وهو ما شككت فيه إسرائيل خاصةً وأنها شنت هجومًا واسعًا ضد رفح لحظة العملية وأعلنت أنه قتل ولكن جنود حماس تمكنوا من سحب جثته حينها.
ولم تستبعد المصادر أن تلجأ حماس لخيارات أوسع أو أقل من ذلك، بحيث لا تسمح لإسرائيل المراوغة، مشيرةً في الوقت ذاته أن الحركة معنية بإظهار معلومة مميزة حول حياة الجنود يمكن أن تضع الحكومة الإسرائيلية تحت الضغط الشعبي من أجل إتمام صفقة تبادل، خاصةً في حال أثبتت أن الجنود لديها أحياء.
وأشارت المصادر إلى أن وضع الجنود الأسرى مرتبط بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وهي من ستدير الملف بالأساس، كما جرى إبان مفاوضات شاليط والتي كان يشرف عليها الشهيد أحمد الجعبري قائد القسام بغزة حينها قبل اغتياله عام 2012.
وتعتبر جهات في حماس أن هذه فرصة جيدة لتحريك ملف التهدئة ورفع الحصار بالكامل عن غزة، لكنها تتوقع أن تكون المفاوضات في حال كانت إسرائيل جادة، بأن تطول وتكون عسيرة ولن تكون بأي ثمن.