أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" أن واقع "إسرائيل" والتوصيف الحقيقي لها كان ولا يزال وسيبقى باعتبارها دولة صهيونية-عنصرية تمثل كيانا استعماريا-توسعيا قام على أرض فلسطين التاريخية وعلى حساب مقدرات وحقوق وتطلعات الشعب العربي الفلسطيني، صاحب الأرض الحقيقي، وأن كل المحاولات التي تبذلها الماكينة الإعلامية لهذا الكيان لتقديم نفسه على أنه ديمقراطي ومتحضر وجزء طبيعي في منطقتنا العربية وصديق لشعوبها ستبوء بالفشل، تماما كما هو المصير المتوقع لحصاد مسلسلي "أم هارون" و "مخرج 7" الذين بدأت قناة MBC ببثهما مع بداية شهر رمضان المبارك رغم ما تضمنه المسلسلان من مغالطات تاريخية حاول منتجو العملين وإدارة القناة والقائمون عليها وممولوها تسويقها لجمهورنا العربي وارتكزت على تقديم "إسرائيل" و "الإسرائيليين" باعتبارهما جزءا أصيلا وطبيعيا في المنطقة وليسوا أعداء ولا مغتصبين لأرض فلسطين التاريخية، بل ذهب الأمر في إحدى حلقات المسلسلين إلى المساواة بين شعبنا الفلسطيني ومن دعيوا بـ "الإسرائيليين" ووضعوا في كفة واحدة، حتى أنه كانت هناك بعض الإشارات، أحيانا بالتلميح وأخرى بالتصريح، إلى "أن الفلسطينيين هم أعداء أيضا وباتوا يشكلون عبئا على الدول العربية وشعوبها وعليهم القبول بالأمر الواقع والتعايش مع استمرار كيان الاحتلال الذي تمثله "إسرائيل"!!
واعتبر الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني"فدا" أن التزامن في توقيت بث المسلسلين، وكون القناة التي تبثهما واحدة، والجهة التي تتبع لها القناة وتمولها هي واحدة أيضا، ليس بريئا، فإننا نشدد على ثقتنا بوعي جمهورنا العربي عموما، والخليجي خصوصا، بالمرامي الحقيقية لهذين العملين، وأن هذا الجمهور المعروف بانتمائه العروبي وحسه القومي الصافي والتزامه العالي بفلسطين وقضيتها والحرية الأكيدة لشعبها، لن يكون لقمة سائغة لمحاولات التطبيع المجانية مع "إسرائيل" التي تقوم بها بعض الدول والنخب والمؤسسات العربية، بالسر تارة وبالعلن تارة أخرى.
وحيا الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" المواقف التي أعلنتها عديد النخب والشخصيات والكتاب والمثقفين والأحزاب والاتحادات والنقابات العربية تأكيدا على التزامهم الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية وتشديدا منهم على دعمها وإسناد شعبنا الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال الناجز والعودة، داعيا إلى تكثيف هذه المواقف وتنسيقها وصولا إلى المطالبة بمقاطعة قناة MBC ما لم تتراجع عن خطها التطبيعي ومنحى التهافت الإعلامي الذي انزلقت إليه والذي لا يصب إلا في خدمة أهداف العدو الإسرائيلي الذي لا يحتل أرض فلسطين فقط، بل يحتل الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، ولا يخفى على أحد أطماعه التوسعية في وطننا العربي.