فازت الشاعرتان والأديبتان الفلسطينيتان سلمى خضراء الجيوسي، وابتسام بركات بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2020.
وفازت الجيوسي بجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية 2020، فيما فازت بركات بجائزة أدب الطفل، لذات الجائزة.
واعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية فوز الجيوسي وبركات، دليلا على ما تتمتع به الثقافة والإبداع الفلسطينيين من حضور عربي وعالمي، وما يساهم به المبدع الفلسطيني في المنجز المعرفي والأدبي العربي.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في بيان صادر عن الوزارة، مساء اليوم الأربعاء، إن الكاتبة الكبيرة سلمى خضراء الجيوسي التي تعد واحدة من منارات الفكر والأدب في فلسطين وفي العالم العربي، قدمت مساهمات جادة في الشعر والنقد وترجمة الأدب الفلسطيني في الموسوعة الشهيرة التي نشرتها مطلع تسعينيات القرن الماضي، فهي المثال القوي والحاضر في الثقافة العربية الحديثة، وهي علم من أعلام الفكر والأدب والثقافة الفلسطينية والعربية والعالمية.
كما اعتبر أبو سيف فوز الكاتبة والشاعرة بركات بالجائزة في فرع أدب الطفل والناشئة، عن قصتها "الفتاة الليلكية" الصادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي عام 2019، وهي القصة المستوحاة من رحيل الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل عن بلدتها يافا، ترسيخا للخطوات الجادة التي يخطوها أدب الأطفال والفتيان الفلسطيني في العقود الأخيرة، وللرسائل والقيم التي يحملها، متوجها بالشكر للكتاب وللمؤسسات العاملة في تعزيز وتعميم ثقافة الطفل والناشئة والكتاب لهما وعلى رأسها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
وختم أبو سيف أن حضور فلسطين الدائم في الجوائز العربية والعالمية دلالة على أن الثقافة الفلسطينية ثقافة عطاء وتجديد وثقافة راسخة، وقادرة على التعبير عن الهم الفلسطيني وعن الأمل والإصرار الفلسطيني على الحياة رغم كل المعيقات.
الأديبة سلمى الجيوسي
وسلمى صبحي الخضراء الجيوسي هي أديبة وشاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية، درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وحصلت على درجة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة لندن، ودرَّست في جامعات الخرطوم والجزائر، ثم سافرت إلى أميركا لتدرّس في عدد من جامعاتها إلى أن أسست عام 1980 مشروع "بروتا" لنقل الأدب والثقافة العربية إلى العالم الأنجلوسكسوني، وقد أنتجت "بروتا" الموسوعات، وكتبا في الحضارة العربية الإسلامية، وروايات ومسرحيات وسيرا شعبية وغيرها. كما نشرت شعرها في العديد من المجلات العربية، وأهم دواوينها الشعرية: العودة من النبع الحالم 1960. ومن أهم أعمالها:
دراسة عن "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث"، حيث يعتير الكتاب مرجعا لا يتقادم، بما يتوفر فيه من معرفة دقيقة لأوضاع التحديث الشعري ولمبادئه وخصائصه ومرجعياته. مع ما لهذا الكتاب من عمق في النظرة وموضوعية في الانتقاء والتقويم والتحليل. ثم إنه غني بالمعلومات الدقيقة، التي لا يمكن لأي باحث أن يستغني عنها. وهو لذلك كتاب يظل جديدا باستمرار، حتى ولو كان مر على صدوره في الإنجليزية ما يقرب من أربعين سنة وفي العربية ما يقرب من عشرين سنة.
أما الموسوعة التي أنجزتها عن الحضارة الأندلسية فهي أيقونة متفردة بين الدراسات والأعمال التي جعلت من الأندلس موضوعا لها. فهي تجمع بين تعدد مجالات الحضارة الأندلسية وبين أهم وأكبر الباحثين والدارسين من عرب وأجانب، الذين هم من أصحاب الاختصاص في الدراسات الأندلسية.
وتعتبر دراستها عن الأدب الفلسطيني مساهمة كبرى في التعريف بالثقافة الفلسطينية، بما هي عنوان الهوية الفلسطينية. جمعت فيه بين الأعمال والأعلام والدراسات، وألفت بين التأريخ والتوثيق والتحليل. وهذه كلها تعطي عملها في آن قوة ومصداقية المرجعية والنزاهة الفكرية.
وكان الرئيس محمود عباس منح الجيوسي وسام الثقافة والعلوم والفنون فئة الإبداع، تقديرا وعرفانا لدورها في إغناء الثقافة الفلسطينية والأردنية والعربية.
الأديبة ابتسام بركات
وابتسام بركات، هي كاتبة وشاعرة ومترجمة وفنانة تشكيلية، قدمت أعمالا أدبية باللغتين العربية والإنجليزية، يحفل سجلها الأدبي بأعمال حصدت جوائز أدبية عدة، كما تمت ترجمة العديد من أعمالها إلى عدة لغات، وهي الكاتبة العربية الوحيدة الحائزة على جائزة مؤسسة القراءة الدولية لأفضل كتاب منذ بدء الجائزة في عام 1975.
قدمت بركات أعمالا أدبية عدة، أهمها كتاب "تذوُّق طعم السماء" باللغة الإنجليزية عام 2007، والذي تحدثت فيه عن طفولتها في فلسطين، وحاز الكتاب على أكثر من 20 جائزة وتكريما، منها خمس جوائز أفضل كتاب لذلك العام وتُرجِم عن الإنجليزية إلى أربع لغات وهو حاليا في الطبعة الحادية عشرة باللغة الإنجليزية. كما يتم تدريسه في الكثير من المدارس الأميركية وحول العالم