في الشارع الغزي تدور العديد من الأحاديث الجانبية حول أسباب منع انتشار فيروس كوفيد 19 في قطاع غزة، ونجاح التجربة في ظل فشل دول كبرى في مكافحة الوباء والقضاء عليه، لكن داخل دوائر صنع القرار في وزارة الصحة يبدو الأمر مختلفاً فالعمل بدأ مبكراً في التخطيط الجيد لمواجهة الوباء والاستعانة بالخبرات، الأمر الذي منع انتشار الوباء محليا داخل قطاع غزة وفي اطار ذلك كان لنا حواراً مع الوكيل المساعد لوزارة الصحة لشئون التخطيط والمعلوماتية المهندس أسامة قاسم، وكانت لنا بعض الاستفسارات حول هذا الأمر وكانت على النحو التالي:
متى بدأ العمل في مواجهة فيروس كوفيد 19 على الصعيد الصحي؟ وهل كان العمل مخططاً له؟
التعامل المبكر مع الفيروس كان أحد أسباب نجاحنا في مواجهة فيروس كوفيد 19، حيث منذ انتشار الوباء في الصين، بدأنا بوضع الخطط لإدارة الأزمة وبدأنا عقد الاجتماعات لدراسة سبل الوقاية والاستعداد وذلك قبل أن ينتشر المرض خارج الصين وهو ما ساعدنا على سرعة اتخاذ الإجراءات الوقائية منعاً لدخوله، ووضعنا خطة أولية لمجابهة المرض ولإدارة الأزمة بكافة مستوياتها، حيث شملت الخطة خطط تفصيلية وسياسات وبروتوكولات مرجعية وتحديد كافة الاحتياجات لجميع المراحل والسيناريوهات، وتم التواصل لتغطية نفقات الخطة من خلال الإدارة العامة للتعاون الدولي مع الجهات الممولة، وكذلك من خلال وزارة المالية على الصعيد الحكومي.
ما هي السيناريوهات التي وضعت من قبل وزارة الصحة في مواجهة فيروس كوفيد 19؟
وضعنا عدداً من السيناريوهات لمواجهة الفيروس وقسمناها لثلاث سيناريوهات، كان أولها السيناريو (A) وهو عدم وجود مؤشرات للوباء "الحذر والتوعية والتدريب"، وفيه تم تدريب الطواقم الصحية والمسارعة في تجهيز المستشفيات وتجهيز البروتوكولات والسياسات والأدلة الإجرائية والخطط والمشاريع المطلوبة بالإضافة إلى العديد من الإجراءات التي تهدف للتعامل مع المرض، وتعزيز التثقيف الصحي والتوعية المجتمعية وإطلاق منصة توعوية إلكترونية تطبيق "صحتي" بالإضافة إلى وتعزيز قدراتنا التشخيصية وخاصةً قدرة المختبر المركزي على إجراء الفحوصات.
والسيناريو الثاني (B) وهو اكتشاف حالة أو أكثر مصابة بالفيروس ضمن الحجر "مستوردة" وتم فيه التخطيط للتعامل مع هذه الحالات ومنع نقلها للعدوى إلى داخل المجتمع من خلال تجهيز مستشفى العزل في معبر رفح ومراكز الحجر الصحي في محافظات قطاع غزة.
والسيناريو الثالث (C) وهو اكتشاف حالة أو أكثر "محلية" في المجتمع المحلي، وفيه تم التخطيط والتجهيز لمستشفى للوبائيات للتعامل معه والعمل على السيطرة على انتشار المرض، وهي المرحلة التي لم نصل إليها ونأمل من الله أن لا نصل إليها.
إلى ماذا استندتم في وضع الخطط المجابهة لفيروس كوفيد 19؟ وهل تم دراسة تجارب الدول في مواجهة الفيروس؟
بالتأكيد استندنا في وضع الخطة على عدة مرتكزات، كان أولها توجيهات منظمة الصحة العالمية في إدارة أزمة الوبائيات، إلى جانب الخبرة السابقة لوزارة الصحة في التعاطي مع الأزمات المشابهة مثل انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير، وكذلك استندنا إلى ما تتمتع به كوادرنا الصحية من خبرات وكفاءات عالية في التعامل مع الأوبئة وإدارة الأزمات، كما استفدنا من التجارب الحالية في التعامل مع الوباء من قبل الدول الأخرى والاستفادة من نجاحاتهم واخفاقاتهم في وضع السيناريوهات طرفنا، كما تم الاستناد إلى الإطار المرجعي الحكومي في إدارة أزمة كوفيد 19 والذي يحدد الأدوار والتدخلات لكافة الوزارات بما في ذلك وزارة الصحة.
كيف قامت وزارة الصحة بتوظيف المعلومات لصالح التخطيط الجيد والذي ساعد في اتخاذ القرارات بشكل دقيق ومتكامل؟
لعل من أفضل الإجراءات التي اتخذناها وكان لها الفضل في مساعدة مجلس الوزارة في اتخاذ القرارات السليمة بخصوص فيروس كوفيد 19، هو العمل على توفير المعلومات الدقيقة، حيث من خلال وحدة نظم المعلومات تم وضع رؤية لنظام معلوماتي لإدارة بيانات المستضافين داخل مراكز الحجر الصحي والحالات المصابة والحالات المشتبه بها والحالات المتعافية، وقد ساعد هذا الإجراء في جودة إدارة الأزمة وضمان جودة اتخاذ القرار السليم.
في سؤالنا الأخير... ما النصائح التي توجهونها للجمهور في اطار حالة الطمأنينة السائدة لديهم بخصوص فيروس كوفيد 19؟
يجب الإشارة إلى جمهورنا أن هذا الوباء خطير وإلى حين اكتشاف لقاح وعلاج شافي فإننا سنبقى في دائرة الخطر وأفضل مواجهة للخطر هو اتباع محددات السلامة الصحية، ونهيب بشعبنا في قطاع غزة والذي يعتبر خط الدفاع الأول للالتزام بمحددات السلامة واتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة.