كونك تؤسس حزب سياسي أو حتى ما يسمى بجمعية خيرية , أو أي مؤسسة تتحدث بلسان الشعب الفلسطيني , فهذا يعني أنك فتحت عليك أبواب الرزق من كل مكان في العالم , وهذا بخلاف الدعم الرسمي والذي يأتي للحكومة , والذي يشكل 30% تقريباً من ميزانية الدولة , هذا في الظروف الطبيعية , ولكن في الظروف الإستثنائية ووجود حكومتين فهذا يعني أن أبواب الرزق فتحت على مصرعيها , وخاصة مع وجود أجندة , وبالتوازي مع وجود مشروع نضالي يقوده الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال وبكل أشكاله المتاحة , مما يعني أن أدوات الشعب النضالية متاحة لفتح أبواب الرزق أكثر وأكثر , ومع وجود وباء كورونا فهذا أيضاً يعني أن تفتح أبواب الرزق أكثر وأكثر وأكثر.. ولكن من المستفيد الحقيقي من هذا الرزق؟
إن الشهيد والأسير والجريح , والموظف وصاحب البطالة وصاحب المنحة وصاحب الشؤون الإجتماعية , والمريض ومن ليس له مأوى , وحتى من حكم عليه الزمن أن يتسول , فكل هؤلاء هم أصحاب المال الحقيقيين , والذين يأتي الدعم بإسمهم , وهذا كله قبل وباء كورونا , أما بعد وباء كورونا فأصبحت حاجة الدعم ملحة أكثر من قبل , ولكل طبقات المجتمع الفلسطيني , وبالتالي فمن حق الشعب الفلسطيني أن يعرف كل ما يتعلق بهذا الدعم "أين وكيف ومتى وكم" ولكي يأخذ نصيبه .
سأذكر قليلاً ما أعرفه , ومن خلال المتابعة الإعلامية للدعم الخارجي للفلسطينيين لمواجهة وباء كورونا , ففي 9 مارس المنصرم قدمت قطر للسلطة مساعدة بــ 10 ملايين دولار كأجهزة ومعدات طبية لمواجهة كورونا , وفي 18 مارس قدمت قطر أيضاً للسلطة مساعدة مالية طارئة دون أن يذكر قيمتها إعلامياً , وذلك لمواجهة كورونا , وفي 22 مارس قدمت قطر 150 مليون دولار لغزة , وتزامن ذلك مع قرار إسرائيل بتحويل 120 مليون شيكل للسلطة من الضرائب المحتجزة , وفي 26 مارس قدمت مصر قافلة مساعدات طبية لغزة لمواجهة كورونا , وفي 14 إبريل الجاري أعلنت الصين وصول الدفعة الأولى من المساعدات الطبية لفلسطين لمواجهة كورونا , وفي اليوم الثاني 15 إبريل , قدمت البنوك الفلسطينية تمويلاً إضافياً للحكومة بقيمة 400 مليون دولار لمواجهة كورونا , وبالأمس قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 5 ملايين دولار كمساعدة لغزة والضفة لمواجهة كورونا , وهذا بالإضافة الى مساهمة رجال الأعمال والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص , وزد على ذلك حالة التقشف والمعلن عنها رسمياً منذ بداية وباء كورونا , والتي تساهم في الحفاظ على الموازنة العامة .
لو جمعنا ما ذكرت أعلاه من أموال المساعدات سواء نقدية أو معدات طبية , لوجدنا أن هذه الأموال أكبر حجماً من ما ينفق على وباء كورونا , وبغض النظر عن حجم الإنفاق على وباء كورونا , سواء خدمات طبية أو إجتماعية أو طوارئ عامة , فكل هذه الخدمات مكفولة دولياً عبر مساعدات تأتي إلينا , وقد ذكرت أعلاه البعض المعلن عنه من هذه المساعدات , ومما يعني أن موازنة الدولة لا زالت على طبعتها , سواء إستفاد منها الشعب أو لم يستفيد , وأن أموال المساعدات الإضافية لمواجهة كورونا هي المستخدمة فعلياً , وبناء على ذلك فالمطلوب من كل صاحب قرار أن ينفق هذه الأموال بما يرضي الله , لأن الجائحة لا زالت قائمة , فاليوم قد نجد مساعدات ولكن غذاً لا ندري ماذا سيحدث .
اشرف صالح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت