لم يعد همّ الفرقة والغياب هو الحاضر الوحيد على موائد الأسرى الرمضانية، فقد أضاف الخوف من تفشي فيروس كورونا معاناة وقلقًا مضاعفين بينهم، في ظل سياسات الاحتلال وممارساته المستهترة بحياة الأسرى والإهمال الطبي المتبعة بحقهم، عدا عن تفشي الوباء داخل الاحتلال.
مشاعر مختلطة بين الحزن والفرح، يعيشها الأسرى في هذه الأيام مع بداية شهر رمضان المبارك، حزنٌ حاضر على موائدهم لبعدهم عن الأهل والأحباب داخل جدران السجن والحرمان، وفرحٌ بأجواء الشهر الفضيل والتقرب إلى الله عساها تخفف عنهم، أجواء لا يصفها إلا من عايشها من الأسرى، يزيد عليها قلق كورونا.
جدران سجن وخوف كورونا
الأسير المحرر صهيب أبو ثابت والذي عايش الشهر الفضيل وهو في الأسر أكثر من مرة يصف بعض تفاصيل الشهر الفضيل عند الأسرى قائلًا: "رمضان يبدأ قبل أوانه عند الأسرى من خلال التهيئة والتجهيز لتلك اللحظات الثمينة، فيتم التركيز بالمواعظ والدروس على كيفية شحذ الهمم وجبر الخواطر في رمضان ".
وتابع: "المعتقل يعاني غياب الأهل والأبناء عن موائد الإفطار؛ فبكل تأكيد تكون الحالة النفسية مرتبكة ومشاعر مختلطة تفيض فيها دموع مستورة وحشرجات ، دموع الشوق إلى الأهل، والحزن على الواقع، ومشاعر الصبر والإرادة التي تكون موجهة للسجانين الذين ينتظرون الأسرى أن ينكسروا".
ويكمل أبو ثابت حديثه: "برامج تعبدية فردية وصلاة للتراويح، وانشغال بالذكر والأوراد اليومية التي هي بالأساس جزء أصيل وثابت لا يتغير في برنامج الأسرى اليومي، ويزداد قداسة وأهمية خلال الشهر الفضيل".
وفي ضوء تفشي فيروس كورونا، يقول المحرر أبو ثابت:"بكل تأكيد فانّ الأسرى في حالة نفسية لا يحسدون عليها وسيسود الإرباك والتوجس وحالة من عدم الاستقرار تحديدا للذين يعانون من أمراض مزمنة".
وأردف: "يتعمد الاحتلال الإهمال الطبي والتقاعس في نقل المرضى وتطبيبهم وإساءة المعاملة، وعدم الاكتراث للجوانب الصحية في المعيشة والتنقل، وهذا سيضعف الحالة النفسية التي هي أصلًا تتعرض لضغط يومي متواصل نتيجة الحرمان والقهر".
وأعلن اليوم عن إصابة الشاب الأسير محمد حسن في سجن المسكوبية بفيروس كورونا، مما يزيد الخطر المحدق على الأسرى داخل السجون في ظل إهمال الاحتلال واستهتاره