سمات عالية في صلب بنود هؤلاء الرجال هم الذين خط لهم التاريخ أسماءهم في صفحاته وسجلاته و وأرشيفه حتى أبدى أن الإنسان يضحى بأسمى ما عنده لأجل شيء يؤمن بأنه أغلى ما يكون ، وهي كرامة الأرض وعزة البلاد .
تحلق الأبجدية إلى عنان معانيها لتحاول قطف ما يستحقوا هؤلاء وزمنهم أن نكتب ولو كتبنا بماء الذهب ولو كتبنا بدمائنا لهم لا سبيل للوصول لما يستحقوا ولكن بالقدر المستطاع نحاول أن نأخذ من عبق ريحانهم ومن تاريخ الفخور بأسمائهم التي خطت على بصفحاته وعلى جبين أوطانهم واحد من سلالة المرؤة والشرف واحد من ذاك المجد، واحد من تلك الزمرة الصلبة جنود الأرض حكايات إذ قرأتها تشعر بان قامتك تعلو للعلا وأنت جالس في مكانك، الأرض والتراب وكل ما عليها في تلك الحقبة المليئة بالأحداث والصراعات كانوا بقدرها وعلى قدرها هناك شخصيات أعطت برهان عظيم نسرد بفخر يضاهي عنان السماء نكرم أنفسنا بذكرهم الفريق " مذكور أبو العز " الذي تولى قيادة الكلية الجوية بعد ثبات جدارته في تخريج دفعات من مقاتلي مصر لهذا شهد لها الجميع في الكفاءة العالية والاقتدار في حرب 1967 كان مذكور أبو العز محافظ لأسوان عقب عدول الرئيس عبد الناصر عن تنحيه أول قرار تم اتخاذه هو تعيين مذكور أبو العز قائد القوات الحربية المصرية .
قال جملته المشهورة "من الشرف أن تفقد قواتنا طائراتها في معركة جوية ولكن من العار أن تفقدها وهي على الأرض" اقتنع وزير الدفاع وقتها بإنشاء الدشم والتزم أبو العز بتقديم خطة بتزويد المضادات الحربية بهذه الدشم قام الفريق أبو العز بهمة عالية بتجمع 250 طائرة هي ما تبقى من طائرات الجوية المصرية وبعد مرور أربعين يوما من الضربة الجوية التي استهدفت طائرات مصر الحربية نجح في الرد على الاستفزازات الإسرائيلية للجنود والمقاتلين المصريين بتوجيه ضربة جوية استهدفت طائرات العدو حيث اتبع أسلوب الطيران المنخفض واستهدف فيها مطارات العدو ومراكز قيادته وتشكيلاته في سيناء دون أن نفقد طائراتنا طائرة واحدة وفي هذه الخطة الناجحة .
ولقد اعترف الإسرائيليون وقتها بتكبدهم خسائر كبيرة بالأفراد والطائرات الحربية فضلا عن حالة انتشار الذعر بين صفوف الجنود الإسرائيليون المرابطون في مطارات سيناء التي استولت عليها خلال فترة الاحتلال وعندما ابلغ الإسرائيليون الرئيس عبد الناصر بان وزير دفاع العدو موشيه ديان يطلب لوقف أطلاق النار قال لهم الرئيس ناصر اسألوا مذكور أبو العز وحين سمع بقول الرئيس عبد الناصر قال أبو العز الأن يتوقف النار وبعد هذا تم استقالة مذكور أبو العز .
ولد الفريق مذكور أبو العز : في 13 مارس عام 1918 بقرية الغالب محافظة الدقهلية التحق مذكور أبو العز بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1937 برتبة ضابط وكان من أصغر الضباط بين خريجي الكلية الحربية .
عقلية مذكور أبو العز عقلية حربية بحتة جعلته يصل إلى منصب جدير بالكلية في عام 1956 شاهد مذكور أبو العز الطائرات المصرية ومخابئ للطائرات الحربية المصرية لتفادي ضربها وهي على الأرض وصلت الأنباء إلى صدقي محمود وكان وقتئذ قائدا للقوات الجوية فقام بإبلاغ المشير عبد الحكيم عامر بدء أعداء النجاح في ضرب مذكور أبو العز من الخلف بدأت عملية تأمر على مذكور أبو العز أمام الرئيس جمال عبد الناصر الذي أمر بإبعاده عن الكلية الحربية وتعينه محافظا لمدينة أسوان وصلت أنباء عن تعينه محافظا لمدينة أسوان لإبعاده عن الكلية الحربية بتحريض من المشير عبد الحكيم عامر فقال مقولته الشهيرة .
كانت الغطرسة الإسرائيلية على الجبهة بين مصر وإسرائيل قد وصلت إلى حد لا يمكن احتماله وبدء الجنود اليهود في استفزاز الجنود المصريين ببعض الحركات البذيئة قرر أبو العز بالقيام بضربة جوية ضد اليهود ليعلموا بان المصريين لديهم القدرة على الرد والقتال وليس كما يتوقعون وبعد 40 يوما من النكسة قرر مذكور أبو العز بالقيام بضربة جوية للجنود الإسرائيليين ردا على تلك العمليات الاستفزازية للجنود المصريين قامت الطائرات المصرية باستهداف مطارات العدو الصهيوني ومراكز القيادة وبعض التشكيلات العسكرية بسيناء كانت الضربة موجهة للقيادة الإسرائيلية خسر فيها العدو الصهيوني الكثير من الطائرات الحربية وجعلت الجنود اليهود في حالة من الرعب الشديد ظلت الحرب دائرة حوالي ثلاث أيام لم يخسر خلالها الطيران المصري طائرة واحدة بفضل تلك الدشم والمخابئ وبفضل التدريب الجديد للطيارين على مسافة منخفضة ولم تجد جولدا مئير غير التهديد بنسف قرية كفر سعد بدمياط انتقاما لما فعله مذكور أبو العز وخرج موشي ديان من الغطرسة إلى الضعف وقف في وسائل الأعلام اليهودية يطلب في العلن رأس مذكور أبو العز ،لم يصبح أمام موشي ديان غير أن يقف بذلة ويطلب من الرئيس عبد الناصر وقف أطلاق النار كان الرئيس جمال عبد الناصر سعيدا جدا بتلك الضربة الجوية وقام بالرد على موشيه ديان وقال استأذنوا مذكور أبو العز وصلت أنباء موشي ديان بطلب وقف اطلاق النار فقال في اعتزاز المنتصر بعودة كرامة المصريين الان يمكن وقف أطلاق النار وبدأت شعبية مذكور أبو العز تزيد بشدة في قلوب المصريين حتى اثناء زيارة لمدينة طنطا قام أهالي طنطا برفع سيارته من على الأرض فرحا شعر الرئيس عبد الناصر بالخوف من شعبية مذكور ابو العز فقام الرئيس عبد الناصر باستقدام الخبراء الروس لمساعدة القوات المسلحة المصرية في التدريبات والحرب ووجد مذكور أبو العز غطرسة من هؤلاء الروس على الجنود المصريين مما أدى إلى اشتباك مذكور أبو العز مع قائد الأركان المارشال زخاروف وأصبح أمام الرئيس جمال عبد الناصر احد الأمرين عزل مذكور أبو العز أو رحيل السوفييت فاختار عزل مذكور أبو العز وخسرت مصر مرة أخرى بطل من أبطالها الذين لديهم عقلية عسكرية تجعل اليهود يركعون أمام المصريين فرح اليهود بشدة من نبا عزل مذكور أبو العز وبعد عملية عزل أبو العز فضل الإقامة في قريته في دمياط إلى أن توفى .
بقلم الكاتبة والشاعرة الفلسطينية في الشتات الأوروبي/ باسله الصبيحي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت