كفى تسحيج

بقلم: أشرف صالح

اشرف صالح

التسحيج ليس جديداً , ولكنه إنتشر بشكل أسرع من السابق في زمن الكورونا  , ففي السابق كان التسحيج تقريباً من باب المجاكرة , فكل فريق في ملعب الإنقسام كان ينشر صورة قيادي أو مسؤول ويمدحه بأبيات شعرعلى التواصل الإجتماعي جكراً بالفريق الآخر , والفريق الآخر يفعل نفس الشيئ , وربما يكون الفريقين غير مقتنعين أصلاً بصاحب الصورة , كونه مثلاً غير مؤهل لمنصبه أو غير أمين أو منتهي الولاية القانونية , ولكن النعرات الحزبية والتعصب الأعمى ساد على العقل والتفكير , أما في زمن الكورونا فالتسحيج  بدل وغير في تعريف دور القيادي والمسؤول في المجتمع , بات وكأن المسؤول يخدم بلده كمتطوع وليس كموظف يتقاضى راتباً من الدولة , وهذا التعريف الخاطئ قد ينظر للفساد والذي هو بالأصل منتشر بسبب الإنقسام..

بعد إنتشار الكورونا أصبح رواد التواصل الإجتماعي ينشرون صور للمسؤولين في الدولة برفقة منشورات المدح والثناء والشكر , وذلك على أدائهم الوظيفي وطبيعة عملهم كموظفين , ولكن الهدف من المنشور سواء بقصد أو بغير قصد , هو إظهار الأداء الوظيفي على أنه عمل تطوعي ومجاني , والغريب في الأمر أن غالب الناشرين لصور المسؤولين والمادحين لهم , هم من فئة الشباب العاطلين عن العمل , والذين يعانون من البطالة  بسبب هؤلاء المسؤولين الذين يمدحونهم , فاليوم المسؤول الفاسد ليس الذي يسرق فحسب , ولكن المسؤول الفاسد أيضاً هو الذي لا يفكر ولايخطط لتنمية وتطوير الدولة , وتحسين وضعها الإقتصادي للتقليل من بطالة الشباب , وتقليل الفقر بين عامة الناس , وعمل خطة طوارئ إقتصادية مستمرة كوننا دولة تحت الإحتلال , وكل ما يهم المسؤول  المكتب الفخم وقهوة الصباح والسيارة والمرافق , وإنتظار وقت نهاية الدوام..وبالطبع ليس كل مسؤول فاسد فهناك مسؤولين يستحقون الإحترام .

أيها المواطن الكريم , ثق تماماً أن كل مسؤول يجلس على الكرسي سواء كان فاسداً أو صالحاً , فهو جلس على الكرسي بفضلك أنت , فأنت أيها المواطن مصدر السلطات , فالتسحيج والتطبيل والتهليل ينقصان من حق والذي هو ضائع بالأصل , فأنت اليوم تعاني من البطالة , والمسؤول الذي تسحج له يتقاضى راتباً وإمتيازات أيضاً نتيجة عمله الوظيفي , والذي أنت تسميه خدمة للبلد .

اشرف صالح

كاتب صحفي

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت