رحم الله، الفنان التشكيلي، مُتعدد المواهب، حكم عبد العزيز نعيمي، الذي توفي اليوم 25/4/2020 في مشفى ستراسبورغ في فرنسا التي وصل اليها منذ اربع سنوات ونيف قادماً من دمشق.
حكم نعيمي، مواليد مخيم اليرموك 1974، ومن بلدة الجاعونة قضاء صفد، وابن الزميل المدرس ومدير مدرسة صفية القرشية في حي التضامن عبد العزيز نعيمي.
تعرفت عليه، عندما كان أحد طلابي في المرحلة الدراسية الثانوية، حين درسته مادتي الفيزياء والكيمياء في ثانوية اليرموك، في الصف الحادي والثاني عشر، فكان من المتفوقين في المادة العلمية، لكن التحوّل الكبير الذي وقع في مسار حياته بدأ حين ولج العمل السياسي، ودفع اثمانه، وترك أثراً كبيراً على دراسته، وهو ما دفعه للتعمّق بقراءة العلوم الإجتماعية، والسياسية، والفكرية، وصولاً لإتخاذ طريقه الموجود في خامته الداخلية، حين أبدع في الجانب المتعلق بالفنون التشكيلية فدرس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وقد شارك في بعض المعارض الفردية والجماعية للفن التشكيلي بعد تخرجه من الجامعة، وتحديداً بخمسٍ منها على مستوى سوريا والوطن العربي. كما ساهم في تصميم اغلفة العيد من الكتب والمطبوعات الورقية والإلكترونية. واشتق طريق الكتابة النثرية القريبة من اللغة الشعرية. وهو ما مكّنه من اصدار العديد من المطبوعات التي تجمع بين الدراسات وبين المادة الأدبية.
كان حكم نعيمي، في مقتبل فتوته وبدايات شبابه، مندفعاً، ومحبوباً ... وحتى مشاكساً، مشاكسة الشباب الطموح، الذي يريد أن يحرق كل المراحل، وصولاً للمبتغى الوطني الكبير على أرض وطنه فلسطين.
أخر لقاء تم بيني وبينه قبل سفره بقليل في المقر المركزي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدمشق، متوجهاً لي بكلمته الدائمة عند مخاطبتي بــ (أستاذي). رحمه الله، كان خامة واعدة، لكن ظروفه كانت تعاكس طموحاته ورغباته دوماً، وقد يكون لذلك اسباب مختلفة.
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت