عمر العربي

بقلم: باسله الصبيحي

باسله الصبيحي

عربية مسلمة تقع شمال أفريقيا تمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً وتمتد بعمق إلى داخل قلب الصحراء الكبرى القاحلة جنوباً هذه هي بلاده .

 البلاد التي وقعت بالدم على تحريرها من الاستعمار الفرنسي بمليون ونصف شهيد لينالوا شرف الحرية والاستقلال تحررت الجزائر بإرادة أبنائها وقوتهم وصلابة الوطنية التي تسري بجيناته.

بلاده والمواقف التي سجلت في أرشيف مجد الأمة وقفت مع عدد من البلدان العربية منها مصر وسوريا الجزائر جبال المجد نقرأ بين صفحات التاريخ المبتلة بدماء الفخر لنقف عند أسطورة ومنها الكثير كمثل هذا البطل ولكن تميز عن غيره بصفات كبرت سنه "عمر العربي " البطل الكبير الوطني الثائر الهادئ العبقري الصامت المتميز بدهاء المناضل كل الصفات تحوم حول شخصه الاستثنائي.

ولد عمر الصغير عام 1944 في قصبة الجزائر في عائلة قبلية واسمه الحقيقي عمار ياسف هو أبن أخت قائد معركة الجزائر ياسف سعدي زعيم منطقة الحكم الذاتي في الجزائر نشأ عمر في منزل عائلي كبير مع عمه يوسف سعدي وسمح له هذا برؤية شخصيات الثورة الجزائرية مثل أبين رمضان، كريم بلقاسم ،العقيد عمران .

عمار درس المرحلة الابتدائية في الحي الذي يعيش فيه لسن التاسعة من عمره أنخرط بعد ذلك في الثورة أطلق عليه الاسم الحركي عمر الصغير توقف عن متابعة الدراسة في سن الحادية عشر تفرغ للعمل الثوري ومقارعة الاحتلال الفرنسي، حاز الصغير على ثقة الثوار بسبب ذكائه وشجاعته الفطنة وحب الجزائر فكان هو من الذي وثقوا به الثوار وأعطوه مكانة كبيرة بينهم، صغير بعمره ولكنه عميق بحب بلاده أستخدم ذكائه ودهائه بتضليل ضباط وجنود الاستعمار ليساعد الثوار بنقل الرسائل بين الثوار والأسلحة والإمدادات كان حينئذ لا يتجاوز التاسعة من عمره .

نجاحه وتميزه جعله يصبح حلقة وصل بين القائد العربي بن مهيدي وياسف سعدي وباقي الثوار حتى شهد له باقي قادة ثورة الجزائر نجاح عمر الصغير كانوا يعتبرونه ضابط الاتصال بين المقاتلين وقادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية خلال معركة الجزائر سرعة البديهة والذكاء من صفاته ومما ذكرت عنه أمه متحدثة عن موقف حدث " السيدة ذهبية " شاهد شابا فدائياً يظهر مسدسه من تحت سترته فاقترب منه وقال منديلك يتدلى يا سيدي حينها أدرك الفدائي أنه يعني المسدس فحمل عمر على كتفيه وشكره ابتسم عمر وقال له أصحاب المناديل أصدقائي  وكان بنظر القائد الثوري العربي بن مهيدي حيث قال :عمر الصغير ذو ذكاء متقد وحماس فياض وإرادة فولاذية عبد الرحمن ياسف شقيق عمر قال كان يعرف القصبة بيتاً بيتاً كان لا يحب الظلم ويتأذى عندما يرى كبيرا يضرب طفلاً كان كتوما أيضا استطاع أن يكون وعياً وطنياً في سن مبكرة جداً. وشهادة أيضاً من : سهيلة عميرات ابنة خالة عمر الصغير،  ثوار القصبة وثقوا في عمر الصغير لم يكن يتردد بأي مهمة أيا كانت خطورتها نقل الكثير من الأسلحة وكان يعرف أنواعها مثل أي خبير أسلحة وقالت السيدة ذهبية :والدته عمر كان ذا ذكاء وقاد وسرعة بديهة قلما يكون لها مثيل، سعى الجيش الفرنسي للقبض على عمر الصغير حتى قال أحد قادة الجيش في القصبة أن الإمساك بهذا الطفل سيسمح لنا بإلقاء القبض على بقية عناصر فوج القصبة استمر عمر الصغير في مهامه واستطاع أن يختفي عن عيون الاستعمار وأن يفلت من نقاط المراقبة الكثيرة التي كان يقيمها الفرنسيون وتمكنت الاستخبارات أخيرا باكتشاف ما كان يقوم به عمر الصغير لصالح الثورة فبدئوا يطاردونه ولكنهم فشلوا بالإطاحة به وفي الثامن من أكتوبر عام 1957 حاصر جنود الاستعمار شقة في حي القصبة بعدما نقلت عيون الجواسيس خبر اختباء عدد من الثوار في هذه الشقة لكل ثورة عملائها  تهديدات الفرنسيين فشلت في اجبار الفدائيين على تسليم أنفسهم فقامت وحدة الكوماندوز فوج المظلات الأجنبية بزرع الألغام في محيط الشقة وتم تفجيرها بالكامل إلى أن تم استشهاد عمر الصغير ورفاقه أرتقى عمر الصغير البطل المقدام الطفل المقاوم الشجاع إلى العلا ليسجل في صفوف الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.

 تم تكريمه وتسمية مستشفى جديد في درعة بن خدة باسم مستشفى يوسف عمر تكريماً لطفل القصبة كان عمه يوسف السعدي حاضراً يوم الافتتاح في 9 فبراير 2014 ، لعب محمد بن قسن دور عمر في الفيلم الايطالي الجزائري بعنوان معركة الجزائر عام 1966.

التاريخ لا ينسى من قدم روحه فداء للأرض و للإنسان ليبقى وطنه برفعة المجد والعز و الإيباء ، عمر يا نشيد الأرض ، يا صورة علقت على جدار الوطن ، يا سنابل القمح ، يا شقائق النعمان ، يا دحنون البطولة ستظل حكايتك وتكبر فينا لنظل نراك قدوة نقتاد بك ما حيينا، قسماً بالنازلات الماحقات والدماء الزكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات نحن ثرنا فحياة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا 'فاشهدوا 'فاشهدوا .

بقلم الكاتبة والشاعرة الفلسطينية في الشتات الأوروبي/ باسله الصبيحي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت