اعتبر رئيس لجنة "تنمية العلاقات مع الصين" بجمعية رجال الأعمال المصريين أحمد منير عزالدين، أن الصين قدمت "قصة نجاح" في إدارتها لأزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال عزالدين، في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" إن "العالم يتبع خطوات الصين في مواجهة فيروس كورونا، مثل إجراءات الإغلاق والعزل والتباعد الاجتماعي، لقد قدمت الصين روشتة للعالم من أجل احتواء هذا المرض".
وأضاف أن تجربة الصين في مواجهة فيروس كورونا المستجد "مبهرة"، حيث نجحت في احتواء الفيروس بشكل جيد جدا.
وتابع أن "المثل يقول: الصديق وقت الشدة، وهذا ما قامت به الصين، التي أرسلت وفودا طبية وشحنات تحوي معدات ومستلزمات طبية لعدد كبير من الدول" للمساعدة في مواجهة الفيروس.
وأردف قائلا إن "الصين لم تقصر في مساعدة الدول على احتواء الفيروس، بل أن خطواتها كانت متميزة، وأريد أن أوجه التحية للشعب الصيني وقيادته على ما قام به خلال الأزمة".
وأكد أن الدعم المتبادل بين الصين ومصر لمواجهة فيروس كورونا "أمر متوقع"، في ظل وجود "تقارب كبير جدا" بين البلدين، اللذين وصلت العلاقات بينهما إلى "أعلى مستوى".
وتسلمت مصر يوم الخميس الماضي شحنة مساعدات صينية، تبلغ أربعة أطنان، تضمنت مستلزمات طبية وقائية منها 20 ألف كمامة، و10 آلاف من ملابس الوقاية، بالإضافة إلي 10 آلاف كاشف خاص بفحص الأحماض النووية لفيروس كورونا المستجد.
والأحد الفائت، تسلمت مصر أيضا مستلزمات طبية تبرعت بها حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، وشملت 100 ألف قناع جراحي، و15 ألف قناع N95، وألف بدلة واقية، و1200 مجموعة اختبار للفيروس.
بينما زارت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد بكين في مطلع مارس الماضي، حاملة "هدية عبارة عن مستلزمات وقاية" و"رسالة تضامن" للشعب الصيني في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأشاد عزالدين، بسياسات الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، المشجعة على تعزيز التعاون بين البلدين.
وشدد رئيس لجنة "تنمية العلاقات مع الصين" بجمعية رجال الأعمال المصريين، على أن "كل مجتمع الأعمال في مصر يثق في الصين كشريك تجاري يعتمد عليه".
وعن تأثير أزمة فيروس كورونا على العلاقات التجارية بين مصر والصين، قال إن الاستيراد من الصين توقف لفترة معينة، واتوقع أن يعود أقوى من السابق.
وأشار إلى أن مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال عقد مؤخرا اجتماعا لمناقشة "التقارب مع الصين تجاريا وصناعيا" بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد.
ورأى أن "مصر تحتاج إلى التعاون أكثر فى الجانب الصناعي، لاسيما أن لديها موارد غير مستغلة.. وبعد انتهاء هذه الأزمة ستكون لحظة إيجابية جدا لتعزيز التعاون".
وكرر أنه "لابد من تقارب أكثر صناعي وزراعي وتجاري، وهناك بوادر على ذلك مثل مصنع المستلزمات الطبية المشترك بين مصر والصين والذي تم افتتاحه خلال الفترة الماضية فى مدينة نصر" بالقاهرة.
وتم افتتاح المصنع، الذي يضم خمسة خطوط إنتاج، قبل أيام بالمشاركة بين شركة (يوروميد) للصناعات الطبية في مصر وشركة (نينغبو أ بلس) المحدودة الصينية للاستيراد والتصدير، بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 750 ألف قناع وجه طبي عال الجودة، على أن تصل إلى 1.5 مليون قناع عند اكتمال خطوط الإنتاج، حيث ستصل خمسة خطوط أخرى من الصين بحلول الشهر المقبل.
ودعا عز الدين، الشركات الصينية إلى زيادة الاستثمار في مصر، وقال "نحن نرحب بها جدا في مصر، ونريد تعاون مشترك فى كافة المجالات، ورجال الأعمال المصريون يفتحون أذرعهم للتعاون مع الجانب الصيني، وسوف يساهمون بنفس القدر الذى تساهم به الشركات الصينية لزيد التعاون الصناعي والتجاري".
ويبلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر سبعة مليارات دولار، بينما تجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في الأراضي المصرية 1500 شركة.
وتنفذ الشركات الصينية، حاليا عددا كبيرا من المشروعات الحيوية في مصر مثل مشروع حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، وغيره من المشروعات في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل.
وواصل عز الدين، أن "مصر بوابة إفريقيا، ومن مصلحة الشركات الصينية أن تتوسع أكثر فى إفريقيا عبر مصر التي تملك إمكانيات مالية وبشرية متطورة".
وحول تأثير أزمة فيروس كورونا على الاقتصاد المصري، أشار إلى وجود انخفاض كبير فى الإنتاج، حيث تعمل معظم الشركات والمصانع بنصف طاقتها.
قبل أن يستدرك: لكن تقارير المؤسسات المالية تؤكد أن الاقتصاد المصري سيحقق معدل نمو إيجابيا هذا العام رغم الأزمة.
وأشاد بالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة تفشي الفيروس، مؤكدا أنها إجراءات "ممتازة، وكل مجتمع الأعمال يحيي الحكومة عليها، كما أن الشعب احترم هذه الإجراءات، ما أعطى فرصة للاقتصاد أن يستمر".