صدر، حديثاً، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد 77 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، ويتركّز في محور تحت عنوان: "الفلسطينيون في إسرائيل: العنف والجريمة والإجرام المنظّم"، حيث يرصد ظاهرةَ العنف والجريمة في الداخل، بما يشمل حجمها وامتداداتها، ويحلل سياقها السياسي والمجتمعي والتربوي، ويكشف دور العلاقة الملتبسة مع الشرطة ومؤسسات الدولة في تغذيتها.
وفي هذا الإطار، يقدم أسعد غانم مساهمة تحت عنوان "العنف في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل – نحو معالجة نظرية وعملية"، معتبراً أن تقديم قراءة نظرية يشكل بداية لمعالجة متكاملة، والمساهمة في وضع حلول شاملة، قد تستطيع، إذا تم تنفيذها، ضبطَ حالة العنف المتفاقمة، وربما العودة بمجتمعنا إلى "حالة طبيعية" للعنف والجريمة.
ويتناول مقال "الجريمة المنظمة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل" لسهى عراف الجريمةَ المنظمة كظاهرة خاصة، لها مميزاتها المنفردة التي تختلف عن ظاهرة الجريمة العادية، وتختلف عن ظاهرة العنف بشكل عام.
وتقول عرّاف: عند الحديث عن الجريمة المنظمة نكون أمام منظومة اجتماعية واقتصادية مرتبة ومركبة، ذات نظام إداري وهيكلية تنظيمية، يسعى أعضاؤها إلى جني مكاسب مادية، وتسعى عصابات الجريمة المنظمة إلى التغلغل في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وتسعى إلى كسب المكانة الاجتماعية والاقتصادية.
ويحلل سامي ميعاري تحت عنوان "تفسير الجريمة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل: العواملُ الاجتماعية الاقتصادية في مقابل العوامل الثقافية" نماذجَ الجريمة عند الجماعات الدينية والإثنية المختلفة في إسرائيل، مع التركيز على الفرق بين معدلات الجريمة عند الإسرائيليين من الأكثرية اليهودية، وعند مجتمع الأقلية الفلسطينية، وعلى السمات الخاصة الفريدة التي لها تأثيرٌ على نماذج الجريمة في المجتمع الفلسطيني.
ويتناول الباحث خالد أبو عصبة في مقاله "العنف المدرسيّ في التعليم العربيّ: أسبابُه، طرق الوقاية والعلاج"، ظاهرةَ العنف المدرسي، والتي تشهد، على غرار العنف في مجالات أخرى، تفاقمًا متسارعًا.
ويعالج المقال العوامل الاجتماعيّة، الاقتصاديّة، السياسيّة والنفسيّة المرتبطة بهذه الظاهرة، وضرورة دراسة عوامل الخطورة المنبئة بالعنف، ثمّ وضع استراتيجيات للتعامل مع العوامل الأساسية للوقاية منه.
وفي المحور نفسه مقال بعنوان "العنف والجريمة في المجتمع الفلسطيني في الداخل: السياقات الاجتماعية والسياسية" لرضا جابر يحاول تفكيك ثلاث منظومات معقدة، تشكل كل واحدة منها رافدًا مركزيًا في فهم وتفسير الانفجار الذي حدث في السنوات الأخيرة من حالة العنف والجريمة داخل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وتشمل المنظومةَ الاجتماعية، والمنظومةَ النظامية للدولة ومؤسساتها المختلفة، وخصوصاً مؤسسات فرض النظام والقانون، والمنظومةَ المتعلقة بالفرد الفلسطيني وعلاقته بذاته ومحيطه القريب.
وفي سياق آخر، يحلل ليف غرينبيرغ في مقال "انشقاق المستوطنين: دراسة في المأزق السياسي الذي يخيّم على إسرائيل" الطريقَ المسدود الذي وصلت إليه الانتخابات في إسرائيل من منظور مشروعها الاستعماري الاستيطاني، متأملًا الطريقةَ التي تفكّكت فيها هُوية النخبة الحاكمة القومية العلمانية، والفوقية في الوقت نفسه، مع مرور الزمن، ما أفضى إلى بروز عدد من الطوائف التي يناصب بعضُها العداءَ لبعض، إلى حدّ بات معه الجمعُ بينها في ائتلاف تُكتب له القدرةُ على البقاء ينطوي على قدر أكبر من الصعوبة.
وفي مستجَد محاولات تصفية المسألة الفلسطينية، يكتب جمال زحالقة "كيف تقرأ إسرائيل صفقةَ القرن؟"، متتبعًا مخاطرَ ترجمة الصفقة واقعيًا واستثمارها واستغلالها سياسيًا، وعلى أرض الواقع، وفي الحرب على الرواية، التي لا تقل ضراوةً عن الحرب الفعلية، معتبرًا أن الترجمة الإسرائيلية لصفقة القرن هي الأهم، لأن إسرائيل تسيطر على الأرض، ولأنها تقوم فعليًا باستغلال الخطّة لتحقيق مكاسب.
وفي هذا العدد من "قضايا إسرائيلية" مقال بعنوان "الشيوعيّة تقف وتغني - القوميّة والغناء في جوقة رون" لجاسمين حبيب وأمير لوكر - بليتسكي، يسلّط الضوءَ على العالم الموسيقيّ للشيوعيّين الإسرائيليّين في خمسينيات القرن الماضي، ويسعى للإجابة عن سؤال حول: كيف انعكست الهُويّة القوميّة للشيوعيّين في موسيقاهم وشِعرهم؟
وفي دراسة تحت عنوان "العلاقات البرازيلية ـــ الإسرائيلية" يُلقي محمود الفطافطة الضوءَ عل علاقة إسرائيل مع إحدى أهم دول أميركا اللاتينية وهي البرازيل، ويستعرض المواقفَ والتغيرات التي طرأت على العلاقة بين الدولتين منذ أربعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى تولّي اليمين المتطرف في البرازيل الحكم وتحالفه مع اليمين الإسرائيلي.
وتضم زاوية "من الأرشيف" ترجمة لخطة أعدتها "غوش إمونيم" عام 1977 لتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما تضم زاوية "المكتبة" مجموعة من أحدث الإصدارات الإسرائيلية.