الاونروا تقدم الفتات للاجئين الفلسطينيين

بقلم: فتح وهبه

بقلم :فتح وهبه

 اليوم وبعد صبر دام  ما يُقارب السبعة شهور، وبعد النداءات والمناشدات والإعتصامات والإجتماعات وبعد أن دقوا  ناقوس الخطر، وتظاهروا  تحت المطر، وقرعوا على الطناجر وخرجوا على المنابر ، إستجابت وكالة "الاونروا" لمطالب أهالي المخيمات بشكل لا يرتقي لحجم  المأساة ، وأعلنت عن تقديم بعض الفُتات ، إستجابة تحمل في طياتها كثير من الرسائل والمهانة ، لأن حجم الاستجابة من طرف وكالة الاونروا لا يتناسب مطلقاً مع  الكارثة الواقعة وصعوبة الواقع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان . لقد صدر مؤخرا يوم الخميس بتاريخ ٧ ايار ٢٠٢٠
  بيان رسمي من وكالة الاونروا على لسان مدير شؤون الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني  قال فيه: أن الأونروا ستقوم بتوزيع مساعدات  مالية إغاثية لكل مجتمع لاجئي فلسطين في لبنان، بدءاً من 14 أيار 2020. وأضاف قائلاً : أي شخص يقيم في لبنان وهو مسجّل لدى الأونروا "كمؤهل للإستفادة  من خدمات الوكالة" قبل تاريخ  30 نيسان 2020 يحق له الحصول على هذه المساعدة المالية  الإغاثية باستثناء موظفي الأونروا، وقال:ستكون المساعدة المالية الإغاثية بقيمة 100 ألف ليرة لبنانية للشخص الواحد على الأقل ، ولقد برر كلاوديو كوردوني شح المساعدات هذه عندما قال: أن الأموال التي ستستخدمها الأونروا لهذه المساعدات هي أموال داخلية من ميزانية الأونروا الاعتيادية التي تعاني أصلاً من الضغوط الكثيرة بسبب الوضع المالي المتأزّم للوكالة وأضيفت عليها بعض الموارد المالية التي حصلت عليها الأونروا مؤخراً من الدول المانحة.
 ومما جاء في بيانه : أن الاونروا تدرك تماماً الاحتياجات المتزايدة للاجئين نظراً للأزمة المالية والاقتصادية التي تفاقمت جرّاء أزمة فيروس كورونا وأدت الى تزايد نسب الفقر والبطالة.
وكان اللافت في البيان أن العائلات المسجلة ضمن شبكة الضمان الاجتماعي (الشؤون) لن يتلقوا مساعدة الشؤون في الدورة الثانية الاعتيادية وتم دمجهم ضمن الإغاثة الموحدة لكل اللاجئين.
 يقول أحد اللاجئين الفلسطينيين اللذين يعيشون في لبنان :ماذا تفعل المائة الف ليرة لبنانية  التي تقدر ب25 دولار للنفر الواحد ؟ انها ثمن تحضير وجبة إفطار في شهر رمضان لثلاثة ايام ، ولا تكفي لشراء كنزة وبنطال و حذاء ،هل يعقل هذا ؟! إنها مهزلة كبرى.بينما يقول لاجئ آخر : هل صبرنا كل هذا الصبر من أجل100الف ليره لبنانية للنفر، هذا ظلم بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أين تذهب ملايين الدولارات التي تتلقاها الاونروا باسم  اللاجئين الفلسطينيين؟
وتقول إحدى اللاجئات الفلسطينيات :ان شعبنا يعاني ويكاد يختنق وفي النهاية تقرر الاونروا منحنا 100الف ليره لبنانية للنفر ثمن 2كيلو لحم غنم، وتضيف قائلة : إن كانت الاونروا عاجزة عن تحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا لتحيلنا إلى المفوضية الأوروبية حتى لا نموت جوعا وتكون هي شريكة في قتلنا.
وتقول لاجئة فلسطينية  اخرى  : إن الاونروا  وكالة  فاشلة مجرمة بحقنا لا تستطيع تأمين مساعدات لنا في هذه الظروف الكارثية بينما هي لا تلقى  أي صعوبة في تأمين رواتب موظفيها وبالدولار ،وتضيف حديثها قائلة :لماذا لا يستثنى أيضاً من هم في دوائر منظمة التحرير الفلسطينيه والذين أيضا يتقاضدون رواتبهم بالدولار ليستفيد الأهالي أكثر ويكون المبلغ اكبر.؟ وتنهي كلامها قائلة ماذا تكفي المائة الف ليرة  ونحن مقبلين على عيد الفطر وقد تراكمت علينا الديون ،هل تكفي لشراء الطعام والثياب وحتى لتسديد فاتورة الكهرباء وشراء الدواء ؟!
 إن مما لا شك فيه أن وكالة الاونروا  تعاملت مع  معاناة ومأساة اللاجئين بإستخفاف تام وان الاونروا بفعلتها هذه تستفز اللاجئين الفلسطينيين وكأنها تريد ان تدفعهم للقيام بشئ هي قد رسمته  لهم". لأن المائة الف غير كافية لتغطية فاتورة الدواء المرتفعة في لبنان ولا تكفي لسد الحاجات الاستهلاكية الرئيسية لعائلة عادية أكثر من يومين.
فعلى "منظمة التحرير"  التي تدعي تمثيلها للشعب الفلسطيني أن تساعد شعبها مادياً ومعنوياً وتقوم بدورها بالضغط  على وكالة الاونروا؟ لإجبارها على اطلاق خطة طوارئ اغاثية عاجلة  وتوفير مساعدات مالية دورية لجميع اللاجئين الفلسطينيين لتلبية احتياجاتهم  الضرورية ،في ظل الأوضاع الإقتصادية والمالية  والاجتماعية الكارثية التي يعيشونها ،وعلى المؤسسات والهيئات الفلسطينية المدافعة عن حقوق اللاجئين  الفلسطينيين ، أن تقوم بدورها أيضاً بالدفاع عن حياتهم وحقوقهم طبقاً للقوانين الدولية الإنسانية بعد أن بات اللاجئون الفلسطينيون يخشون أكثر من أي وقت مضى على مصيرهم ،  وبعدما باتوا  يتخوفون من أن يكون تقليص الاونروا لخدماتها يوماً بعد آخر مرتبط بصفقة القرن التي طرحتها أمريكا، وتمهيد لإنسحاب المؤسسات الدولية، وسحب تعهداتها للوصول في النهاية إلى توطين اللاجئين في الدول المتواجدين فيها بحسب خطة ترامب "صفقة القرن ".


بقلم :فتح وهبه

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت