خرَّجت كلية الرباط الجامعية بوزارة الداخلية بقطاع غزة، يوم الخميس، الفوج الثامن من طلابها الحاصلين على درجة البكالوريوس في العلوم الشرطية والقانونية، وفق إجراءات السلامة للوقاية من فيروس "كورونا".

وحضر حفل التخريج في مقر الكلية غرب مدينة غزة كل من رئيس لجنة المتابعة الحكومية محمد عوض والنائب في المجلس التشريعي محمد فرج الغول ووكيل وزارة الداخلية اللواء توفيق أبو نعيم والعميد ناصر سليمان عميد كلية الرباط، إلى جانب عدد من المسئولين وقادة الأجهزة الأمنية والإدارات المركزية في الوزارة.

وجرى حفل التخريج وفقاً لإجراءات السلامة والوقاية المتبعة من قبل وزارة الداخلية في ظل جائحة "كورونا"، كما تخلل الحفل تنفيذ عدة فقرات وعروض شرطية شملت عرض عمليات وإنزال تُحاكي تنفيذ مهام أمنية وضبط خارجين عن القانون، بالإضافة إلى عرض مشاة للطلاب الخريجين.

بدوره، أعلن عميد كلية الرباط  ناصر سليمان أن الكلية تُخرج اليوم الدفعة الثامنة "بكالوريوس القانون والعلوم الشرطية وقُوامها 45 طالباً، بعد أن أتموا جميع المتطلبات والمساقات القانونية والشرطية والتدريبة بعدد 171 ساعة على مدار 4 سنوات.

وقال العميد سليمان: "كلية الرباط أمدَّت وزارة الداخلية بـ750 خريجاً تقلدوا عمل الضباط العاملين والقيادة الوسطى في الوزارة، وجميع الضباط العاملين في الوزارة سيصبحون بعد 10 سنوات ضباطاً أكفاء متخصصين في مجال العلوم القانونية والشرطية".

وأشار إلى أن الكلية خرجت الكلية خلال السنوات العشر السابقة 540 ضابطاً يتقلدون مهام الضباط العاملين في مراكز وإدارات الشرطة والأجهزة الأمنية وبعضهم يتقلد مهام القيادة الوسطى برتبة نقيب ووكلاء نيابة عسكرية ومدنية وحصل العديد منهم على درجة الماجستير والدكتوراة.

وأضاف: "كانت كلية الرباط السباقة على مستوى الجامعات بالتعليم الإلكتروني والمحاضرات الإلزامية ONLINE في ظل ظروف جائحة "كورونا" واتباع وسائل الوقاية للعاملين بالطوارئ".

من جانبه، قال اللواء أبو نعيم : "كلية الرباط تبقى شاهدة على الإرادة الفلسطينية في تطوير إمكانياتنا ذاتياً في ظل الحصار، الذي جعلنا أهل الابتكار".

وأكد وكيل وزارة الداخلية أن كلية "الرباط" الجامعية أحد أهم الروافد لوزارة الداخلية برجال القانون والكوادر البشرية المؤهلة، والتي تشكل إضافة نوعية في مجال العلوم الأمنية والشرطية، مضيفاً "كنا نتمنى أن نعقد حفلًا كبيرًا للتخرج؛ لكن الظروف لم تسمح لنا بذلك في ظل جائحة كورونا".

ونوه اللواء أبو نعيم إلى أن جائحة كورونا أضافت إلى الحصار حصاراً آخر، لكن غزة استطاعت أن تجعل من ذلك درساً رغم قلة الإمكانات الصحية والمالية.

وتابع: "رجالنا لا ينامون على مدار الساعة سهراً على راحة أبناء شعبنا، وفي خدمة كافة الوزارات والأجهزة الحكومية في طل جائحة كورونا".

في سياق آخر، أعلن اللواء أبو نعيم أنه سيتم فتح معبر رفح خلال الأيام القادمة لتسهيل عودة دفعات جديدة من المواطنين العالقين.

وحذَّر وكيل وزارة الداخلية من أن انهيار المنظومة الخدماتية في قطاع غزة في ظل الحصار لن تقف تأثيراته عند حدود غزة، التي ستتحول إلى قوة لن يستطيع أحد تقدير حجم انفجارها أمام هذا الضغط الهائل.

وقال اللواء أبو نعيم : "إذا تُرك قطاع غزة أمام هذه الجائحة والحصار، ومنع عنه المدد، سيكون له أثر على الجميع في المستقبل القريب.

ولفت إلى قطاع غزة يعيش ظروفاً صعبة جداً، وندعو لتوفير كافة المتطلبات والمستلزمات للتعامل مع هذه المرحلة الصعبة، متقدماً بالشكر لكل من ساهم وقدّم العون والدعم لنا في ظل هذه الجائحة.

من جهته، أكد محمد عوض رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي أن الجهات الحكومية تعمل على تحقيق الأمن والرخاء للمواطن الفلسطيني، مشدداً على أن غزة تُمثل النواة الصلبة التي يعتمد عليها، وفي القلب منها وزارة الداخلية.

وأشار عوض إلى أن الجهات الحكومية تُسخر إمكانياتها وإجراءاتها كرافد وداعم أساسي في حماية شعبنا في ظل هذا الواقع الأليم الذي نعيش في مواجهة جائحة كورونا، مضيفاً "غزة لن تسقط، وستُحيل المحنة إلى منحة، سعياً نحو تحقيق العدالة والقانون".

من ناحيته، تقدَّم محمد فرج الغول النائب في المجلس التشريعي بالشكر لوزارة الداخلية بقيادة اللواء توفيق أبو نعيم على هذا الأداء المتميز في ظل هذه الظروف.

وقال النائب الغول: "كلية الرباط الجامعية هي بمثابة حلم تحقق من أجل تخريج طلبة علوم الشرطة والقانون على مدار 10 سنوات، يتبوأون اليوم مراكز متقدمة في إدارة وزارة الداخلية والعمل الحكومي".

وأكدَّ أن المجلس التشريعي سيبقى داعماً ومؤيداً لوزارة الداخلية من خلال التعاون والتفاهم الكبير مع الوزارة، مضيفاً "ربينا أبناءنا وقادتنا على عقيدة أمنية ووطنية سليمة ومخلصة لله ثم للوطن، وهذا الإنجاز تم بدماء وعرق أبناء وزارة الداخلية".

وفي ختام حفل التخريج أدى الطلاب قسم الخريجين، وكرمت قيادة الحكومة والداخلية الطلاب الأوائل.