في يوم الأسير الفلسطيني بعد مضي 46 عاماً على يوم الأسير الفلسطيني ، لا زالت قضية الأسرى وعلى مدار عقود الصراع مع العدو الصهيوني ، تشكل العنوان المحوري في النضال الكفاحي للشعب الفلسطيني ، لِمَ مثلته أولاً ، من قيم نضالية كجزءٍ أصيل من الحركة الوطنية الفلسطينية ، وركن أساسي من أركان القضية الفلسطينية . وثانياً ، من رمزية خاصة في الوجدان الجمعي للشعب الفلسطيني . فتاريخ الحركة الأسيرة بدأ مع بدايات الإغتصاب الصهيوني للأراضي الفلسطينية عام 1948 ، فهي سجلت نحو مليون حالة اعتقال على مدار العقود السبعة من عمر القضية الفلسطينية .
كيف لا والأسرى كانوا ولا زالوا طليعة تقدمية من الشباب الفلسطيني الذين قدموا حياتهم وحريتهم على مذبح الكرامة الوطنية ، حيث تمكنت الحركة الأسيرة وعلى مدار عقود الاحتلال الصهيوني لأرضنا الفلسطينية من تحويل المعتقلات إلى مدارس ومعاقل كفاحية خرّجت الآلاف من المناضلين والمقاومين والقادة الذين تقدموا صفوف نضالنا وكفاحنا في مراحل مختلفة بعد أن نظموا صفوفهم . ولعلّ الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية في أعوام 1987 و 2000 خير الشاهد على الآثر البالغ لتلك الحركة التي تنامى واشتدّ ساعد نضالها في غياهب تلك المعتقلات التي أراد من خلالها العدو الصهيوني أن تكون مقبرة لخيارات مناضلينا ومقاومينا وقادتنا في الاستمرار على طريق المقاومة ، وتحويلهم من خلال إجراءاته التعسفية والقمعية إلى مجردِ فئاتٍ هامشية مهمشة وعالة على المجتمع الفلسطيني المقاوم . ونحن ندرك أن قضية الأسرى بثقلها الوطني والنضالي والأخلاقي ، أن أمامنا مهام لا زالت كثيرة من أجل جعل هذه القضية الجامعة على المستوى الوطني والاجتماعي والإنساني في سلم أولوياتنا ، وبالتالي الذهاب بها إلى كل المحافل الدولية ومؤسساته ومنظماته ذات الاختصاص حقوقياً وقانونياً ، خصوصاً في هذه الظروف التي يعيشها الأسرى .
حياة أسرانا مليئة بالأمل وتحقيق الحرية رغم قسوة السجن وقمع الاحتلال لهم ، في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية بأسر 4 جنود صهاينة منذ سنوات وترفض إطلاقهم دون تحقيق مطالب المقاومة بالإفراج عن الأسرى ، الذين يأملون وأسرهم أن تفضي مبادرة الأخ يحيى السنوار رئيس لمكتب لحركة في قطاع غزة ، التي أطلقها مؤخراً ، في ظل تفشي فيروس كورونا ، تتعلق بما أسماه ب" التنازل الجزئي " في موضوع الجنود الأسرى ، مقابل الإفراج عن أسرانا من كبار السن والمرضى في سجون العدو . خاتماً تصريحه ، متوجهاً إلى أسرانا : " أقول لأسرانا إننا لن ننساهم ، وإن شاء الله يكون لهم فرج قريب " .
الواجب الوطني والإنساني والأخلاقي يفرض علينا جميعاً الاستمرار في نصرة ومساندة الأسرى كجزء أصيل من شعبنا الفلسطيني وحركته الوطنية . فهم لا يشوهون ذاكرتنا ، بل يساهمون في تنشيطها وتجديدها ، تلك الذاكرة التي لا ولن تنسى عدوها الذي اغتصب أرضها وشردها قبل 72 عاماً ، في الخامس عشر من أيار عام 1948 .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت