على مدار السبعة أعوام الماضية، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات مختلفة، على أهمية التعاون العالمي في مجال الصحة، معربا عن دعم الصين لمنظمات الصحة الدولية وأعرب عن إصرار البلاد على المساعدة في تحسين حوكمة الصحة العالمية.
أصبحت تصريحات شي حول الصحة العامة العالمية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة خلال الأشهر القليلة الماضية، ذات مغزى بشكل خاص، حيث تحتفل دول العالم بيوم الصحة العالمي 2020 وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19".
وبالعودة إلى عام 2013، قال شي خلال اجتماع مع مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت في بكين، إن الصين ستواصل تحسين الصحة العامة ودعم التعاون مع المنظمة.
كما أعرب شي عن أمله في أن تستطيع الصين والمنظمة العمل بشكل أوثق لتعزيز الدواء الصيني والمنتجات الطبية في الأسواق الخارجية ومساعدة الدول الإفريقية بشكل مشترك لتحسين أنظمة السيطرة على الأمراض والصحة العامة، لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة.
وفي مارس 2015، أشار شي خلال اجتماع في مقاطعة هاينان الصين مع بيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس، إلى أن الوقاية من الأوبئة العامة والسيطرة عليها تمثل تحديا مشتركا أمام المجتمع الدولي وتتطلب تعزيز التعاون الدولي في السيطرة المشتركة.
وبعد مرور عامين، قام شي خلال رحلته إلى سويسرا بزيارة مقر منظمة الصحة العالمية، حيث شهد هو وتشان توقيع مذكرة تفاهم بين الصين والمنظمة، حيث تعهدا بتعزيز التعاون في مجال الصحة وفقا لإطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.
وأشار شي خلال اجتماعه مع تشان، إلى استعداد الصين لدعم التعاون مع المنظمة في تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة ومساعدة دول نامية أخرى.
وفي عام 2017 أيضا، حث شي في خطاب تهنئة أرسله لاجتماع وزراء صحة بريكس، الأطراف المعنية على دراسة العمل فى مجال الطب التقليدي وبذل جهود مشتركة للتعامل مع تحديات الصحة العامة.
قال شي في الخطاب "إنها رؤيتنا الجيدة المشتركة أن يتمتع الجميع بصحة جيدة".
خلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2020، الذي شهد ارتفاعا في حالات الإصابة العالمية بمرض كوفيد-19، استغل شي كل فرصة لتكرير دعوته الى التعاون العالمي في الصحة العامة ضد المرض.
وقال شي خلال اجتماعه مع مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بكين في يناير، إن الصين تعطي أهمية كبيرة للتعاون مع المنظمة ومستعدة للعمل مع المنظمة والمجتمع الدولي لحماية أمن الصحة العامة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وفي فبراير، قال شي في خطاب للرد على غيتس، "نحن نتعامل بحزم لحماية أرواح وصحة الشعب الصيني وجميع دول العالم. ونعتزم القيام بواجبنا لدعم أمن الصحة العامة العالمية".
وفي مارس، عندما دخلت الحرب العالمية ضد المرض مرحلة حرجة، ألقى شي الضوء على الحاجة لتعاون دولي في مجال الصحة، ليس فقط في اجتماعات محلية عديدة حول الوقاية من المرض والسيطرة عليه وإنما أيضا خلال محادثات هاتفية مع قادة أجانب ورؤساء منظمات دولية وأيضا فى اجتماعات عالمية، من بينها قمة قادة الـ20 الاستثنائية.
وفي 12 مارس، تحدث شي مع أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عبر الهاتف وحث المجتمع الدولي على التحرك بشكل عاجل والقيام بتعاون دولي فعال في الوقاية والسيطرة المشتركة على المرض، بهدف تشكيل قوة متضافرة لهزيمة المرض.
قال شي إن الصين مستعدة لمشاركة خبراتها مع دول أخرى وإجراء بحث وتطوير مشترك لأدوية ولقاحات وتقديم مساعدة وفقا لقدرتها للدول التي تعاني من تفشي المرض.
وبعد عدة أيام، تحدث شي في اجتماع للجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، حيث طالب بتعاون وثيق مع منظمة الصحة العالمية لتعزيز التحليل والتنبؤ بالتغيرات في وضع المرض العالمي وتحسين الاستراتيجيات والسياسات للتعامل مع الحالات الوافدة.
وفي 21 مارس، أشار شي خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن أمن الصحة العامة يمثل تحديا مشتركا أمام البشرية.
وقال شي إن الصين مستعدة لبذل جهود منسقة مع فرنسا لدعم التعاون الدولي في الوقاية من المرض والسيطرة عليه ودعم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في القيام بدور جوهري في تحسين حوكمة الصحة العامة العالمية وبناء مجتمع صحة مشتركة للبشرية.
وبعد ثلاثة أيام، تحدث شي مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف عبر الهاتف، قائلا إنه خلال المعركة الحالية ضد أزمة الصحة العامة العالمية، أصبحت ضرورة وأهمية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية أكبر.
وفي 26 مارس، قال شي في خطابه الذي ألقاه في قمة مجموعة الـ20 الاستثنائية عبر الفيديو، إنه في هذه اللحظة، يتحتم على المجتمع الدولي تعزيز الثقة والتصرف بشكل موحد والعمل معا للرد بشكل جماعي.
ودعا شي الدول الأعضاء فى مجموعة الـ20 على مساعدة الدول النامية ذات الأنظمة الصحية الضعيفة على تعزيز الاستعداد والاستجابة وتعزيز تبادل المعلومات المتعلقة بمحاربة المرض مع دعم منظمة الصحة العالمية وتعزيز بروتوكولات شاملة ونظامية وفعالة للسيطرة على المرض وعلاجه .