رؤية للعالم فى مرحله الكورونا وما بعدها

بقلم: صلاح زقوت

صلاح زقوت

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد انتشار فيروس كورونا والذى لايرى بالعين المجردة واجتياحه كل دول العالم غير مكترث بالجنسيه والدين والعرق واللون او بالغنى والفقير وشمل كل الفئات حيث وصل عدد المصابين به حوالى مليوني شخص والوفيات زادت على المائه الف والأرقام فى تزايد وفرض الحجر المنزلى وإغلاق الدول حدودها وأيضا بين المدن فى كل دوله ووصلت الى إغلاق الأحياء فى المدينة الواحده وتعطيل اغلب مجالات الحياه ولم يشهد التاريخ وباء بهذا الشكل يعطل الحياه البشرية واتخذت كافه الدول إجراءات صارمه للحد من انتشار هذا الوباء وامام هذا الوضع تطرح اسئله عديده ما العمل ومابعد كورونا من نوع هل هو مؤامره ام وباء طبيعى مثل كل الاوبئه التى عانت منهاالبشريه ؟ هل سيحدث تحول وتغير فى مراكز الثقل الاقتصادي ثم السياسى وهل سيفرض نظام عالمى جديد ؟ ماهو دور الدوله الوطنيه القطاع العام والخاص الديمقراطيه وحقوق الانسان ؟ هل يوجد تضامن دولى وجهود مشتركه ؟ هل سنتعلم درسآ يجعلنا نبدأ بنهج حياه جديد وأفضل ؟ والعديد من الاسئله التى تحتاج الى اجابات من المختصين وصناع القرار
 وفى ظل هذا الوضع يوجد ضخ اعلامى غير مسبوق من قبل كافه وسائل الإعلام العالمية وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي والتى تتناول ارقام الإصابات اليوميه وحالات الوفاه والإجراءات التى تتخذ رغم ان إعداد الوفيات من الأمراض المزمنة مثل السل وامراض القلب والسكري والسرطان والإنفلونزا الموسميه والموت جوعا اوفى الحروب العدوانيه الامريكيه والاسرائيليه وغيرهم اكثر بمرات كثيره من وفيات الكورونا ان هذا الضخ الاعلامى خلق حاله من عوالمه الرعب والهلع والخوف وهذا يؤدى الى القلق والأرق والانزواء والتقوقع وابطال حكمه العقل وتعطيل الفكر وكل ذلك للتغطية على الركود الاقتصادي والذى يدفع ثمنه ملايين العاطلين عن العمل والفقراء والمهمشين والضعفاء وحتى جزء كبير من الطبقه المتوسطه وانهيار نظم الرعايه الصحيه الذى لم يستطيع توفير حتى القناع الواقى واجهزه التنفس الصناعى وحتى ورق الحمام وتحطيم الحياه وتعطيل الأسواق وفشل مروع للسياسات الاقتصاديه النيو _ ليبراليه لعلاج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التى سببها النظام الرأسمالى العالمي وسياسه القطب الواحد العنصريه العدوانيه الذى يهيمن على العالم حيث لم تأخذ التحذيرات على محمل الجد فى بدايه الازمه عندما تفشى المرض فى الصين بل ان الرئيس الامريكي ترامب اسماه الفيروس الصيني رغم انه كان بالإمكان تجنب تفشى فيروس كورونا حيث المعلومات المطلوبه لتجنبه متوفره وكان الأمر معروفا لعدد كبير من الباحثين والعلماء ومنظمه الصحه العالمية والدول وبسبب طبيعه النظام الرأسمالى الذى يهتم بجنى الأموال ومراكمتها على حساب الانسان لم يهتم بالمعلومات المتوفرة لديه فالرعب ليس هو الحل للازمه بل لابد من مواجهتها وإيجاد الحلول والتفكير بالمستقبل لما بعد انتهاء ازمه كورونا وأخذ العبر والدروس وبالتأكيد ستنتصر البشريه بوحدتها وتضامنها وعلمائها على هذا الوباء بأقل الخسائركما انتصرت على العديد من الأوبئة التى واجهتها البشريه وهذا يتطلب الالتزام بالإجراءات الطيبه والإدارية التى تتخذها الجهات الرسميه وامام هذا الوباء اسجل النقاط التاليه:_
 اولا : _ لقد جاء هذا الفيروس رغم تكنولوجيا اسلحه الدمار الشامل وتكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعيه والمراقبة والتجسس التى يصرف عليها مئات وآلاف المليارات رغم كل ذلك لم يستطيع ان يواجهه فيروس لايرى بالعين المجردة وهذا يثبت وهم السيطره على العالم والمجتمعات والطبيعة وتحويل الانسان الى رقم ضمن الثوره الرقمية وان هذه المليارات لو صرف ربعها على البحث العلمى السلمي والطبى وتطوير الزراعة والصناعة واستصلاح الأراضى ومحاربه الأوبئة وتخفيض الانبعاث الحرارى لكان العالم أفضل الان امابالنسبه للإنسان والمجتمع فبعيدا عن العنصريه والعدوانية واستعباد البشر واحتلال الدول و افتعال الحروب ونشر الاٍرهاب ودعم الأنظمة الاستبدادية جاء فيروس كورونا بعيدا عن العنصريه وبعدوانية شديده ضد البشر بغض النظر عن جنسهم ودينهم وعرقهم غنيهم وفقيرهم حيث اصبح الجميع سواسيه امام هذا المرض وان غريزة البقاء والتمسك بالحياه هو الأساس وان الوحده الإنسانيه تجمعنا لاننا نعيش على كوكب واحد يجب المحافظة عليه
ثانيا : _ أعاده الاعتبار للعلم والعلماء والبحث العلمى للأغراض السلميه والأطباء والممرضين والعاملين فى الحقل الصحى ولعمال النظافه امام خرافات رجال الدين من مختلف الديانات للذين لم يفهموا ولا يريدون ان يفهموا ان الوقايه والعلاج لا يحتاج الى خرافات وهرتقاط وطقوس بل أدت فى العديد من البلدان الى زياده الإصابات والوفيات وان العلاج يحتاج لدواء ولقاح
ثالثا : _ على صعيد الرعايه الصحيه ثبت انعدام المنظومة القيميه والاخلاقيه للنظام الرأسمالى الذى يؤمن بالبقاء للأصلح وللقوى على قاعده التخلص من كبار السن وتشير الإحصاءات فى العديد من الدول الاوربيه ان ثلثي الوفيات هم من كبار السن ومن دور المسنين الذين حسب زعمهم يشكلون عبء على موازنات الدول وتناسوا ان كبار السن قدموا خدماتهم الجليلة فى العمل ومن اجل المجتمع اكثر سنين عمرهم ويدفعون الضرائب هذا حقهم بالتعويض والرعاية الصحيه وعلى المجتمع ان يوفر لهم كل سبل الراحه بعد تقاعدهم عن العمل وليس عن الحياه وعلى الصعيد الصحى لابد من الإشادة بدور منظمه الصحه العالميه فى المتابعة والإرشاد والتوجيه وتوحيد الجهود وهذا يتطلب الدعم والأسناد لهذه ألمنظمه الدوليه واعطائها صلاحيات ودور اكبر وليس التضييق عليها ووقف الدعم المالي لها كما يفعل المغرور المتهور ترامب
رابعا: _ بروز دور الدوله فى التصدي لهذا الوباء حيث أخذت دول العالم إجراءات طارئه لأداره الازمه وهذا أدى الى تعزيز وتقويه الدوله والقطاع العام امام القطاع الخاص حتى فى اعتى الدول الرأسمالية حيث أقرت وصرفت ميزانيات ضخمه لمواجهه هذا الوباء وبالمقابل نجد ان القطاع الخاص والشركات العابرة للحدود لم تقدم الا النذر اليسير لمواجهه الوباء بل يضغط اصحاب رؤوس الأموال على الحكومات والدول لتخفيف وانهاء الإجراءات تحت حجه تدهور الوضع الاقتصادي وانه لابد من تشغيل عجله الإنتاج غير ابهين بحياه البشر
 خامسا: _ لقد جاء هذا الوباء ليثبت ان النظام الرأسمالى السائد وسياسه القطب الواحد المهيمن على العالم قد إصابته الشيخوخة ونقصت مناعته فهو الأكثر عرضه للتفكك وبالتالى لابد ان يخلق نظام عالمى متعدد الأقطاب بعيدا عن العنصريه والتعصب والهيمنة والعدوانية يكون اساسه الحفاظ على كوكبنا الذى نعيش جميعا عليه اساسه العدل وقيمه الانسان وتوزيع الثروات بشكل يقضى على الفقر والمرض والجهل ويحدث تنميه مستدامه لمصلحه البشرية من خلال نزع اسلحه الدمار الشامل من اسلحه نوويه وكيماوية وبيولوجية وتقليل الانبعاثات الحرارية ولجم النزعات العدوانيه التى تلجأ للحروب المدمرة للتخلص من ازماتها الداخلية وكل ذلك عمليه نضالية تتطلب وحده الجهود البشرية للحفاظ على كوكبنا واستمرار الحياه


 بقلم / د. صلاح زقوت

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت