قام معسكر الأشبال في مخيم اليرموك بعد معركة الكرامة التي وقعت في آذار/مارس 1968، في موقعه المعروف مكان المدينة الرياضية الحالية في مخيم اليرموك أخر شارع فلسطين. وكان بداية للتجربة التي بدأت في حركة فتح سنتذاك لإستيعاب الفتيان الفلسطينيين أيام العطل وفي العطل الصيفية. وقد أشرف على أقامة المعسكر شاب من أبناء اليرموك يدعى (ابو صالح مثقال)، حيث مازال على قيد الحياة لكنه مقيم في مكان مخيم الحسينية في ريف دمشق، وكان شقيقه قد أستشهد لتوه في عملية فدائية من أغوار الأردن بإتجاه فلسطين.
كان الإشراف على المعسكر يتم مُباشرة من القيادة العسكرية لحركة فتح في معسكر الهامة، الذي كان يُشرف عليه الشهيد أبو علي إياد. وكان من مدربي المعسكر كان غسان ابو خرج، وعلي الطيب، ومحمد تواتي (أبو ايهم) وغيرهم...
معسكر الأشبال في اليرموك، كان البداية الأولى في تجربة الأشبال التي قامت بها حركة فتح، فكان المعسكر أشبه بمعسكر كشفي منه إلى أي نمط أخر. فيه دروس الرياضة والرياضية العسكرية والدروس التثقيفية المتعلقة بفلسطين، وفيه برنامج متواضع للتدريب العسكري على بعض أنواع الأسلحة البسيطة، وعلى ما أذكر منها بندقية (سنوبال) وبندقية (شمايزر) وبندقية (بور سعيد المصرية) وبندقية (طومسون) الإنكليزية، والتي كان هدفها إذكاء روح الوطنية وإستيعاب طاقة الفتيان الراغبة في التدريب العسكري أكثر ماكانت تدريباً عسكرياً حرفياً بحد ذاته.
وبعد معركة الحمة التي وقعت منتصف العام 1969 أصبح إسم المعسكر (معسكر الشهيد خالد أبو العلا) وهو شهيد معركة الحمة الأولى ومن أبناء مخيم اليرموك، ومنزل ذويه قرب ساحة الملعب (مكان ثانوية اليرموك حالياً)، وتعود أصول عائلته الى بلدة (شفاعمرو) قضاء حيفا.
بعد عام 1974 ومع التوسع العمراني في اليرموك في المنطقة المحيطة بالمعسكر، تم نقله إلى قرية (بيت نايم) في الغوطة الشرقية تحت إسم (معسكر صلاح الدين) الذي مازال قائماً حتى الآن، ولم يعد يقتصر على الأشبال، فيما أنتقل معسكر الأشبال نهائياً إلى معسكر عدرا عام 1975 بالقرب من المدرسة التعليمية لأبناء شهداء ومجاهدي فلسطين، وبقي معسكر صلاح الدين في (بيت نايم) للقوات العسكرية فقط.
ونشير الى الأخ عبد الكريم موسى أبو عودة المعروف باسم عبد السلام الأشبال (أبو ماجد). باعتباره قائد حركة الأشباب ومركزه معسكر عدرا، وهو من مواليد قرية (صميل) قضاء يافا في العام 1936.
لجأت اسرته بعد نكبة الى مخيم النصيرات بقطاع غزة . التحق للعمل بالسعودية مدرسا في منطقة القنفدة , وهناك تعرف على الأخ سعيد المزين (أبو هشام/فتى الثورة)، وعبد الفتاح القلقيلي (أبو نائل)، وأحمد وافي أبو خليل، واسماعيل أبو شمالة (أبو نضال)، وحمدي أبو رحمة, وأسسوا أول خلية وطنية في العام 1960م , ومن ثم ربطتهم علاقة وطيدة مع خليل الوزير (أبو جهاد)، والذي تواجد لفترة في تلك المنطقة بالسعودية, ومن بعد ذلك انضموا جميعهم الى حركة فتح قبل الاعلان عن تأسيسها، وبعد انطلاقة حركة فتح, وعلى وجه الخصوص بعد أن حدثت حرب حزيران في العام 1967 , ترك العمل بالسعودية, وقرر الالتحاق في صفوف العمل الفدائي على الأرض. توفي في قطاع غزة عام 2016 رحمه الله.
ونُشير هنا بأن أرض المعسكر العائدة لبلدية اليرموك، اصبحت المدينة الرياضية التابعة للإتحاد الرياضي الفلسطيني العام بعد بناءها وبناء مدرج وصالات لعب ومسبح كبير، وجزء أخر منه مكان المركز الثقافي العربي في اليرموك (التابع لوزارة الثقافة) والذي يُعد من أفضل المراكز الثقافية في سوريا من ناحية التجهيز والبناء، وبه قاعة فخمة تتسع لنحو (500). وعلى زاوية المعسكر الشرقية بدأ قبل ثلاث أعوام من الأزمة تقريباً بناء مشفى حكومي جديد (تمت تسميته بالمشفى الياباني)، وتوقفت علمية إستكماله بسبب الأحداث بعد أن أنجزت خطوات لابأس بها من عملية إنشائه.
بقلم علي بدوان
(الصور الشهيد خالد أبو العلا، استشهد في معركة الحمة 1969، ومن معسكر الأشبال).
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت