الموت أولى يا سيدي رسالة الى السيد رئيس الوزراء

بقلم: عدنان الصباح

عدنان الصباح

 السيد الفاضل دكتور محمد اشتية المحترم رئيس الوزراء الفلسطيني تحية السلامة للوطن والشعب وبعد: يبدو ان الاعجاب والتصفيق لسرعة اجراءاتكم لن يدوم طويلا فالأيام تمضي والخبز في بعض الخوابي ينفذ هذا ان كان قد بقي لدينا خوابي حتى اليوم فلقد اصبحنا والحمد لله ومنذ امد بعيد من مرتادي البنوك لا للقيض والتعم بل لدفع المستحقات والقروض والراتب المكشوف وما الى ذلك وقد جاءت الاجراءات التي اتخذتها الحكومة كصدمة اولى ساعد في تمريرها حجم الخوف الذي استشرى في اوساط الناس من جائحة ابسط الامراض عندنا تقتل منا اكثر منها بما في ذلك مرض الدين والسداد فالمحاكم اصلا لا تجد لا الوقت ولا الكادر لمتابعة تحصيل حقوق البشر من بني البشر فما بالكم بعد ذلك.
الرواتب يا سيدي قد لا تجد من يدفعها هذا الشهر وصناديق البنوك ستصبح خالية وحتى صندوق السلطة فانه يسعى جاهدا لتحصيل ما له من حقوق حتى يتمكن من الوفاء بالتزاماته وقد توقع الناس الكثير من خطابكم الاخير الا انه وللأسف جاء مخيبا للآمال ودون مستوى تطلعات الناس وثقتها بحضرتكم فلا نحن بحاجة للغسيل ولا لقص الشعر فأي غسيل هذا واي هندام شعر بمعدة خاوية وبالتزامات تقصم الظهر.
ان بلادنا يا سيدي لا تحتمل ابدا مواصلة العمل بهذه الاجراءات وعلى هذا النحو فاذا كانت كورونا ستقتلنا بالفيروس فغدا سنموت جوعا فلا فرق بين غني وفقير ان طال الامد او اننا سنموت من القهر حين نخرج من الازمة دائنين مقهورين ومديونين جائعين فما فائدة عيش بلا كرامة اولا وبلا خبز ثانيا وهل ستحل الازمة بشهر او سنة بعد ذلك وتعلمون حضراكم ان الامر لن يكون كذلك ولن تجدي نفعا قوانين الحماية ولا ابطال الصحة وابطال الامن ولذا اسمح لي ان ابدي بعض الملاحظات على الاجراءات التي اتخذت ولا زالت سارية المفعول:
 1- اننا بلد ضعيف باقتصاد تابع ومتعب والاستمرار اكثر سيقودنا الى كارثة لن نكون قادرين على التخلص من نتائجها فمعظم دول العالم القادرة والقوية لم تفعل ما فعلنا بل حافظت على اجراءات احترازية تعتمد مواصلة العمل مع كل الاجراءات الاحترازية الضامنة لحياة اكثر امان وحماية
 2- ان الحصار والعزل العام سيكون سببا للعديد من اشكالات اجتماعية وعائلية وما شابه
 3- ان تعطيل عجلة الاقتصاد بدون صندوق حكومي يحمي من البطالة والجوع مع عزل ومنع حركة وخوف من مرض التلامس والاختلاط سيكون سببا لجرائم ليس لها حدود وستعم الجريمة البسيطة بالسرقة من اجل القوت الى القتل من مجرمين سيجدون بالحالة فرصة لجرائمهم أو حتى جائعين لا شيء سيردعهم امام جوع اطفالهم فان وجدنا بعض راتب في شهر نيسان فقد لا نجد شيئا فيما بعده.
 4- توقف عجلة الاقتصاد واغلاق المصالح وفي نفس الوقت السماح للبنوك وغرف المقاصة بالعمل في ان معا سيوفر كوارث غدا بين فئات المجتمع ومكوناته الاقتصادية والاجتماعية ويعيق العودة للحياة فالمفروض ان تأخير التزامات الشهر كلها الى شهرين والشهرين الى اربعة بمعنى تعويض ما فات بما يكفي للتعافي واعتبار الحقوق متوافقة بين الدائن والمدين بنفس الدرجة فليس عقولا ان يطلب من البعض السداد ويسمح للبعض بعدم السداد بدون قيود ولا شروط.
5- هل تعلم يا سيدي ان البعض بات يفكر بالتخلي عن العاملين لديه خشية الكارثة التي ان جرى ذلك ستصبح حتمية على الجميع وليس على جهة بعينها.
 6- ان مسئولية الحياة مسئولية فردية لا جماعية وما دمنا نعرف ونعلم سبل الحماية والوقاية فان دولا عظمى وغنية لا تكترث الا لمن هم اعمارهم فوق الثمانين رغم ان امكانياتها تفوق امكانياتنا بملايين المرات بل وهي مانحة لنا ولغيرنا ممن يختبئون خشية الموت.
 7- لقد تمرس شعبنا بالجوع من اجل الكرامة وحرية الوطن والشعب مدركا ان جوعا نهايته الموت او الانتصار يستحق ان يكون اما الجوع الذي سببه الخوف من الموت فهو جوع لا استطيع تسميته امام عالم يجابه الموت بالعمل ومواصلة الحياة وخصوصا في جبهة الاعداء لا الاصدقاء.
 في سبيل ذلك فإنني اقترح على حضرتكم لو تكرمتم بالسماح لي كمواطن في هذا الوطن عليه حق المشاركة باقتراحات لتعديل الاجراءات المتخذة وكذا اتخاذ اجراءات جديدة اخرى املا ان تكون مناسبة وتفي بغرض الحياة بكرامة قبل الصحة.
 1- الزام الهيئات المسئولة وادارات العمل الحكومي والخاص ببعض الاجراءات التي توفر اقصى حماية ممكنة كان تتابع الكليات والمدارس التقنية والمهنية عملها بأعداد قليلة مع زيادة الوقت بمعنى بدل الاعتماد على رواتب مستمرة للموظف يجب تعليمه كيف يتطوع اكثر ويحصل على راتبه ويستمر التعليم ايضا بأعداد اقل بمسافات متباعدة كفوف كمامات للجميع بمعنى ان نشارك جميعا بخدمة الشعب والوطن بنفس الراتب ونتطوع بزيادة الوقت والجهد لا ان نجلس في البيوت نستجدي عطايا المحسنين.
 2- مواصلة عمل البنوك بالتناوب للموظفين بما يضمن استمرار وظائفهم ما دامت الحياة والرواتب مستمرة بدل اعطاء تصريح قانوني للنصب بنظام ان اعادة الشيكات لن يعتبر عمل غير قانوني مما سيعني اننا سنصل لكوارث غدا بين الناس وفي القضاء وسيعني ذلك افلاس ودمار البعض من المصالح الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة منها ان استمر الحال على ما هو عليه وتشجيع بعض المعنيين على الاثراء بالنصب بضمان عدم العقوبة.
 8- تشجيع الشركات والمصانع على العمل بنظام الدوريات لمدة 16 او 24 ساعة لزيادة انتاجيتها بتقسيم طواقمها مما يوفر حماية وانتاجية اكثر بدل تعطيلها وما سيرافقه من جرائم كوارث.
 9- منع الحركة الا للمشاة لمنع الابتعاد عن مراكز السكن خارج اوقات العمل او الضرورة بمعنى ان من لا يحمل تصريح حركة بالمركبة او حتى بمركبة عمومية من جهة عمله مع خطاب يبين ساعات هذه الحركة حسب ساعات دوامه وانتقاله من والى منزله.
 10- منح تصاريح للسيارات العمومية 4 ركاب داخل المدن فقط مع راكب 1 في مقعد خلفي مخالف لمقعد السائق كما فعل اعداؤنا وتوفر مواد وادوات الحماية بكل مركبة وكذا السيارات 7 ركاب بين المدن لخمس ركاب متباعدين يجلسون باركان السيارة مع كفوف وكمامات فقطاع المركبات العمومية سيدمر هو والمعالين منه على ان يدفع من يعملون رسوم صغيرة توفر تعويض معقول لأصحاب الباصات العمومية والسياحية وما شابه
 11- تشجيع القطاعات العاملة او الزامها بتشغيل القطاعات المتضررة كليا كالقطاع السياحي برحلات او اجازات قليلة العدد لموظفيها للفنادق او المرافق السياحية بشكل تقوم بترتيبه جهات مختصة كوزارة السياحة.
 12- كل من يتطوع لدفع ذمم حكومية متوقفة او غير مدفوعة يتم منحه خصم مجزي للتشجيع على الفعل الايجابي.
 13- الشركات التي تدفع رواتب موظفيها ولا تستغني عن أيا منهم تمنح خصومات كبيرة على كل ضرائبها حتى انتهاء فترة الطوارئ وزيادة نصف الفترة نفسها بمعنى اذا انتهت الفترة بشهرين يكون التشجيع لثلاثة شهور.
 14- عدم تعميم استمرار التغطية التأمينية للطالح والصالح بل الزام من لديه تصريح بان يتوجه لسلطة الترخيص ولشركات التامين وعقوبات قاسية لمن يخالف كان يقود مركبته بدون تصريح وبدون ترخيص وتامين فما دامت شركات التأمين ستغطي الحادث فليكن لكن لمن يستحق ولمن له الحق بالحركة كالسيارات الحكومية والمرخص لها بالحركة بمعنى ان باستطاعتها الوصول لشركات التامين وتسرية تأمينهم وتسديد التزاماتهم بينما تصبح كل السيارات الحكومية ممددة تلقائيا مع دوام محدود ودوري للعاملين بدوائر ترخيص المركبات وكذا فان تحميل شركات التامين المسئولية كلها يوجب اعفائها من رسوم الصندوق لفترة الطوارئ هذه فلا يعقل ان يقبض من لا يتحمل ويدفع من يلزم بالتحمل حتى دون استشارته كقطاع خاص وليس حكومي.
 15- تشجيع القطاع الخاص على ابتكار منتجات وسلع ومواد توفر ما يلزم السوق المحلي وخصوصا في سلع الحماية الطبية والصحة الشخصية والعامة.
 16- دعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل خلية ازمة وطنية مساندة للحكومة لإلزام فصائلها بالعمل الطوعي بكل القطاعات التي تقررها الحكوم
 17- الاهتمام بالانتاج الزراعي اكثر فاكثر فالزراعة لا تحتاج الى تجمعات ولا تحتاج الى جهود اكثر بل تشجيع العاملين في الزراعة لزيادة انتاجهم وعملهم وتكثيف الجهود لتسهيل تسويق منتجاتهم وتشجيع حتى تهريب ما يفيض منها للداخل المحتل ومعاقبة من يفعل للمنتجات التي لا تفي بالحادة بتهمة الخيانة
 18- يصبح تسويق المنتجات الزراعية للمواطن في مراكز فردية مرخصة كالعربات او السيارات المتجولة مع الزام البائع بالنظافة والحماية والتعقيم.
 19- فتح اسواق الخضار المركزية في مراكز المحافظات والمدن لاستقبال المنتجات على فترات لثلاث مرات يوميا على سبيل المثال بحيث لا تتواجد اعداد كبيرة.
 20- تركيز توعوي للجمهور على اهمية الاكل الطازج للخضار والفواكه المنتجة محليا بديلا للمعلبات والاكل الجاهز والاشارة الى ان ذلك سيعني صحة افضل ... توفير اكثر ... تشجيع لاقتصاد الوطن.
 21- اعتبار التبرعات الغذائية ملزمة بان تحتوي بما لا يقل عن 50% مثلا على المنتجات الزراعية والحيوانية الفلسطينية مع حماية الاسعار بنفس الوقت.
 22- السماح للمطاعم التي تستخدم المنتجات الزراعية والحيوانية الوطنية في اصنافها بفتح ابوابها مع مسافات كافية واعداد قليلة للمرتادين وكذا للمقاهي كان يشترط ذلك المشاريب التي تعبئها او تنتجها جهات محلية مما سيرفع الانتاج ويزيد الحاجة للإنتاج بدل التوقف وخصوصا المقاهي التي يمكنها العمل في الهواء الطلق على ان يلزم الرواد بالجلوس جنبا لجنب ببعد نصف متر فقط مع الكمامات والكفوف.
 سيدي الفاضل اود ان اذكر حضرتكم حية تحتذى ويمكن ان تكون اثباتا لما ذهبت اليه بالدعوة الى اعادة الحياة الى طبيعتها وفق اسس وضوابط بديلا لحالة الشلل التي نعيش فكل رجال الاجهزة الامنية والعاملين في الصحة وعمال النظافة والمتطوعين يعملون ليل نهار وبكل الظروف القاسية والاحتكاك المتواصل مع الناس ومع ذلك لا زالوا يعملون بهمة وبسلامة ولم يصابوا والحمد لله باي اذى الا يكفي ذلك اثباتا اننا يمكننا ان نواصل حياتنا بنجاح اكثر وقوة اكثر لعلنا نصنع انسانا جديدا يعرف شعارا واحدا ( نعم يمكننا ) وهي فرصتنا ان نكون قادرين معا على تجاوز الازمة منتصرين مرفوعي الهامات لا جائعين مديونين مكسورين فالموت اولى والله يا سيدي.


بقلم عدنان الصباح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت