صنعاء أحمد ناجي، طالبة يمنية تدرس للحصل على درجة الماجستير في الطب في جامعة جينان بمدينة قوانغتشو بجنوبي الصين وهي أم لطفلين، رفضت طلب عائلتها بالعودة إلى اليمن بعد تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، وبقيت لمواجهة التحدي مع زملائها وأصدقائها الصينيين والمساهمة في العمل التطوعي لتكون جسر تواصل بين الأجانب والمحليين.
"لم أشعر بأني أجنبية، نواجه نفس الوضع هنا ونكافحه مع بعضنا البعض." قالت ناجي التي تقيم في الصين منذ أربع سنين، وتعتقد بأنها باتت واحدة من الصينيين المقيمين في المدينة الذين بات كثير منهم أصدقاء لها.
قررت ناجي أن تساهم بكل جهودها لتقديم يد العون والمساعدة في جهود مكافحة فيروس كورونا الجديد أثناء فترة الحجر الصحي في المنزل، والتعامل مع الظروف الصعبة للخروج في المجمع السكني، فبادرت إلى تخصيص ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا للعمل التطوعي لتساعد الموظفين المحليين لقياس درجات حرارة الأشخاص الداخلين للمجمع السكني، وتوزيع الكمامات الطبية التي اشترتها ناجي لتقديمها للناس مجانا.
وقالت ناجي إنها دائما ما تتواصل مع عائلات أبناء الجاليات العربية في المدينة في حال تساءلهم عن أية أعراض واستفسارهم عما اذا كانت بسبب الفيروس أو أنها مجرد أعراض زكام عادية.
وتضيف قائلة: "أنا طبيبة وأحوز ثقة الناس أكثر. لذا أعتقد أن بإمكاني المساهمة بشكل من الأشكال لمكافحة الفيروس."
وقامت ناجي بتوفير خدمة الترجمة بين اللغات العربية والإنجليزية والصينية للأجانب المقيمين في المدينة لكي يتفاهموا مع العاملين الصينيين بشكل أفضل ويتعاملوا مع التدابير المحلية للوقاية من الوباء.
وفي حال استدعى الأمر الذهاب إلى المستشفى لرؤية الطبيب، كانت ناجي حلقة الوصل بين المريض الأجنبي والطبيب الصيني، حيث كانت تقوم بالترجمة لتوصيل المعلومات بشكل أفضل وتوضيحها من أجل التغلب على الهوة اللغوية بين اللغتين الصينية والعربية، وذلك بالترجمة لهم وشرح الإجراءات التي يجب تتبعها.
ودائما ما حرصت ناجي عند توزيع الكمامات الطبية على الناس أن تشجعهم بعبارات تحفيزية، مؤكدة أن ما تقوم به هو واجب عليها كطالبة أجنبية تعيش في الصين ولا بد من أن تسهم بما تستطيع لمجابهة الفيروس، الأمر الذي أسعد الصينيين المحليين ومنحهم المزيد من الثقة نفسيا، وجعلها تشعر بدورها بالسعادة والدفء في نفس الوقت، حيث قالت: "هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لبلدي الثاني الصين."
ومع تراجع الوباء وتحسن الوضع في الصين، بدأت ناجي العودة إلى حياتها العادية بشكل تدريجي.
"أود أن أكون طبيبة ماهرة لكي أساعد الناس بشكل أكبر"، حيث تخطط ناجي لمواصلة دارستها للحصول على درجة الدكتوراه في الصين بعد إكمالها للماجستير في السنة المقبلة.
تحب ناجي الجري في الساعة السابعة مساء في المدينة، وأحيانا تشارك في صفوف رقص العامة في الساحة، كما تقول إنها تحب مدينة قوانغتشو في هذا الوقت وتحب نفسها وتجري بدون توقف في المدينة.