السينما صنعت لتمنحك متعة ومعرفة وتنشط عقلك، من يوم ميلادها وأنغامها العذبة تسري في روح الإنسان، تحرك مشاعره وتخطفه لعالمها من خلال رؤية ممنهجة أعدت سلفاً تتراوح ما بين أفكار سلبية وإيجابية حسب الرسالة الموجهة من القائمين على صناعتها قبل الابحار في الحديث عن هذا الفضاء الرحب وتأثيره على المجتمعات، سأتوقف قليلاً أمام زيارة رئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو " إلى الهند وطلبه زيارة بليوود للتصوير مع الفنانين وخاصة النجم العالمي " آميتاب بتشان " الفكرة هنا أكبر من مجرد صورة، الاحتلال يدرك تأثير الفن على المجتمعات والجماهير الحاشدة الذين يلتفون حول النجوم، لذا فكر بخبث ودهاء كيف يستثمر هذا النجاح ويحصد السنابل ويسخر صوره مع نجوم بليوود ليؤثر على جماهيرهم لصالح دولة الاحتلال العنصرية، ويجمل صورتها القبيحة.
من يبصر الأمر بشكل شمولي يدرك سر الشرارة التي انطلقت لتحرق العلاقات الفلسطينية العربية وتغرق المواطن البسيط المسحوق للدفاع عن النجم الذي يحبه ومع الأيام تتسع مساحات الاشتباك وتتشعب الحكاية بالألسن وعبر وسائل التواصل وسنأكل لحم بعضنا بعض ونخوض حروب بالوكالة وسينبت مليون انقسام.
فما بين مسلسل أم هارون ومسلسل مخرج 7.. علينا أن نأخذ نفس عميق ونعد من الواحد للعشرة قبل الحديث عنهما، حتى لا نجر وراء انفعالاتنا وعاطفتنا المشتعلة ونتناسى عقولنا ونستسلم للأيادي الخفية التي تعبث ليلا نهارا وتترك أذنابها، لتخمد تعاطف الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية وتعزلنا عن عروبتنا وتستفرد بقضيتنا العادلة.. فمنذ أن أبصرت عالم السينما وعملت في مجال المرئي والمسموع، أدركت أن هذه الصناعة تعتمد على عنصر المفاجأة والتشويق والتوتير والتوقع وعكس التوقع، لتأخذنا في بحور المتعة. والمعرفة وتجني الأرباح للمستثمر وترسخ المفاهيم الذي بني عليها العمل، فالأحكام المطلقة على أي تجربة فنية لم تكتمل بعد والتعميم الأعمى يعد التطرف بعينه والتي تشحنه أصابع خفية حتى نخرج من النار إلى الرمضاء، فكل ما نحتاجه أن نتريث قليلاً "إنما النصر صبر ساعة " بخصوص الأعمال التي يدور الجدل حولها و انتشرت الانتقادات كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعية علينا أن نتجرد من التعصب ونحتكم للموضوعية والمهنية فنحن بحاجة لنشاهد العمل الذي يعرض أكثر من مرة حتى نستوعب المضمون ونعيد النقاط على الحروف بدأت حملة التشهير قبل قدوم الشهر الفضيل بأيام، لفت انتباهي الهجوم الصاروخي على مسلسل أم هارون فتساءلت هل هناك من شاهد العمل قبل العرض أو قرأ السيناريو؟
هل تم تسريب العمل عمداً وكان الهدف منه الفوضى والتشهير، لفت الانتباه لحشد الجماهير وجذبهم لمتابعة المسلسل من أجل دعاية مقصودة، ساهمنا بها بشكل أو بآخر وأسئلة كثيرة راودتني، فلا يعقل أن ما يدور بالكواليس ما بين مد وجزر كان بشكل تلقائي لابد أن هناك مجموعات تخطط وتقف وراء الحدث لجر المجتمعات العربية لتتناحر في دائرة ضيقة تبشر بالخراب وتسوق الجميع للصعود للهاوية.حينها التزمت الصمت حتى شاهدت ثماني حلقات من مسلسل مخرج 7 ومن مسلسل أم هارون المثير للجدل، فأصبحت الآن قادراً بشكل أو بآخر للحديث عن الانطباع الأولي ومتابعة البناء الدرامي للأعمال.
بخصوص مسلسل مخرج 7 للفنان ناصر القصبي والفنان راشد الشمراني قرأت ما كتب عنهما وسمعت الضجة الإعلامية التي اختزلت طبيعة المشهد وجردته من مضمونه. المسلسل اجتماعي كوميدي
أولا: بالنسبة لشخصية "راشد الشمراني" في المسلسل منذ بداية العمل وهو يمثل شخصية رجل نصاب بدون أخلاق يستغل ضحاياه للحصول على الأموال بأي طريقة كانت حتى أنه ينصب على ابنته وبنت بنته.
ثانياً : شخصية الفنان" ناصر القصبي" الموظف المتقاعس الجاهل الذي لا يدرك طبيعة التكنولوجيا والتعامل معها حتى يكاد أن يفصل من عمله لأنه لا يستطيع تحميل تطبيق يخص طبيعة عمله فيستعين بابنه الصغير الفنان الطفل فيصل الحربي ليعلمه التطبيق وخلال حديث يكتشف أن ابنه يلعب لعبة عبر الانترنت مع طفل إسرائيلي فيشعر بالخوف وتصيبه حيرة وقلق أمام هذه المشكلة ويبحث عن مخرج ،يدور حوار بينه وبين أخيه للبحث عن آلية لمعالجة الأمر فيطلب أخيه أن يتصلوا بأمن الدولة ويسلم ابنه فيرتعب الأب خوفاً على ابنه ويطلب من ابنته الفنانة هبة الحسيني أن تنقذ أخيها، فتخبره أنها عالجت المشكلة هي وأخيها، بكل بساطة قاموا بحذف اللعبة . يستمع الجد الاستغلالي والذي يقوم بدوره الفنان راشد الشمراني فيحكي لابن بنته الصغير أن يحكي للطفل الإسرائيلي بأنه صاحب مصانع وعاش في أمريكا وممكن أن يتعامل مع والده بالتجارة، يرفض الطفل اقتراح جده ويقص لوالده ما دار بينهما.
يدور حوار مع الفنان ناصر القصبي والفنان راشد الشمراني على كيفية التعامل مع العدو الإسرائيلي فيقول الشمراني أن العدو الأساسي للملكة السعودية هم الفلسطينيين الذين يتاجرون بقضيتهم ويتنكرون للجميل ويتصيدون لنا ونحن نقف معهم فيرد عليه الفنان ناصر القصبي بأن القضية الفلسطينية لا تختزل بشخصيات مستفيدة انتهازية الشعب الفلسطيني شعب مقاوم ،مازال يناضل ويضحي وسيضحي حتى تحرير وطنه وأنهم سيبقون دوماً يناصروا القضية الفلسطينية فهي قضية عادلة وهم سيقفون مع الحق وهناك مشهد آخر تم الجدال حوله وهو يتناول الحديث مع الشابة الفنانة هبة الحسيني ابنة ناصر القصبي في المسلسل مع الشاب زيد السويداء الذي يحضر لهم متطلباتهم ، تسأله عن اهتماماته بقضايا الأمة العربية فيخبرها بأنه بعيداً عنها فهو منشغل بقضاياه الخاصة لا يفكر إلا بحياته ورزقة وأين يركن سيارته . وهذا الواقع الحقيقي للشباب بظل حالة التجهيل وفقر المعرفة والعولمة التي تجتاح الوطن العربي
أما بخصوص مسلسل أم هارون
أولا: أم هارون يهودية أسلمت، بعد أن أحبت شاب مسلم وتزوجت منه وانجبت طفل فتم قتل الطفل والزوج لم يتضح حتى هذه اللحظة من المسؤول عن قتلهما ولكنها بقيت على إسلامها، فنحن أمام امرأة مسلمة. يتضح من بداية المسلسل أنها مثقلة بالهموم والقهر والوجع رغم شخصيتها الملائكية المبتسمة التي تحاول إسعاد الجميع، صنعت من وجعها جسر السلام والمحبة ووهبت حياتها لتزرع التآخي بين الديانات، أخلاقها الطيبة جعلتها أم الجميع تتفانى في خدمة المجتمع فهي الصندوق الذي يحمل خبايا النفوس ويجتهد في زرع المحبة.
يبدأ العمل من خلال سردها للصراعات والفروق الطبقية وكيف يأكل القوي الضعيف والغني الفقير وعندما يرمي ميسور الحال للفقير قطعة خبز يكون الهدف أكبر من اطعام جائع يريد الغني أن يحتوي الفقير حتى يمجده ويجعله خادمه المطيع، تواصل أم هارون سردها عن الإنسان الذي يتنازل عن أخلاقه مقابل عظمة، كما يدور الحديث عن أدعياء الدين والسياسة لأجل منافع شخصية وكيف يتحول الحب لنقمة، وبعد سردها يبدأ العمل من خلال مذكرات تكتب في لندن عام1950 تتناول واقع يهود الخليج وتجربتهم لتوثقها للأجيال القادمة.
بعد السرد، يبدأ المسلسل بالتحضير لحفلة زواج علياء ابنة النوخذة بوسعيد من ابن عمها جبر يتضح من خلال المشاهد المتتالية أن جبر فرض عليه أن يتزوج ابنة عمه التاجر الغني بوسعيد فهو من رباه ويعمل لديه لذا يتخلى عن علاقة الحب التي تجمعه بالمسيحية مريم فيخون حبها ويوافق على الزواج من ابنة عمة التي تحب محمد ابن الملا عبد السلام التي تجمعه علاقة حب باليهودية رحيل، ومن هنا يبدأ الصراع حيث يتحول الحب لنقمة تطارد الجميع فمريم تريد أن تنتقم من جبر فتتزوج عمه بوسعيد لتنتقم منه وعلياء تريد أن تنتقم من محمد فتفضح علاقته برحيل، يتقدم محمد والده الملا عبد السلام لخطبتها فيرفض والدها الحاخام داوود بحجة أن زواجهم مخالف للشرعية اليهودية وهي مخطوبة لإسحق اليهودي
في يوم زفاف "جبر" تظهر ملامح شخصية الحاخام الانتهازية البخيلة من خلال حوار يدور بين ابنته الكبرى رفقة وزوجها عزرا وهو يحضر الذبائح هدية لعرس علياء وجبر و يتضح أن الهدف من الهدية استغلال علاقات النوخذة بوسعيد فهو يعلم أنه يتمتع بعلاقات مع أولي الأمر وسيستغلها لتحسين مشروعه التجاري فالحاخام من شدة بخله يرفض أن يشتري حذاء لزوجته التي تعاني من حذائها المهترئ ومن بخله يراقبهم وهو يأكلون.
خلال الحديث الذي يدور بين رفقة وزوجها عزرا نكتشف شخصية اليهودي التي تفتقر للذمة والضمير فعزرا أخذ النقود من الحاخام ليشتري الذبائح للعرس ولكنه اشترى أغنام ميتة ليوفر النقود فمن سيأكل اللحمة هم المسلمين والمسيحيين، أما بخصوص اليهود يقول عزرا لزوجته: لن يأكلوا اليهود منها لأنها لم تذبح على الطريقة اليهودية.
كما نرى الحاخام يتهم الملا عبد السلام بأنه يرفض شرب الشاي لأنه تخيل أن اليهودي شرب بنفس الكوب قبله فتثور ثورة الملا ويرفض الاتهامات بصورة انفعالية تدل على صدقه، وهناك مشهد لليهودي وهو يبيع الخمر بدل الحليب للمسلمين فيدور صراع بينهما، ومشهد آخر يوضح شخصية المرابي عندما تسدين " زنوبة" من عزرا عشرين دينار ويطلب أن تعيدها خمسة وعشرون، ونرى زوجة الحاخام مسعودة تأخذ زوجة التاجر والملا لساحر يهودي حتى يسحروا أزواجهم ليكونوا تحت طوعهم فينكشف أمرهم.
خلال المتابعة يقدم لنا المخرج والمؤلف كل السلبيات للشخصية اليهودية كما يتضح صراع الديانات فمشهد الكنيسة واقتحامها من قبل الملا عبد السلام والحاخام داوود متهمين القس صموئيل بأنه يروج للديانة المسيحية بعد أن وزع كتيب على الأطفال يتحدث عن الدين المسيحي، وعندما تتزوج مريم المسيحية بوسعيد، يقول القس صموئيل: أنه بارك هذا الزواج حتى ينشر الدين المسيحي بين عائلة بوسعيد ونرى محاولة سيطرة الحاخام والملا على عقول الأطفال.
العمل يرصد واقع الصراع الديني قبل النكبة وعنصرية الشخصية اليهودية رغم تغليف الواقع بمشاهد سطحية توحي أن هناك تعايش بين الأديان فنرى النساء اليهوديات والمسلمات والمسيحيات في بيت العروسة كلا منهم يقدم لها هدية زفاف تعبر عن طقوسه الدينية. فما بين صراع ديني ونقمة في الحب ينطلق العمل في يوم الزفاف يتحول العرس إلى عزاء حيث نسمع عبر موجات الأثير الرسمي المذيع وهو يزور الحقائق ويقول: تعلن إسرائيل قيام دولتها في تل أبيب فوق الأراضي الإسرائيلية وهذه جريمة لن تغتفر.
بعد نكبة ٤٨ واحتلال فلسطين نرى الأشقاء العرب في الخليج يثورون ويخرجون مظاهرات ويجمعون التبرعات لإخوانهم في فلسطين ويسرد العمل واقع المذابح بالمقابل نرى الشخصية اليهودية التي تحمل كل السلبيات ولم تصن العهد ولم تحترم الديانات تعمل بالسر لجمع الأموال والأسلحة لدعم الحركة الصهيونية في فلسطين هذا ملخص ثماني حلقات من العمل يقدم قصة أم هارون التي أسلمت ووهبت حياتها لخدمة مجتمعها مع حفاظها على إسلامها كما يطرح الشخصية اليهودية بكل سلبياتها من بخل واستغلال مصالح وربا وخيانة وخداع وعنصرية وتطرف وانتصارها للحركة الصهيونية في الأراضي المحتلة وجمعها الأموال والأسلحة لدعمها بالمقابل الشخصية المسلمة والمسيحية التي تنتصر للقضية الفلسطينية وتسرد جرائم الاحتلال وترويعه للمدنيين يبدو أن كاتب العمل محمد عبد الحليم شمس والكاتب علي عبد الحليم شمس، تعاملوا مع المسلسل على أنه مجرد قصة عابرة للتسويق اهتموا بالإطار الخارجي للحكاية وقفوا على الحياد لم يعطوا لأنفسهم مزيداً من الوقت في البحث والتنقيب فنتج الكثير من المغالطات التاريخية، من وجهة نظري لم ينتصروا للقضية الفلسطينية، كما لم ينتصروا للتعايش والتطبيع ووقفوا على شفا حفرة ، فلو كانت لديهم هذه النية لما قدموا سلبيات الشخصية اليهودية التي تجعل المتلقي ينفر منها ،ولو كان هدفهم فلسطين لتعمقوا بالويلات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني من أجل تهجيره وإقامة دولة الاحتلال ولم يطرحوها بشكل عابر . هناك مشكلة في الوعي العام والرسالة الموجهة التي فقدت مضمونها. هذا ما قرأته خلال العمل الذي لم ينتهي بعد وبمشيئة الله لنا لقاء.
فعلينا أن نتذكر منذ نكبة عام ٤٨ وإقامة دولة الاحتلال على أنقاض دولتنا الفلسطينية المغتصبة وهو يفرض قانون، فرق تسد، قسمنا إلى مناطق وحملنا أوراق شخصية بألوان مختلفة، ليفرق ما بين الأخ وأخيه. وللأسف دوماً نغيب عقولنا وننساق كالقطيع وراء الطعم الذي يجرنا إلى التهلكة واليوم في ظل الفوضى التي تجتاح عالمنا العربي والانقسام الذي تجذر في أرواحنا حتى أصبحنا نخشى من صورتنا الوقحة في المرآة.
مازال الاحتلال يصب سمومه ليمارس قاذوراته ما بين قذف وتشهير من خلال شخصيات ساقطة ووهمية ليزيد الانقسام انقسام كي يعزل قضيتنا العادلة عن حضن الأمة العربية وكأننا نعيش مسرحية "ضيعة تشرين" حتى انسقنا إلى ما كان يصبو إليه، استسلمنا للانقسام البغيض الذي استعبدنا واخترق أرواحنا قبل أجسادنا وجعلنا أضحوكة، فعشنا الازدواجية تهنا ما بين العقل والعاطفة وللأسف لم نتعلم من تجاربنا، ولم نحاول أن نبتكر أي وسيلة جديدة للمواجهة وكأن الزمن ثابت ونحن حجارة ندور في دائرة مغلقة، نرفض أن نتجاوز نقطة الصفر.
الوقت يمر ومازال المشهد المأساوي يتكرر بنفس الصيغة ولكن المساحة الآن أكبر فما بين انقسام وانقسام يخرج خازوق أكبر ليشوه عدالة قضيتنا ويعزلها عن الحضن العربي، عاصفة الحقد التي يبثها ذيول الاحتلال تمتد لتستوطن أمتنا العربية حتى يتحول حبهم لفلسطين والقدس إلى نقمة عليها.
يتم تغذية هذا الحقد عبر الإشاعات المغرضة وبشخصيات مريضة لا يمثلوا إلا أنفسهم ليوتروا الساحة العربية حتى تنفجر وتتناحر الشعوب العربية وتأكل بعضها بعضا، إنها حرب ضروس قادمة، ستطحن الأخضر واليابس إن نمنا في العسل ولم ندرك حجم الكارثة، علينا أن نستيقظ قبل أن يخرج أدعياء الوطنية ليتصدوا للمشهد بمسميات مختلفة، فمازالت الهجمة تتوحش لتأكلنا جميعا. وهذا ما يريده الاحتلال، فأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم ونقف نندب سوياً وننوح قائلين: أكلت يوم أكل الثور الأبيض إن لم ندرك الأمر وننهض بعقولنا ونتخلص من الردح والبكائيات والانفعالات المرضية ونلجأ لشرعية العقل ونواجه السهام المارقة، فليس من العدل والذكاء أن نغرق في جحيم أعد لنا سلفا فكل ما أتمناه أن نفكر جيداً فربما ننهض بأسلوب جديد يغير نهجنا الانفعالي الذي لن يعود علينا إلى بالعداوة والبغضاء مع أشقائنا العرب.
مصطفى النبيه – مخرج فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت