الأسير سمير أبو نعمه يصارع المرض في سجون الاحتلال (1960م - 2020م )

بقلم: سامي إبراهيم فودة

سامي ابراهيم فودة

 في حضرة جنرالات الصبر والصمود أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم, إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر, أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على أخطر حالات الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة في سجون الاحتلال والذين يعانون الويلات من سياسات الإدارة العنصرية التي تتعمد علاجهم بالمسكنات دون القيام بتشخيص سليم لحالتهم ومعاناتهم المستمرة مع الأمراض لتركه فريسة للمرض يفتك بجسده..
والأسير البطل المقدسي سمير إبراهيم أبو نعمه ابن الستين ربيعاً هو أحد ضحايا الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحقه والذي يعيش بين مطرقة المرض الذي يهدد حياته وسندان تجاهل الاحتلال لمعاناته, والقابع حالياً في سجن "ريمون والذي انضم إلى قائمة طويلة من اسماء المرضى في غياهب السجون ودياجيرها، وقد أنهى عامه الأربعة والثلاثون خلف القضبان ودخل عامه الخمسة والثلاثون على التوالي في سجون الاحتلال الاسرائيلي والذي يقضي حكماً بالسجن مدي الحياة و42 عاما...
ويعتبر الأسير "أبو نعمة" عميد أسرى القدس في سجون الاحتلال وأقدمهم، وهو تاسع أقدم أسير فلسطيني وانه أحد من بين 26 أسيراً من قدامى الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية "أوسلو"، أقدمهم الأسير كريم يونس.
الأسير المقدسي:- سمير إبراهيم محمود أبو نعمة
تاريخ الميلاد:- 4 /11 /1960م
مكان الإقامة :- منطقة حي الشيخ جراح مدينة القدس المحتلة
العائلة الفاضلة:- تتكون عائلة الأسير من الوالدين وله من الإخوة / عماد – وليد - بشير- وائل- ناصر- ومن الأخوات/ ماجدة- بشري- وفقد خلال اعتقاله والدته واثنين من أشقائه بشير وكان آخرهم شقيقه وليد الذي توفي ليلة استعداده لزيارته عام 2016,دون السماح له بوداعهم...
الحالة الاجتماعية:- أعزب تاريخ الاعتقال:- 20 تشرين أول/ أكتوبر 1986م
مكان الاعتقال:- "ريمون"
التهمة الموجه إليه:- الانتماء لحركة " فتح " وتفجير باص رقم 18 مقابل المحطة المركزية في شارع يافا في عام 1983، مما تسبب بقتل ستة إسرائيليين وجرح ما يفوق الخمسين جريحاً، كما قام بتزويد السلاح للمجموعة التي نفذت عملية باب المغاربة، حيث قتل جنديًا وجرح 69 إسرائيلي" هدم الاحتلال منزلة.
 الحكم:- مدي الحياة و42 عاما
اعتقال الأسير البطل :- سمير أبو نعمة
 اعتقل الأسير أبو نعمة يوم 20 تشرين أول/ أكتوبر 1986، من شارع صلاح الدين في القدس المحتلة، وتم نقله إلى معتقل “المسكوبية” غربي المدينة، بعد عملية طعن لأحد المستوطنين في القدس عام 1986,وبينما اتهمه الاحتلال كذلك بالمسؤولية عن تفجير باص رقم 18 في شارع يافا والذي قتل فيه 6 إسرائيليين ومشاركته في تسليح مجموعة قامت بعمليات ضد جنود اسرائيليين، وأثناء اعتقاله تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح وقد مكث في الزنازين لمدة 45 يومًاً وتعرض لتحقيق قاِس استمر حوالي 19 يوماً لإجباره على الإعتراف ولكنه لم يعترف بأي تهمة، ولكن تم إصدار حكم ضده من خلال إعتراف الغير أو ما يعرف بقانون " تامير" فيما قضى لغاية الآن أكثر من 34 عاما من حكمه البالغ مدى الحياة و42 عام وتم الإفراج عن جميع أفراد مجموعة الأسير سمير أبو نعمة في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وهم: طارق وعبد الناصر حليسي، إبراهيم عليان، حازم عسيلة، وحُرمته من التحرر ضمن صفقات التبادل التي تمت بين المقاومة والاحتلال، كما رفضت الإفراج عنه مع آخرين ضمن الدفعة الرابعة في تفاهمات مفاوضات التسوية مع السلطة.
 الحالة الصحية للأسير:- سمير أبو نعمه
يواجه الأسير أبو نعمة ظروفا صحية صعبة خلال فترة اعتقاله الطويلة القاسية التي يعيشها منذ 34 عاما، وما يرافقها من إهمال طبي بحقه، حيث يعاني من آلام متواصلة في يده اليمنى نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العامود الفقري وانزلاق عشرة في الرقبة، وكسر في الأنف، وآلام في الأذن، وقد أجريت له 6 عمليات جراحية ، إلا أنها لم تخفف من الآلام التي يعانى منها والآن لا يتلقى سوى المسكنات ويتعرض الأسير إلى عمليات نقل تعسفية متعمدة بشكل دائم, فلا يكاد يستقر في سجن حتى تقوم الإدارة بنقله إلى سجن أخر وتعرضه للكثير من عمليات القمع والتنكيل والعزل عدة مرات بسبب نشاطه داخل السجن كجزء من العقاب النفسي له وزيادة الضغط عليه, وخلال سنوات اعتقاله لم يتخلف يوماً عن مشاركة زملائه الأسرى في خطواتهم النضالية واضراباتهم الطويلة عن الطعام بالرغم من وضعه الصحي المتفاقم..
 من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير المسن والمريض الغرابلي للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون- الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة..


بقلم :- سامي إبراهيم فودة

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت