هل تسببت أزمة كورونا بفقدان الأمل في "اتحاد عربي"؟

بقلم: ايمان الناطور

إيمان الناطور

كتب زيغمار غابرييل وزير خارجية ألمانيا الاتحادية السابق مقالاً مطولاً في صحيفة تاغيس شبيغيل قال فيه إن أخطر ما يمكن أن تفرزه أزمة كورونا هو أن يستقر في وعي الناس بعد كل ما حدث أن السبيل الوحيد للحماية ضد الأخطار العالمية هو حماية دولتهم الوطنية.
وقال غابرييل "إن الفيروس لن يصيب الناس فحسب بل سيصيب أيضاً مشاريع الوحدة والتعاون الدوليين-  بما في ذلك صيغة الاتحاد الأوروبي – والتي تم الوصول إليها بكلفة عالية من الجهد والدماء"، واصفاً هذا الأمر بفيروس " أمتي أولاً"، ومؤكداً على أنه إن كانت أوروبا تريد أن تلعب دوراً في المستقبل وأن تحافظ على وحدتها فعليها تقديم حلول مقبولة لإنقاذ الناس، وهذا لن يحدث إلا بالتعاون بين المجتمعات وليس الانعزال والانغلاق على الذات.
في هذا الإطار يقول محمد عايش خبير الشؤون الأوروبية إن الأنظمة العربية لم تكن تنتظر وقوع تلك الخلافات العميقة بين دول الاتحاد الأوروبي لكي تستبعد فكرة الوحدة فيما بينها بأي شكل، وإنما هي قد اتخذت قبل عقود قرار مسبق بألا تتحد فيما بينها.
 ويرى عايش أن هناك مخاوف أكبر بكثير من ترسيخ فكرة عدم الوحدة بين شعوب الدول العربية "إذ أنه من الطبيعي بعد أوقات الأزمات أن تنكفئ الأمم على ذاتها، لكن الأنظمة العربية تستغل الأزمة وبعض العيوب لدى الدول الكبرى والمتقدمة لتشدد الخناق السياسي على مواطنيها وتبرر للجميع ما تقوم هي به من عمليات قمع وهيمنة وفرض عقوبات خارج نطاق القانون، لتتحول أزمة كورونا إلى شماعة لدى الأنظمة العربية تعلق عليها ممارساتها القمعية".
ويوضح عايش" عندما يوجه سؤال حول ما يحدث في هذه الدولة العربية أو تلك تكون الإجابة من خلال تبرير الإجراءات القمعية على أننا لن نكون أفضل حالاً من الدولة الأوروبية هذه أو تلك وهي الدول المتقدمة والديمقراطية"، موضحاً أنه "مثال ذلك قيام بعض الدول العربية بالاستشهاد بموضوع الحد من حرية التنقل والتجمع في أوروبا بقمع الحريات ومنع التجمعات خصوصاً السياسية ومنع التظاهرات وأن كل هذه الإجراءات قللت من انتشار الفيروس بعكس الدول التي سمحت بكل هذه الحريات".
 واختتم عايش حديثه بالقول إن الأنظمة العربية ستستغل هذه الجائحة للتدليل على أن الوحدة غير مفيدة بل إنها مضرة وسينكفئ الناس أكثر على أنفسهم لتصبح السعودية أولاً والأردن أولاً وكل دولة بحد ذاتها أولاً".


الكاتبة والصحفية : إيمان الناطور
 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت