منظمة التحرير لا تلبي طموح الجميع

بقلم: فتح وهبه

بقلم :فتح وهبه

منظّمة  التحرير  الفلسطينيّة  التي  تصدع  رؤوسنا كل  يوم  بأنها "الممثل  الشرعي  والوحيد  للشعب الفلسطيني"،  تخلّت  بشكل  شبه  كامل  عن مسؤوليّاتها  تجاه  اللاجئين  الفلسطينيين  في مخيمات  الشتات ، وتحولت  من  قلعة  يتحصن  بها  الشعب الفلسطيني  ومن  منبر  يوصلون  من خلاله أصواتهم ، الى  مغارة  علي  بابا .
واليوم  وفي  ظل  تفشي  وباء  كورونا  وفي  ظل الازمة  الاقتصاديه  والمالية  اللبنانية وارتفاع صرف سعر الدولار  مقابل  الليرة  اللبنانية ، ماذا  قدمت "منظمة  التحرير  الفلسطينيه" للاجئين الفلسطينيين في  مخيمات  لبنان ؟  وما هو حجم الدعم المعنوي والمالي  الذي  قدمته  لهم  لتفادي  الكارثة  التي وقعت  عليهم ؟
هل  مارست  الضغوطات  الكفيلة  بإلزام  وكالة الاونروا  بتحمُّل  مسؤولياتها  تجاه  اللاجئين الفلسطينيين في لبنان  ؟. لماذا  لا ترسل "منظمة التحرير" الوفود الى دول العالم لجلب المساعدات للاجئين  الفلسطينيين  المتواجدين  في  الأقاليم الخمسة ؟ لماذا لا تقوم "منظمة التحرير" بتفعيل الدوائر  واللجان  المعنية  بحقوق  اللاجئين ؟ أيّ مشروع تحمله اليوم منظمة التحرير الى  جماهير  شعبنا  في  المخيمات ؟
 ماذا تفعل قياداتها  في لبنان؟ وما  هي الخطوات الحقيقية  التي تقوم بها  على أرض الواقع لتحصيل حقوق  شعبنا  الإنسانية  والمدنية ؟
 منظمة التحرير الفلسطينيه  لم  تقدم  دولار  واحد  للاجئين  الفلسطينيين  في  لبنان ، من  ملايين الدولارات  التي  تستلمها  هي  كمساعدات  بأسم اللاجئين  الفلسطينيين  انفسهم ،  ولم  تساهم  هي أيضاً  في تخفيف  معاناتهم  ومأساتهم  التي تفاقمت بشكل كبير  مند  ما يقارب السبعة شهور .
منظمة  التحرير  تدفع  رواتب  عناصرها  وموظفيها بالدولار  الاميركي  لتفادي  تأثير  انخفاض  سعر الليرة  مقابل  الدولار ، بينما  باقي  اللاجئين الفلسطينيين  في  لبنان  وممن  لا  يعملون  ضمن دوائر  منظمة  التحرير الفلسطينيه  يموتون  جوعاً ويعانون  من  الفقر  والحرمان ، ولا  يستطيعون تأمين  الدواء  لمرضاهم ، ولا   شراء  الثياب  لأطفالهم ، ولا  شراء  اللحوم بمناسبة  الاعياد  ،فلا  يعيشون  العيد  بأجواءه الجميلة ، بعدما باتت  الأعياد  والأفراح  واللحوم والحلويات  حِكراً  فقط  على  من  هُم  ضمن دوائر منظمة التحرير الفلسطينيه ،ومن هم موظفين لذى وكالة الاونروا، فهُم في عالم والبقية في عالم آخر وبينهما برزخ لا يلتقيان .
منظمة التحرير الفلسطينيه اظهرت اليوم أكثر من أي  وقت  مضى ، انها  مؤسسه  عاجزة  عن تحقيق احلام  وامال  الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات وأن حياة اللاجئين والحفاظ على أرواحهم ودعم صمودهم  ليست من ضمن أولوياتها ،وكيف  نستغرب  هذا  وهي  من  تخلّت عن  مبادئها  وثوابتها ، مُقابل  المال  وتولي السلطة، على حساب القضية الوطنية الفلسطينية".
 منظمة التحرير الفلسطينيه فشلت فشلاً ذريعاً في إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ارضهم بالقوة وتركتهم حيث هم بلا ظهر وبلا صوت ، يموتون  جوعاً  وقهراً بذريعة  حق  العودة، التي تتغنى هي به، والتي هي اول من فرط بهذا الحق.
والان  هي  ترعى  "لجنة  التواصل  مع  المجتمع الاسرائيلي"  وتطبّع  مع  الاحتلال  الاسرائيلي ،بعد أن  دخلت  في  مفاوضات  سرية  معه، استضافتها العاصمة النروجية  أوسلوا  إنتهت بإعلان  اتفاقية "أوسلوا" عام 1993 التي غيرت من مفاهيم  وإستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينيه ، فما عاد هدفها "تحرير الأرض من النهر إلى البحر"  ولا عاد  "الكفاح المسلح"الطريق لإسترجاع الحقوف الفلسطينية وأصبح القضاء على دولة إسرائيل شئ من  الماضي ، بعدما  اعترفت  منظمة  التحرير الفلسطينية بقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي  يحمل  في  طياته  إعترافا  ضمنياً  بدولة إسرائيل بعد أن كانت تعارضه وتعتبره تفريطاً في الحقوق  التاريخية  للشعب الفلسطيني ، وغيرت بصورة  رسمية  الجمل  والعبارات الموجودة  في ميثاقها الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل .  كل  هذه  الشواهد  تُوضح  ان  منظمة  التحرير الفلسطينيه منظمة ضعيفه لا تُلبي طموح  جميع الشعب الفلسطيني ولا  تمثلهم  جميعا،  وهي لا تصلُح  الآن  أن  تكون  عنوان  لأي  مشروع  وطني فلسطيني ، ما لم تبنى على أُسُس مثينة وينطوي جميع  الفصائل  تحت  لوائها ،  ويكون  شعارها : "الوحدة  الوطنية  أولاً "
"حياة  و كرامة  الشعب الفلسطيني أينما يتواجد  فوق  أي  إعتبار "  وأيضاً  " اقامة دولة فلسطينية يفتخر بها شعبها" وأخيراً " الكف عن المُتاجرة باللاجئين الفلسطينيين في الشتات وإيجاد حل سريع لهم لا يتعارض مع رغبات اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم بعيداً عن الشعارات والمزايدات  بعد  أن صبروا 72عام دون  أن يلمسوا أي حل من المجتمع الدولي وبعد أن بقيت قرارات الأمم المتحدة بشأنهم حبراً على الورق دون تطبيق.

بقلم:فتح وهبه

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت