إذ كنت فلسطينياً يجب أن تعتاد الموت. الرحلة لم تكن قصيرة كما ظنّ البعض بل كانت بمثابة أيام وشهور وأعوام بدأت الحكاية وللأن لم تسدل النهاية الستار .
اعتدنا التشرد واللجوء وعدم الأمان والحرمان تجولنا في بقاع الأرض ننسج لنا من وجه الشمس غطاء ليحمي ضعف حيلتنا وبالرغم عن كل هذا وكلما أزداد ألمنا امتشقت الإرادة عنانها بكياننا. من أخر الإحداث نبدأ بتسلسل الصراع عدنا بعودتنا ليس إلى ديارنا بل إلى حالة اللجوء مرة أخرى نكبة جديدة تلوح بالأفق كنا قريبين من البلاد ولكن قطعنا المحيطات والبحار والجبال أصبحت المسافات بعيدة عن الديار العاصفة خنقت أنفاس المبعدين ولم تشفق عليهم حتى أصبحت أجسادهم قوت للأسماك والحيتان في البحار سكاكين في صدر القضية من الغرب إلى الشرق من الذين يفقهوا الأبجدية ومن الذين يضعوا خنجرهم في صلب وجودنا على طريقتهم وبلغتهم ثورة الشعب الفلسطيني تأخذ فكرنا لنعود إلى تلك الأزقة ونصل إلى عام ١٩٢٩ ما قبل وما بعد نستعيد ثورة البراق هي أيضا كانت ثورة شعبية كانت أسبابها ردت فعل الجماهير الفلسطينية على اليهود حيث أقامت مجموعات يهودية يوم ١٥أب عام ١٩٢٩وإنطلاقهم متجهين إلى حائط البراق منادين بحقهم وهم ينشدون نشيد الأمل وفي يوم الجمعة الموافق ٢٣عقب صلاة الجمعة اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين واليهود تدخلت القوات البريطانية أطلقت النيران باتجاه الفلسطينيين هذه الحادثة التي أطلقت عنان ثورة البراق وكانت أعمال الثورة اضرب عام استمر لمدة تتراوح ما بين ٦أشهر تدمير ٦مستوطنات تدميرا كاملاً وتدمير خطوط الحديد والجسور والاشتباك المستمر مع الجنود وأفراد الشرطة ومقاطعة لجان التحقيق البريطانية استرجاع مناطق كاملة من أيدي الانجليز اعتقلت قوات الانتداب ٩٠٠ فلسطينياَ حكم بالإعدام على ٢٧منهم شنقا نفذ الإعدام بثلاث فقط وهم الشهيد فؤاد حجازي ابن مدينة صفد المولود عام ١٩٠٤ عطا الزير ابن مدينة الخليل المولود ١٨٥٩ محمد خليل جمجوم ابن مدينة الخليل المولود عام ١٩٠٢ خط الشهيد حجازي وصيته قبل إعدامه بيوم : " قائلا إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الإنجليز عن الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الآلاف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماما. الشهداء لا يموتون بل يخلدهم التاريخ رحلات بعد رحلات ومشقات بعد مشقات مؤامرات ومؤتمرات مناشدات تنديدات مظاهرات وقفات ولم نتوقف بعد على مدار كل هذه السنوات الماضية من حفرة إلى أخرى والعالم يحدق بنا كالأعمى لا يرى سوى ما يحلو له وكل العالم للأن مندهش من حماقته بتصرفاته المعلن عنها والتي للأن خلف ستار قبضتهم الأمنية ببطء شديد سارت القضية وبتضحيات جمة دفعة وتدفع للحظة من خزائن الإرادة والبطولة والفداء من أجل ما هو أسمى للأرض للوطن للإنسان للحرية التي بذلنا قصارى جهدنا طوال هذه السنين ولم نكل ولم نمل هذا الجود والعطاء لا يمكن أن يكون سوى من شعب كتب اسمه على وجه السماء لو حدقت بوجه التاريخ مرة لرأيت شعاع منير يأخذك دون ان تشعر لتسير بين أزقته وأنت مطمئن بالرغم عن الخبايا الداخلية العميقة بالرغم من بعض الأحداث الواضحة والمقروءة بعض الشيء إلا أنك تشعر بوجود عمق أخر بالصورة التي يراها عقلك وكونك أنت من تجمعك صلة إنسانية عقائدية قومية وطنية ستقرأ الحدث بعيون فلسطينية ستقرأ من عيون الشهداء والاسرى والجرحى والثكلى ستبوح عما في قرارة نفسك وكأنك ترى الحدث الان أمامك كيف لا وأن الحدث التاريخي هو الأن ماضي كباخرة في عنان البحر لا تتوقف ولا البحر يهدأ وها نحن والوطن كلانا في ذات الشعور كلانا لا نشعر بالأمان #القائد الوطني فرحان السعدي الرجل الثمانيني وثورة البراق& شهيد يجب علينا ذكره في هذه الأيام فالذكرى التي تكتب بالدماء لزاماً علينا ذكرها والوقوف وإجلالاً وإكبارا أمامها ...... الشهيد القائد الشيخ فرحان السعدي الكهل الفتي الكبير العظيم الصابر المحتسب نشأ على تربية دينية حفظ كتاب الله والأحاديث النبوية بالإضافة إلى الروح الوطنية التي امتزجت بالعنفوان الثوري ولد في قرية المزار قضاء جنين شمال فلسطين عام ١٨٦٠كان من عائلة فلاحة حيث شهد تعامل الاحتلال العثماني الإقطاعي مع الإنسان العربي الفلسطيني بعد خروج العثمانيين من البلاد عاد الانتداب البريطاني الذي كان أشد ظلماً وحلكة ومقتا... بدأ السعدي في مقارعة الإنجليز إلى أن سجن ثلاث سنوات ما بين سجن عكا وعين شمس بعد خروجه أتجه إلى حيفا والتحق بمجموعة الشهيد القسامي عز الدين شارك عز الدين القسام والسعدي مع رفاقهما العديد من المعارك ضد اليهود وضد الإنجليز ظل السعدي مرافقا للشهيد القسام إلى ساعة استشهاده في معركة يعبد أكمل الطريق السعدي بثبات وقوة إرادة لم ينكسر بل كان استشهاد القسام دافع قوي وبمثابة شرارة انطلقت بكل البلاد بعد انطلاق ثورة ١٩٣٦ قاد منطقة جنين القائد القسامي فرحان السعدي وفي نابلس الشهيد محمد صالح الحمد ..... وبعد استشهاده تولى عبد الفتاح مصطفى الذي استشهد بعده بستة أشهر.... في القدس الشهيد عبد القادر الحسيني..... نصب الساعدي حاجز على عنبتا طول كرم مع ثلاثة من رفاقه وقام بتفتيش المارة بحثا عن مستوطنين كانوا يجمعون التبرعات من المواطنين العرب بحجة إنهم من رجال القسام فأعدم اثنين منهم ... سجن لمدة ثلاث سنوات بين سجن عكا نور الشمس بعد خروجه من السجن توجه نحو حيفا كان قائد فصيل عنبتا و نور الشمس في الثورة وقاد الكثير من المعارك أصيب في معركة عين جالود لكنه واصل القتال بعد مقتل اندروز انتشروا العملاء وأصبحت عيونهم تحدق بعمق ولأبعد الأشياء لتراقب القادة المناضلين حتى تمكنت من القبض على الشيخ المناضل فرحان السعدي وثلاثة من رفاقه يوم ٢٢_١١_١٩٣٧ أدركت السلطات البريطانية حينها بأن الشيخ السعدي هو العقل المدبر بعد استشهاد القسام لذا حكمته محكمة صورية في خلال ثلاث ساعات موجهة له تهمة مقتل الجنرال أندروز الحاكم البريطاني للجليل...السعدي لم يتكلم ولم يدافع عن نفسه بل ظل واقف برباطة جأش وفي أثنا .
بقلم الشاعرة والكاتبة الفلسطينية بالشتات الأوروبي/ باسله الصبيحي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت