خلف النّافذةِ لا أثر للحياة

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

 لا أرى أي شيءٍ عاديّ يحدث خلف النافذة؛ وكأنّ الحياة تقوقعت في عزلة أبدية.. شوارع المدينة تصمت، وفراغ ينام عليها بثقله السمج.. خلف النافذة لا أصوات للباعة؛ فلعلّهم يريدون لأصواتهم ان تستريح من صراخهم اليومي على خضارهم .. الشارع المحاذي لنافذتي صامت، وخالٍ من أي أثرٍ للحياة، وكأن الشارعَ ابتلع الأطفال وصراخهم فجأة..

أنظر خلف النافذة لأرى أي شيء غريب؛ لكن الحياة أراها تموت رويدا رويدا من صمت الشوارع، فلا سيارات خلف النافذة تسير على الشوارع، ولا أي أحدٍ ينتظر الحافلات تحت المظلة الزجاجية.. فخلف النافذة لا أثر للحياة؛ فلا أعتقد بأنني أهذي من حرارة الحجرة، وأرى عكس ما أراه خلف النافذة..

 فأين اختفى الجميع؟ سمعتُ عن فيروس أرعب العالم واختبأ الناس منه؛ لكنني أنا منعزل منذ سرمد هنا، ولم يتغير علي شيء سوى التّغيير، الذي أراه تغير خلف النافذة فجأة.. فلم تعد الأصوات خلف النافذة تزعجني، لكن أين الحياة؟ فلا أثر لها..
 فهل سيموت الفيروس فجأة لأرى الحياة تعود خلف النافذة؟.


 عطا الله شاهين

 

المصدر: عطا الله شاهين -