ارحموا أعصاب طلبة التوجيهي ! !

بقلم: ماجد العاروري

ماجد العاروري

   ثمانون ألف أسرة فلسطينية قلقة على مستقبل أبنائها من طلبة التوجيهي في فلسطين، لا معرفة لديها ما هو مصير الطلبة، فوزارة التربية والتعليم صاحبة الاختصاص في هذا الشأن لم تقدم حتى هذه اللحظة أية اجابة شافية بشأن مستقبل امتحانات طلبة التوجيهي، وكل ما صدر عن الوزارة حتى هذه اليوم أن الامتحانات قائمة على موعدها، وفقط تم تحديد المادة المطلوبة للامتحانات الذي أسقط منها كل ما لم يتم تعلمه وجاهةً على مقاعد الدراسة مما اراح الطلبة.

الوزارة لم تقدم للجمهور حتى اليوم اية خطه بشأن الامتحانات واجابتها غامضة؛ فهي لم تحسم بعد إن كانت ستقوم بتقديم الامتحانات في حال بقيت الظروف الصحية على النحو الذي تسير عليه حالياً والمتمثل باكتشاف عدد اصابات محدودة اسبوعيا، فمنحنى الاصابات يسير تقريبا بنفس الخط مثل رسم دقات القلب في الجسم السليم، ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى أن هناك أية تغيرات صحية ممكنة خلال الشهر القادم، وعليه لا يجوز أن يبقى طلبة التوجيهي وعائلاتهم أسرى غياب خطة "معلنه" بشأن طلبة الثانوية العامة (التوجيهي).

في ظني أن أمام وزارة التربية والتعليم سيناريوهات مختلفة. لكنه لم يرشح حولها أية معلومات، وقد تكون الوزارة بانتظار المستقبل لتعد خطتها وتحدد السيناريو الذي ستتبعه، لكن بكل الأحوال ليس مقبولاً أن يبقى طلبة التوجيهي وأسرهم يعيشون القلق، لا بد من خطة رسمية ومعلنه تتبناها وزارة التربية والتعليم.

بعض الدول ستعتمد علامات الفصل الاول، وبعضها ستعتمد المدارس، وبعضها ما زال متردداً، ومثال على ذلك وزارة التربية والتعليم في بلادنا، فأنا كولي أمر لطالب توجهي ليس في جعبتي أية اجابة شافية لأبني حين يسألني، هو يواصل دراسته وامتحاناته التجريبية عن بُعد، لكن هذه التجربة لم تعمم على باقي المدارس، وبالتالي لا يمكن أن تكون خياراً للتقييم.

اعتقد أن أحد الخيارات التي يمكن أن لوزارة التربية والتعليم أن تدرسها، ويمكن أن  تساهم برسم صورة أوضح في المشهد التعليمي، بأن تعلن عن انتهاء السنة الدراسية لطلبة المدارس، وأن تبدأ العطلة المدرسية  من بداية شهر أيار القادم حتى نهاية شهر تموز، حيث يعود الطلبة الى مدارسهم في حال انحسار المرض، وأن تبادر وزارة التربية والتعليم ابتداء من شهر ايار القادم بعقد امتحانات رسمية مسبقة لطلبة الثانوية العامة، بمعدل امتحان واحد على الأقل  كل 5 – 7 ايام، وأن يقدم كل طالب امتحاناته بمدرسته، وأن يتم توزيع قاعات الامتحانات بإشراف وزارة الصحة ومراقبتها؛ بحيث يمكن تحويل كل الصفوف الى قاعات وأن تكون مسافة تباعد معقوله بين الطالب وزميله.

كما يمكن أن يتم فرض كل التدابير والاجراءات الصحية اللازمة لضمان سلامة الطلبة وتقديم الطلبة لامتحاناتهم دون أية مخاطر كتعقيم القاعات، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم بإعداد الامتحانات، وان تسلمها لمدراء المدارس بالتدابير التي تراها ضرورية، ويمكنها أن تحدث إن رغبت تبديل بين الهيئات المدرسية للرقابة على القاعات المختلفة، وتمنح المدارس صلاحية تصليح الامتحانات على النماذج المغلقة الخاصة من وزارة التربية والتعليم أو تتم عملية التصليح وفقا للطريقة المتبعة في الوزارة، وأن تكون مهمة الوزارة التدقيق في تصليح الإجابات واعلان النتائج، وبذلك يمكن أن تستكمل عملية الامتحانات واحتساب نتائجها بهدوء، ودون أية ضغوطات، وأن تتبع وسائل تقييم عادله للطلبة، وأن تهدأ من روع الطلبة.

هذه مجرد فكرة، وقد يكون للوزارة خطتها، لكن من حقنا أن تعلن لنا الوزارة خطتها، وأن لا تترك الامور حتى اللحظة الأخيرة، فلا يوجد في الافق ما يشير إلى تغيير صحي ايجابي قريب، لذا ننتظر اليوم قبل غد خطة وزارة التربية والتعليم إن كان لديها خطة أو خطط بديله، وكفو عنا شر المفاجآت، وقدموا لنا ما لديكم، وارحموا أعصاب الطلبة وأعصاب ذويهم.

ماجد العاروري -لصالح مؤسسة REFORM

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر صاحبها وليس بالضرورة رأي المؤسسة او الممول.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت