يشكل الاستيطان ركنا أساسيا في بدايات دولة الاحتلال الصهيوني على أرضنا الفلسطينية، وقد اعتمد اليهود الصهاينة الأوائل في بناء كيانهم على سرقة الأرض المباركة، وبناء المستوطنات عليها، وبدأ الاستيطان على شكل كابوتسات زراعية في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث عمل الصهاينة دوما على تثبيت كيانهم عبر إقامة المستوطنات على أرضنا الفلسطينية منذ تاريخ 1878 حيث أقيمت أول مستوطنة صهيونية حملت اسم بتاح تكفا ، ومنذ عشرا السنين تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي المشاريع الاستيطانية دون توقف بهدف استكمال سرقة أرضنا الفلسطينية واستكمال السيطرة على باق الأراضي الفلسطينية.
حديثا أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن استعدادها للاعتراف بخطط بضم المستوطنات الإسرائيلية للكيان، وهذا الأمر ليس جديدا على الادارة الامريكية أن تقدم الدعم الكبير والضوء الأخضر للصهاينة في بناء المستوطنات، وذلك يمثل جريمة أمريكية سياسية كبرى بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه المباركة لتمرير المخططات الإسرائيلية الاستيطانية التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني واقتلاعه من جذوره وإنهاء وجوده على أرضه وأرض أجداده.
إن الادارة الامريكية عبر دعمها للاستيطان الإسرائيلي في أرضنا الفلسطينية تناست وتجاهلت وضربت عرض الحائط القرار الأممي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر عام 2016 حيث وافق مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة على قرار يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و جاء القرار بتأييد أربعة عشر عضوا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334 الذي جدد مطالبة إسرائيل بتوقف الاستيطان فورا ووقف كامل الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
رغم ما يحدث داخل الكيان الصهيوني من تطورات ميدانية وسياسية وإجراء الانتخابات الإسرائيلية ثلاث مرات دون الاتفاق أو التوافق على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بسبب تناحر الأحزاب الإسرائيلية على الحكم والمناصب السياسي؛ إلا أن هذا التناحر لا يخفي اتفاق الصهاينة على الاستيطان واستمراره حيث أعلن رئيس الوزراء الصهيوني نتتياهو تأكيد حكومة الائتلاف الاسرائيلية على ضم أراضي الضفة الغربية لدولة الكيان الصهيوني وان الحكومة تدعم الاستيطان وستواصل تنفيذ المخططات الإستيطانية .
إن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية هي مخططات تدميرية تهويدية تستهدف أرضنا الفلسطينية وتستهدف مواصلة سرقة المزيد منها ، ومواصلة تنفيذ مخططات صفقة القرن الامريكية .
أن أبناء شعبنا الفلسطيني لن يسمحوا بتمرير المخططات الاستيطانية وسنعمل على اسقاط كافة مشاريع التهويد والسرقة لأرضنا الفلسطيني، لأن بناء الثكنات الاستيطانية يمثل الخطر الاكبر على دولتنا الفلسطينية ومشروعنا الوطني الفلسطيني ..
إن جرائم الكيان الصهيوني في ضم مستوطنات الضفة المحتلة تمثل التنفيذ العملي على أرض الواقع لسيناريوهات صفقة القرن، حيث بدأت اللجان الإسرائيلية الأمريكية منذ أشهر في رسم خرائط جديدة لعملية ضم المستوطنات إلى الكيان الإسرائيلي لتحقيق الأهداف الإسرائيلية العليا، وهي بالأساسي تتركز على تعزيز الأمن الإسرائيلي في الضفة المحتلة والقدس المحتلة والمستوطنات الجديدة ومواصلة مشاريع تهويد الضفة الغربية، وقد صرح سابقا رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو بقوله : خطة صفقة القرن سوف تعزز الأمن الإسرائيلي بالضفة، وتؤمن مستقبل وجودنا بالمنطقة و ستؤدي الى اعتراف أمريكي بالاستيطان اليهودي بالضفة، وذلك لأول مرة منذ قيام الدولة الإسرائيلية، حسب تصريحات المجرم نتنياهو .
إن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية استعدادها للاعتراف بالمخططات الإسرائيلية لضم أراضي في الضفة الغربية يتماشى بالأساس مع خطة صفقة القرن الأمريكية وهو يمثل جريمة سياسية كبيرة ترتكبها الولايات المتحدة الأمريكية بحق شعبنا الفلسطيني وبحق الأمة العربية والإسلامية، كما أن تصريح الخارجية الأمريكية يمثل علانية قمة الاستهتار والاستهزاء وضرب عرض الحائط بالقرارات الأممية ومنظومة المجتمع الدولي، والأمر يتطلب من الكل الفلسطيني والعربي والأممي الوقوف في وجه هذه المخططات الاستيطانية التي تستهدف أرضنا الفلسطيني ومواجهة الحرب الاسرائيلية التي تستهدف أرضنا وشعبنا الفلسطيني، وتستهدف تشريده من أرضه واقتلاعه من جذوره.
قلم : د. غسان مصطفى الشامي
إلى الملتقى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت