"كورونا" يجمع شمل أسرة فلسطينية في صلاة التراويح

لم يعتد المُسن الفلسطيني "تكريم البطة" (73عامًا) أن يترك أي صلاةٍ في المسجد، خاصة التراويح، منذ أكثر من 50 عامًا؛ لكن جائحة كورونا التي تسببت في إغلاق المساجد في الأرض الفلسطينية؛ دفعته ليؤدي تلك الصلوات جماعة في منزله مع أفراد أسرته وأحفاده.

ولم يتذكر البطة يومًا أنه تخلف عن صلاة الجماعة، خاصة في رمضان، إلا لعذر قاهر جدًا، حتى في أوقات الحروب وخطورة تلك الأيام، كان يحافظ على الصلوات، في المسجد الكبير، وسط محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ولا يكاد ركنٍ في مسجد خان يونس الكبير، الذي يعتبر أحد معالمها القديمة، ويتسع لأكثر من 3 آلاف مصلّ، إلا وله به موطئ قدم مع عباداته وتهجده واعتكافه، مع أصدقائه وجيرانه الذين بقي القليل منهم على قيد الحياة.

وأصر البطة أن يعيش طقوس رمضان التي غابت معظمها بسبب الجائحة، عبر المحافظة على صلاة الجماعة وخلق أجواء رمضانية جميلة، خاصة التراويح، فصلى بأبنائه الخمسة وزوجته المسنة وأحفاده الذين يزيدون عن العشرة ولا تقل أعمارهم عن الثلاث سنوات، في رحاب منزله وسط خان يونس.

وأحضر سجادة كبيرة للصلاة بمعاونة أبنائه المتزوجين في ذات المنزل ومحيطه، وبدأ صلاته مكبرا يأم بالمصلين ويتلوا عليهم آياتٍ من القرآن بصوته، وسط سعادة وفرحة بدت جليةً على الأسرة التي التزمت حجرها المنزلي في العبادات.

يقول البطة لوكالة "الأناضول" إنه "للمرة الأولى نصلي في المنزل خلال رمضان، بسبب كورونا؛ وأشعر بضيق لعدم أدائها في المسجد، لكن ما دام القرار متعلق بسلامة الناس جميعًا، وقرار إغلاق المساجد صدر عن أهل العلم والاختصاص، فنحن نقبله ونقدره ونثمنه، ونأمل ألا يكون طويلاً".

ويضيف "آثرنا الصلاة في المنزل، حتى لا تنقطع عن العبادات، وألا نترك الصلاة، ونصنع أجواء كأننا في المسجد؛ فوضعت لنفسي جدولا يوميا للعبادات في المنزل، من صلاة وقيام وتهجد وتلاوة قرآن ودعاء، أملا في استجابة ربانية تزيل عنا الوباء".

ويؤكد المسن الفلسطيني أن "هناك فرق شاسع بين العبادات في المسجد والمنزل، فبدون الصلاة في المسجد في حقيقة الأمر لا رمضان".

المصدر: - خان يونس - هاني الشاعر