إن ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية للسلام هي صفقة ليست لإحلال السلام بل لتدمير وقتل القضية الفلسطينية وخطة فاشلة لا تعبر عن الواقع بأي صلة وما يتم طرحه هو وصفة لإعادة انتاج الاحتلال بإشكال جديدة وإحكام سيطرته العدوانية على الضفة الغربية ومصادرة وضرب الحقوق الفلسطينية ومؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال استكمال فرض حقائق على الأرض تمكن الاحتلال من السيطرة على الارض الفلسطينية وفي هذا السياق تشير الوقائع المتلاحقة إلى أن خطة الضم ستكون مكونا مركزيا في برنامج ما يسمى حكومة الطوارئ الوطنية التي تم الاتفاق بين قيادات العنصرية الاسرائيلية على تشكيلها بعد نجاح نتنياهو في تفكيك تكتل أزرق - أبيض بزعامة العنصري بيني غانتس وهو نجاح وظّفت له عوامل عدة لتحقيقه في مقدتها أزمة جائحة كورونا وانشغال دول العالم بمواجهتها فيما يستعد حليفه الاستراتيجي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم خطط الضم ومن اجل تعزيز وضمان شعبيته المتراجعة والمنهارة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
لقد بات واضحا أن المسرح السياسي لدى دولة الاحتلال والولايات المتحدة أصبح جاهزا لمشهد الضم القادم باعتباره الحلقة الأبرز ضمن مخطط تصفية القضية الفلسطينية وهو ما يتطلب ردا فلسطينيا إستراتيجيا على هذا التحدي والمؤامرات الشرسة التي تشهدها المنطقة العربية والعالم بأسره وانه بالرغم من الانشغال الفلسطيني والإقليمي والعالمي بمواجهة تداعيات وباء أزمة الكورونا وهو ما يستدعي ضرورة ان يتحمل الجميع المسؤولية والعمل على حشد الموقف الدولي الداعم للنضال الفلسطيني لمواجهة هذه المؤامرات التي تحاك للنيل من شعبنا وقضيتنا الوطنية والانطلاق لتعزيز الصمود والتصدي للتحديات والمخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية والتعامل مع المعطيات المتاحة لتوفير المناخ الوطني وتعزيز التلاحم الشعبى والعمل على تفعيل الخيار الاهم والأوحد للشعب الفلسطيني وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية في اطار الكل الوطني من اجل استنهاض قدرات الشعب الفلسطيني وإطلاق طاقاته المتاحة والكامنة حتى يستطيع فرض إرادته ومصالحه بالتغيير.
أننا بحاجة الى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والمضي نحو تجسيد الوحدة الوطنية عمليا على ارض الواقع والتصدي للاحتلال العنصري ومخططات تهويد القدس وضم الضفة الغربية ولا مجال هنا لسياسة القفز عن الحقائق واللف والدوران ولا مجال للوقوف وإطلاق شعارات رنانة وبراقة ومبادرات وهمية فحقيقة الامر اننا نحتاج الى وحدة وطنية قوية وحقيقية وهذا ما يطمح له الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة التي نعايشها وليس مهادنة الطرف المعطل للمصالحة وتسويق مبادرات وهمية جديدة.
إن التصدي للمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية في ضوء الشروع في تنفيذ ما يسمى صفقة القرن الامريكية تبقى المهمة الأولى الملقاة على عاتق الشعب الفلسطيني وقيادته اينما تواجدوا والعمل على احباط هذا المخطط وان اي خروج عن هذا الاجماع الفلسطيني يعد عملا غير اخلاقي ووطني وتساوق مع مخططات ومشاريع الاحتلال وضرب لمقومات الصمود وخيانة للوطن والانتماء والقضية الفلسطينية الأمر الذي يتطلب من الجميع ضرورة التصدي لهذه المؤامرة البشعة التى تستهدف تصفية وجود الشعب الفلسطيني مع اهمية تفعيل عناصر العمل الوطني وان يتحمل الجميع المسؤولية كل من موقعه وقدراته والعمل على توفير المتطلبات والآليات اللازمة لضمان إعادة تشكيل التوجه الإستراتيجي الفلسطيني وبناء الجبهة الوطنية بالتوازي مع بلورة خطة وطنية شاملة للتصدي لأزمة كورونا وتعزيز صمود الفلسطينيين وقدرتهم على إحباط المخاطر المحدقة بقضيتهم وحقوقهم الوطنية.
بفلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت