يصادف الأول من أيار من كل عام يوم العمال العالمي، ليؤكد من جديد على حقوق الطبقة العاملة ومعاناتها وضرورة الأصطفاف الى جانبها في صراعها ضد الطبقة البرجوازية الرأسمالية, وليذكرنا ايضا بمواصلة النضال من اجل المساواة بين الرجل والمرأة وحفظ حقوقها بعدما انتهكت في مجتمعات سادها الظلم والاضطهاد وتوحش راس المال وانتشار الافكار الظلامية، وكذلك الدفاع عن حقوق الطفولة من اجل نشئ قادر على النهوض بالمجتمعات وتطورها اللاحق نحو تعزيز قيم الانسانية النبيلة .
يأتي الأول من أيار هذا العام في ظل أنقلاب الموازين الدولية ومتغيرات عالمية مهمة، بسبب جائحة الكوفيد 19 وتأثيرها الكبير على معظم بلدان العالم، حيث تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وأرتفاع نسبة الفقر والأنقسامات التي تغلغلت الى المجتمعات العالمية كافة وبأشكال مختلفة، وانكشاف حقيقة التمسك وممارسة القيم والمباديء الانسانية من قبل كل نظام ودولة، الأمر الذي جعل من السلوك الدولي متفاوت ومتباين بين الحكومات، حيث أنشلغت الولايات المتحدة واتباعها من الدول الرأسمالية بتلفيق الأكاذيب والأوهام وأستغلال الازمة لتضخيم أرباحهم على حساب الشعوب المضطهدة والفقيرة، بينما هبت الدول الشيوعية والأشتراكية لنجدة دول العالم الأشد تأثيرا بالجائحة، بما فيها دول تعاملت معها بعداء طوال الفترة السابقة، انه باختصار صراع الافكار والمباديء والقيم الحضارية .
لقد نجح فايروس كورونا هذا العام من منعنا بالأحتفال ككل عام بيوم العمال والكادحين، وهو الذي حصد عشرات الاف الارواح من بينهم على مستوى العالم، ولكنه لم ولن ينجح بكسر عزائمهم ومثابرتهم في معاركهم المتواصلة والتي ستشتد خلال المرحلة القادمة في ظل ازمات اقتصادية التي سيدفعون ثمن كبير بسببها .
وفي هذه المناسبة الكفاحية، نحيي جموع الكادحين في العالم القابضين على الامهم بصبر وارادة، كما نقدر عاليا دور المقاتلين ذوي الرداء الأبيض الذين عاشوا ويعيشون كل يوم الأزمة في سبيل الأنتصار على هذه الجائحة العالمية، مقدمين ارواحهم دون تردد لحماية البشرية وتغلبها على هذا الوباء الفتاك .
وفي هذه المناسبة ورغم هول الكارثة يشع امل جديد يبشر بمستقبل افضل للعمال والكادحين، انه امل الاشتراكية التي تحقق مصالح العمال وتحفظ مستقبلهم بكرامة، وهي التي اثبتت في هذه الازمة بانها الحصن المنيع لحماية البشرية ومستقبلها .
ان النظام الأشتراكي يستعيد اليوم مبرر وجوده وتعزيز مكانته بقوة على مستوى العالم، خاصة بعد النجاحات التي حققها مقابل انكشاف زيف الانظمة الراسمالية .
لنعيد المجد لفكر العمال والكادحين .. الافكار والمباديء الشيوعية التي تضع مصلحة الانسان والانسانية هدفا لها، ولنذهب لتحقيق هذا الهدف السامي مستفيدين من الاخفاقات السابقة، وعلى قاعدة تجديد الفكر بما يتلاءم وخصوصة الشعوب، وسيبقى شعار يا عمال العالم اتحدو هو الشعار الاممي الذي يجمع كل عمال العالم دون تمييز بينهم، وومن اجل الدفاع عن حقوقهم المسلوبة من المستغلين والراسمالية التي لا تميز باضطهادها بين اسود وابيض ولا بين منتمي لهذا الدين او ذاك.. ولا بين جنسية واخرى .
عاش الاول من ايار رمزا للنضال العادل للكادحين من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية الحقيقية والتقدم.
بقلم/ محمد غنيم - كوبا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت