يعتبر تصريح المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة الأخير الأكثر خطورة في هذه المرحلة، ويعتبر نذير خطر لا يهدد سلامة أكثر من خمسة ملايين فلسطيني فحسب، بل من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، لأنه يمهد لتخلي الأونروا عن اكثر من 5.6 مليون لاجئ يعتمدون على ما تقدمه الأونروا من خدمات ومساعدات انسانية، ما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية.
أيها اللاجئون استعدوا
التصريح الخطير لأبو حسنة، امس الأربعاء، والذي حذر فيه من أن الأونروا ستضطر لاتخاذ إجراءات قاسية لأنها تواجه أخطر أزمة مالية منذ نشأتها، يقول لجمهور اللاجئين: استعدوا، فان التقليصات قد تمس عصب عمل الأونروا كمنظمة اغاثة وتشغيل، ما قد يمس بالخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا، كالخدمات الصحية والاغاثية، فضلا عن المساس برواتب عشرات الألاف من موظفيها المنتشرين في مناطق عملياتها الخمس.
أبو حسنة أكد في تصريحاته أن الأونروا أطلقت ميزانية هذا العام بمليار و400 مليون دولار، ولديها تعهدات بـ585 مليون دولار، وما وصل منها فقط 391 مليون دولار، وهذا لم يحدث منذ إنشاء الأونروا حتى الآن.
موظفوا الأونروا استنفروا
وتدشن تصريحات أبو حسنة التي قال فيها أن ما يتوفر من رواتب موظفي الأونروا، الذين يتجاوز عددم الـ30 الف موظف، هو راتب الشهر المقبل فقط، وان الأونروا ستكون أمام مشكلة حقيقية حتى نهاية هذا العام، ما يمهد لحراك واسع لاتحاد موظفي الأونروا، قد يدخلهم في نزاع عمل قد يسبب تعطيل وارباك في عمل الأونروا، سيؤثر بشكل أساسي على عمل المجال الصحي والخدمات الاجتماعية والتعليم اضافة لحوالي 533 ألف طالب في أكثر من 700 مدرسة، حيث من المتوقع أن يدفع اللاجئون أثماناً صعبة جراءه.
الأزمة مالية والبعد سياسي
لا شك أن القرار الأمريكي بقطع حوالي 360 مليون دولار في بداية العام 2018 ومتواصل حتى الآن والذي كان يشكل في حينة 30% من ميزانية الأونروا، هو السبب الرئيس في هذه الأزمة المالية غير المسبوقة التي تمر بها الاونروا، اضافة لامتناع عدد من الدول المانحة عن تسديد تعهداتها للأونرو ا بسبب التحريض الامريكي والصهيوني، تنفيذاً للبعد السياسي للمؤامرة التي تستهدف افلاس وتصفية الأونروا، كمقدمة لشطب قضية اللاجئين عن الخارطة السياسية.
نداء وليس استجداء
واذا كان لابد من توجيه نداء لدول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي أو اليابان وكندا من أجل تقديم المساعدات، فانه نداء لكل حريص على استتباب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، فان استمرار برامج الأونروا لاغاثة وتشغيل اللاجئين هو ضمانة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، ومن يعتقد انه يمكن ان يجوع اللاجئين الفلسطينيين ويشطب قضيتهم السياسية، ثم لا ينتظر ثورة لاجئين فهو واهم..
نامل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد، ونعلق أملا على جهود المفوض العام الجديد للأونروا فليب لازاريني للتغلب على أزمة تمويل الأونروا.
كتب: عماد عفانة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت