قال مفكر أمريكي مشهور إن المخاوف بشأن إعادة الانتخاب و"الميل الطبيعي إلى الاعتقاد بأن المشاكل الخارجية ليست مشاكل أمريكية"، هي من العوامل التي أدت إلى التأخير المبكر للحكومة الأمريكية في التعامل مع وباء كوفيد-19، الذي أودى بحياة أكثر من 63000 أمريكي.
أضاف روبرت لورنس كون، رئيس مؤسسة كون، في حديث مع وكالة "شينخوا" الصينية، أن "تحليل السبب الذي يجعل الولايات المتحدة، حتى الآن، فيها أكبر عدد من حالات الوفيات بسبب كوفيد-19، هو تحقيق مشروع، بل هو تحقيق أساسي، وستتم مناقشته وطرحه لسنوات".
وأوضح قائلا "إن بعض الحقائق مقبولة بشكل عام"، مضيفا أن "الإحجام الأولي لترامب عن الاستجابة للتحذيرات المبكرة لمجتمع المخابرات الأمريكية بشأن الوباء الموشك على القدوم حينئذ، كان على الأرجح متأصلا في قلقه من أن دفع الاقتصاد إلى التعثر سيؤثر (سلبا) على إعادة انتخابه".
وأشار كون إلى أن ترامب كان يعتمد على قوة الاقتصاد الأمريكي، وخاصة الارتفاعات التاريخية في سوق الأسهم والانخفاضات التاريخية في البطالة، "لتحمله عبر الحملة الانتخابية التي من شأنها أن تجعله مفضلا ديموغرافيا على خصمه الديمقراطي"، و"لم يكن مستعدا للتخلص من هذه الميزة عندما كان عدد الحالات لا يزال منخفضا جدا".
وأضاف "علاوة على ذلك، أظهر ترامب ثقة مفرطة في حدسه، حتى لو كان حدسه مخالفا لنصيحة الخبراء من العلماء والاقتصاديين وغيرهم من المهنيين".
وقال هذا الخبير البارز إنه لا يستطيع أن يقول "كل شيء كان خطأ ترامب"، مشيرا إلى أنه "لكي نكون منصفين، فقد تحرك ترامب مبكرا وفرض قيودا على السفر من الصين، وفي ذلك الوقت، تم انتقاده بسبب ذلك، على الرغم من إعادة التفكير في الأمر، ثم "انتُقد مرة أخرى لأنه فعل القليل بعد فوات الأوان".
وأضاف كون أن "سببا آخر أقل إثارة" لتأخر الولايات المتحدة في التعامل مع وباء كوفيد-19 وهو "الميل الطبيعي للاعتقاد بأن المشاكل الخارجية ليست مشاكل أمريكية، حيث تعزز هذا الميل في ذلك الوقت، بسبب وجود القليل من حالات (الإصابة) المحلية".
قال كون "لقد ثبُت أن هذا التردد المبكر كان مُهلكا"، وذلك بسبب النمو المتسارع للعدوى مع فترة طويلة من العدوى، والتي كان لها تأثير متباين على فئات مختلفة من المرضى المصابين، خاصة أولئك الذين يعانون من حالات كامنة ومشاكل مرضية مشتركة.
وأعرب كون عن أمله في ترك السؤال المتعلق بأصل فيروس كوفيد-19، للعلماء ليجيبوا عليه، وأن تتعاون الولايات المتحدة والصين، بوصفهما أكبر اقتصادين في العالم، بشكل أفضل في قيادة الجهود العالمية للتغلب على الفيروس.
وقال "إن التركيز المتزايد بالولايات المتحدة على إلقاء اللوم على الصين، وإلقاء اللوم على الولايات المتحدة في الصين، أمر مقلق للغاية؛ أولا، لأن لعبة تبادل اللوم تحوّل الانتباه عن التركيز على الاحتواء والوقاية. وثانيا، لأنه فقط من خلال عمل الولايات المتحدة والصين معا، يمكن دحر هذا العدو المشترك للبشرية جمعاء".
وأضاف المفكر البارز أنه "من المؤكد أن تمييز أصل الوباء، أمر ضروري للتقليل من الأوبئة في المستقبل"، مشيرا أيضا إلى أن هذا السؤال "قد أصبح مسيّساً بشكل كبير"، على الرغم من أنه "يمكن ويجب التعامل معه فقط عن طريق علوم الأوبئة وعلوم الجينات".
وأضاف أن "القوى الحيوية في البلدين قد استُنفدت في الاختلافات، في محاولة للسيطرة على سرد الأحداث في وسائل الإعلام العالمية".
رغم ذلك، قال كون "أرى بصيص أمل. فالأخصائيون الأمريكيون والصينيون وعلماء الطب من البلدين، يعملون معا بشكل جيد، بتركيز، وبلا ضجيج. يجب علينا جميعا التوقف، والسماح لهم بأداء عملهم، وشكرهم، والثناء عليهم".
لقد تم الكشف مؤخرا عن مذكرة مؤلفة من 57 صفحة، أرسلتها اللجنة الوطنية لأعضاء الحزب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي، لمرشحي حملات الحزب الانتخابية، تنصحهم بالتركيز على توجيه اللوم إلى بكين في كل ما يتعلق بالتعامل مع كوفيد-19، في محاولة لصرف الانتباه عن أخطاء ترامب في التوقع حول الوباء والتعامل معه، وفقا لتقرير نشره موقع ((بوليتيكو)) الأمريكي مؤخرا.