كان الشهيد ايمن حسن السلال الذي استشهد أثناء مواجهة قوات الغزو "الإسرائيلي" للبنان صيف العام 1982، من طلاب صفنا في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية، في مدارس الوكالة بمخيم اليرموك. تلميذاً وطالباً هادئاً، ونجيباً، وقد افترقنا في المرحلة الثانوية، حين اتخذ طريق الدراسة الحرة فيما تابعت دراستي في ثانوية اليرموك.
شقيقه الأكبر كان المرحوم عبد الرحمن حسن السلال، وهو من مواليد مدينة يافا في فلسطين، عام 1945، وقد درس في جامعة دمشق، كلية العلوم، قسم الفيزياء والكيمياء، وامتهن عمله في التعليم في ثانويات دمشق، ليتسلم بعد ذلك ادارة (ثانوية بور سعيد) الواقعة في منطقة الجسر الأبيض بدمشق عام 1980. الى حين تم (ندبه) عام 1982 من قبل محافظة دمشق والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين رئيساً لبلدية مخيم اليرموك، خلفاً لرئيسها ابن مدينة طولكرم المرحوم نور الدين محمود. لكنه، وبعد عامين تقريباً، عاد لعمله الأصلي في وزارة التربية، ولم يروق له أن يتابع عمله في بلدية اليرموك، نظراً للتباعد المهني، فكان أن تم تعيينه بقرارٍ وزاري كموجه أول في وزارة التربية السورية، لمادتي الفيزياء والكيمياء الى حين رحيله عام 1992 في حادثٍ مؤسف.
تزامن في عمله كموجه أول في وزارة التربية، مع المُدرس والموجه الأول لمادة اللغة الإنكليزية في وزارة التربية السورية، الفلسطيني اليافاوي ايضاً، والكاتب والباحث والمُترجم، وعضو اتحاد الكتاب العرب ياسر الفهد أطال الله بعمره. والمرحوم احمد عبد الهادي (إجزم قضاء حيفا) الموجه الأول والقدير لمادة علم الأحياء في الوزارة، قبل أن يُصبح المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا. وبعدها المدير لمعهد الأونروا (VTC). كذلك الحال سبقهم وتلاهم، الكثير من ابناء فلسطين في التوجيه الأول في وزارة التربية في سوريا. ومنهم الآن العصامي، والمتفوق، والملتزم بعمله الدكتور (من بلدة لوبية من أعمال قضاء طبريا) عمر أبو عون الموجه الأول لمادة علم الأحياء، ومنسق التأليف والمناهج لتك المادة. وهو يتقن اللغتين الإنكليزية والروسية اتقاناً تاماً، وقد اسهم بترجمة العديد من المطبوعات ذات الإختصاص لوزارة التربية، اضافة لمشاركته الفعّالة بالإشراف على مناهج علم الأحياء المطورة، ومن قبلها في بناء وتجريب أنظمة الإختبارات للمواد العلمية، المعروفة بـــ (التيمس).
المرحوم عبد الرحمن السلال، المُدرس، والموجه، المُتفوق، والمُقتدر، والمُتمكّن، في مادتي الفيزياء والكيمياء، كان علماً من أعلام التوجيه في وزارة التربية، وقد أنجب عائلة فيها الطبيب، والطبيبة، والحقوقية، والمهندس ... ولم يتوانى عن خدمة الناس، فكانت يديه البيضاء عوناً لكل من طلب المساعدة النظامية، في وزارة التربية وتربية دمشق، وصولاً لمشاركته شبه المجانية في دورات التعليم والتقوية لطلاب الشهادة الثانوية، خاصة في الشهر الأخير الذي يسبق الإمتحانات للشهادات المختلفة. رحمه الله، واسكنه فسيح جناته.
(الصورة الأولى للمرحوم عبد الرحمن السلال، والصورة الثانية عندما كان رئيس بلدية اليرموك في افتتاح صرح جديد في المخيم).
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت