دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوسف الحساينة إلى إعادة الاعتبار للعمل النقابي الذي يؤسس لمرحلة جديدة من البناء والعطاء، عبر إجراء انتخابات نقابية نزيهة وشفافة يشارك بها الكل النقابي في جميع النقابات وفق نظام التمثيل النسبي.
وأكد الحساينة أن اعتماد ثقافة الانتخاب وتجسيدها واقعا ملموسا في الحياة السياسية عموماً، والحالة النقابية على وجه الخصوص يساهم في الوصول إلى نقابات قوية قادرة على خدمة المهنيين والدفاع عن حقوق النقابيين وتحقيق مطالبهم، مشددا على أن التوافق بين الأطر النقابية على أهميته لا يغني عن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الحساينة في حفل تسليم مجلس نقابة المهندسين الفلسطينيين لدورة التوافق الوطني، بمقر نقابة المهندسين بمدينة غزة.
ويتكون مجلس نقابة المهندسين التوافقي بغزة من الاطر النقابية لكل من حركتي الجهاد الإسلامي و"حماس" والجبهتين الشعبية والديمقراطية.
وقال الحساينة:" نلتقي اليوم على قاعدة التوافق الوطني المسؤول لندشن مرحلة جديدة من مراحل العمل النقابي الطموح معلنين بذلك ميلاد مجلس جديد لإدارة نقابة المهندسين، ليشكل أنموذجاً حيا للعمل النقابي الطموح، قابل للتحقيق في كل المؤسسات الوطنية والنقابية اذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لدى مختلف الأطراف".
وأوضح أن هذا الاتفاق الوحدوي لا يعتبر اتفاقا مغلقا بين الأطر التي وقعت عليه فقط وإنما هو اتفاق مفتوح ومرن ليتسع لجميع الأطر النقابية وفي مقدمتهم الاطار النقابي للأخوة الأعزاء في حركة "فتح".
وفيما دعا عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، الأطر النقابية إلى مزيد من الانفتاح على بعضها البعض وصولاً إلى عقل جمعي نقابي قادر على البناء والعطاء، طالب "حركة فتح بالضفة الغربية إلى المبادرة ودعوة الأطر النقابية الفاعلة هناك للاتفاق على تنظيم الواقع النقابي وإطلاق حرية العمل النقابي والطلابي بعيداً عن سطوة القبضة الأمنية".
وأعرب الحساينة عن ثقته بإمكانية تغيير الواقع النقابي في الضفة للأفضل، قائلاً "لازلنا نراهن على حيوية الاخوة في حركة فتح للانخراط في مبادرة وطنية لتوحيد الجسم النقابي بالضفة الغربية وغزة".
وفيما يتعلق بالواقع السياسي العام، أكد الحساينة على "خطورة المرحلة التي نعيش وخطورة المنعطف التاريخي الذي تمر به القضية الفلسطينية والذي تقف على قارعته قوى الشر العالمي وفي مقدمتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الجاثم على قلب الأمة، ومن حولهما بعض أنظمة التطبيع المهين التي فقدت بوصلتها وشرفها وكرامتها من خلال تآمرها لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة وإنهاء قضية اللاجئين".
وشدد الحساينة على أن ما يزيد من خطورة المرحلة وحساسيتها، "إصرار البعض على مواصلة التمسك بأوسلو ومشروعها الأمني الذي جلب لنا مزيد من المصائب ومكّن العدو من كسب الوقت لفرض وقائع جديدة بالضم والقضم والمصادرة والتهويد".
وللخروج من هذا الواقع المأزوم الذي يعصف بالقضية الفلسطينية، دعا الحساينة للتوحد خلف الثوابت الوطنية والاتفاق على رؤية وطنية تعتمد على طاقات الشعب الفلسطيني وإمكانياته النضالية التي لا تنضب من خلال إطلاق حرب تحرير شعبية تعتمد على قدرات شعبنا ومكامن القوة لديه بالتعاون مع محيطنا العربي والاسلامي والدولي المناصر للحق الفلسطيني.
كما ودعا إلى "التمسك بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف من خلال إعادة بناء المشروع الوطني الذي يتآكل يوما بعد يوم على وقع استمرار ما يسمى بعملية التسوية مع الاحتلال".
وحذر الحساينة من "حجم الحقد الكامن لدى قوى الشر؛ لإنهاء وجودنا وقضيتنا وتمزيق ما تبقى من فتات الأمة المنكوبة بأنظمة سايكس بيكو".