احتفلت الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي، مساء اليوم، بـ"خميس الأسرار " حيث اقتصرت القداديس والصلوات على المطارنة، والكهنة، والرهبان، والراهبات، دون جمهور المؤمنين، بسبب جائحة "كورونا".
وترأس النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين المطران بولس ماركوتسو احتفال "خميس الأسرار" في "كونكاتدرائية" البطريركية اللاتينية داخل أسوار البلدة القديمة، بمشاركة لفيف من الكهنة والشمامسة والراهبات وجوقة الترتيل من المعهد الإكليريكي في بيت جالا.
وألغيت رتبة "غسل الأرجل" من الاحتفال، حيث جرت العادة أن يقوم المطران أو الكاهن بغسل أرجل 12 من أبناء الكنيسة، "تجسيداً لما قام به السيد المسيح عندما غسل أرجل تلاميذه خلال العشاء الأخير"، وفقا للكنيسة الكاثوليكية.
ونقل القداس على الهواء مباشرة عبر فضائية فلسطين مباشر، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ليتسنى لأبناء شعبنا المسيحيين المشاركة في الصلاة من بيوتهم، وجرى تزويدهم بنصوص القداس عبر التطبيقات والمواقع الالكترونية.
كما ترأس المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس المطران بييرباتيستا بيتسابالا صلاة خاصة بالمناسبة في كنيسة القيامة، والتي فتحت استثنائيا لإقامة بعض الصلوات المقتصرة على عدد قليل من رجال الدين، بعد إغلاقها خلال الأيام السابقة للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا.
وفي عظة "خميس الأسرار"، قال المدبر الرسولي: "نلتقي هنا مرّة أخرى، في بداية هذه الثلاثية الفصحيّة، للاحتفال بأحداث خلاصنا، هنا في أقدس مكان".
وأضاف: "إن الظروف حزينة. اليوم لا نرى أي شيء احتفالي بهيج في الخارج. في هذه الأيام قلنا بالفعل مرارا بأنه من الغريب أن نحتفل بهذا الشكل. ولكن هذه الاحتفالات المتواضعة، لخلوها من الدخلات الاحتفالية والطقوس الرسمية المكتظة، ربما تعلمنا شيئا جديدا. بسبب خروجنا من التقاليد المعتادة، ربما استطعنا بسهولة فهم كلمة ما أو تأمل ما أو تعليم ما، لم نكن قد تنبّهنا إليه في اللحظات العادية".
وجرت القداديس والصلوات احتفالا بـ"خميس الأسرار" في عدد من الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي في القدس وبيت لحم، والتي جرى نقلها ببث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي محافظات رام الله وجنين ونابلس، تحتفل الكنائس المسيحية موحّدة بعيد الفصح حسب التقويم الشرقي.
وأصدر بطاركة ورؤساء الكنائس المسيحية في القدس رسالة عيد الفصح 2020، جاء فيها إن "عيد القيامة هو وقت لتجديد الأمل والشفاء والانتصار على جميع أشكال الموت والدمار. حالةٌ من الخوف والقلق والغموض يعيشها العالم في هذا الوقت، حيث يواجه جائحة العصر كوفيد-19... خسائر بشرية ومادية وحزن وقلق وتزايد حالات الإصابة بالمرض في معظم البلدان".
وأضافت الرسالة: "مدينة القدس... خالية من الحجاج، والكنائس تنتظر عودة المصلين لإعلان رسالة عيد القيامة المجيدة. الاحتفال بالصوم الكبير وبالأسبوع المقدس وبعيد الفصح هذا العام، محاطا بالعديد من التساؤلات والتعقيدات والشكوك، خاصة في ضوء معاناة ومرض وموت العديد من الناس في مختلف أرجاء المعمورة، كل ذلك أدى إلى إغلاقات ومنع التجوال وحجر صحيّ وجمود الحياة بنواحيها المتعددة".
وتابعت: "تحدى الفيروس التاجي شعوبنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا واقتصادنا العالمي وصحتنا العالمية...ليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها عالمنا جائحة. ومع ذلك، فإن مسؤوليتنا الحالية كأشخاص مؤمنين وأصحاب النوايا الحسنة هي تقديم العزاء لأولئك الذين يحزنون، والدعاء بشفاء المرضى، والعمل لمساعدة المحتاجين".
وزادت: "رسالة عيد الفصح هذه، من قلب القدس، هي تذكير بالقيامة نفسها، رسالتنا كمسيحيين وبشر هي الحث على تقديم الدعم لبعضنا البعض ومواصلة الصلاة من أجل جميع الناس خلال هذا الوباء".
وتحيي الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي، يوم غد، الجمعة العظيمة و"رتبة الآلام"، وقبل أن تحتفل بسبت النور وأحد القيامة أو "عيد الفصح".